تفاؤل حذر مع استئناف مفاوضات «ما بعد بريكست»

  • 6/30/2020
  • 00:00
  • 162
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ البريطانيون والأوروبيون، الاثنين، مفاوضات مكثفة تستمر خمسة أسابيع حول العلاقة بينهما في مرحلة ما بعد «بريكست»، على أمل تحقيق تقدم، وتفادي عدم التوصل لاتفاق مع نهاية المرحلة الانتقالية، أواخر العام.وبدأت المفاوضات عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي، بلقاء جمع في بروكسل كبير المفاوضين الأوروبيين، ميشال بارنييه، ونظيره البريطاني ديفيد فروست، في أول اجتماع فعلي لهما منذ مارس/ آذار.ومن المقرر أن يعقبه طوال الأسبوع جلسات قصيرة، تجمع فرقاً مصغرة، تتناول المواضيع التي تعتبر الأكثر إشكالية. ثم يجتمع المفاوضون كل أسبوع، بالتناوب بين لندن وبروكسل، حتى نهاية يوليو/ تموز.وكتب بارنييه في تغريدة «سنتخذ أفضل خيار في محادثاتنا المكثفة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة»، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي سيبقى «هادئاً وموحداً في مبادئه وقيمه».ومن شأن تكثيف المناقشات للتوصل إلى اتفاق بين لندن، وبروكسل، أن يعطي «زخماً جديداً» للمفاوضات، بعد أربع جولات عرقلها تفشي فيروس كورونا المستجد، ولم يسجل فيها تقدم يذكر.واعتبر رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أنه يمكن التوصل في يوليو/ تموز إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي. محادثات إلى الأبد وشدد المتحدث باسم جونسون على أنه «لا يمكن أن تستمرّ هذه المحادثات إلى الأبد. علينا أن نضمن أن يكون بإمكان الشركات التحضير بشكل صحيح لما سيحصل نهاية العام».لكن هذا الاحتمال الطموح رفضه بلباقة الأوروبيون، المنشغلون حالياً بوضع خطة إنعاش اقتصادي لمرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد، معتبرين أن شهر أكتوبر/ تشرين الأول، هو «وقت الحقيقة» الفعلي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.وأعلن بارنييه في مداخلة أمام مركز دراسات السياسة الأوروبية، أن «هذا هو الوقت الذي يجب أن نكون مستعدين فيه لتقديم مسودة اتفاق (...) إذا أردنا المصادقة عليها قبل نهاية العام».وستستمر المملكة المتحدة التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/ كانون الثاني، في تطبيق القواعد الأوروبية حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول. غير واقعية وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول ذلك الوقت، فستطبق حصراً قواعد منظمة التجارة العالمية، مع الرسوم الجمركية المرتفعة والرقابة الجمركية الشديدة على التبادلات التجارية بين هؤلاء الشركاء. ومن شأن ذلك إضعاف الاقتصادات الأوروبية المتضررة أصلاً من فيروس كورونا المستجد.ووعد بارنييه الذي ينتظر «إشارة» من البريطانيين هذا الأسبوع، بأن يكون «بنّاءً»، و«خلاقاً لإيجاد أرضية تفاهم مشتركة».ورد نظيره البريطاني فروست في تغريدة «سنذهب إلى بروكسل متسلحين بحسن النية لأخذ مخاوف الاتحاد الأوروبي في الاعتبار». منصب جديد وأضاف فروست، الذي عين مستشار الأمن القومي لجونسون، الأحد، إضافة لمهامه كمفاوض في بريكست «يجب أن تكون مفاوضات حقيقية، ويجب أن تتغير بعض مواقف الاتحاد الأوروبي غير الواقعية».ورفضت المفوضية الأوروبية، الاثنين، التعليق على هذا التعيين. وقال دانيال فيري، أحد المتحدثين باسمها، «من جهتنا، على الأقل نركز بشكل كامل على المفاوضات».وأشار مصدر قريب من الملف إلى أن «نحو عشرة أشخاص» على الأقل سيشاركون في المفاوضات هذا الأسبوع، «على مستوى سياسي أرفع من ذي قبل، للفصل في القرارات، وبالتالي تحديد نقاط التفاهم».وبين النقاط الخلافية الأساسية بين الطرفين، ضمانات المنافسة العادلة في المجال الضريبي، والاجتماعي، والبيئي، التي يطلبها الاتحاد الأوروبي على خلفية الخشية من صعود اقتصاد غير خاضع لقيود على أبوابه. تحذيرات ميركل وحذرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، السبت، في مقابلة مع صحف أوروبية «إذا كانت المملكة المتحدة لا تريد اتباع قواعد مثل الأوروبيين بشأن البيئة، أو سوق العمل، أو المعايير الاجتماعية، فإن علاقاتنا ستفقد قوتها». وأضافت «عليها، بالطبع، أن تتحمل بعد ذلك العواقب».كما سيبحث المفاوضون هذا الأسبوع موقع محكمة العدل الأوروبية في الاتفاق المستقبلي، وإمكان وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية، وكذلك شكل الاتفاق الذي قد يكون شاملاً يضم جميع مجالات العلاقة، بحسب رغبة الأوروبيين، أو مجرد اتفاق تجاري يشتمل على اتفاقيات صغيرة، كما يطالب البريطانيون. (أ.ف.ب)

مشاركة :