ألان سليفي يكتب: عمق العلاقة التركية الإيرانية في سوريا

  • 7/2/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد منطقة الشرق الأوسط ولادة تحالف تركي إيراني من أجل تخريب آمن المنطقة وزعزعة استقرارها، حيث يمكننا النظر إلى تصريحات اردوغان الذي أكد في العديد منها أن إيران حليف استراتيجي لها، وكانت تصريحاته ليست من باب المجاملة الدبلوماسية بقدر ما تُشكل نقطة التحول الرئيسي في العلاقة التركية الإيرانية، مما أسهم التطابق في أطماع البلدين التوسعية في المنطقة إلى تدعيم ركائز هذا التحالف، بحيثحرص اردوغان على الاستفادة من العوامل المشتركة بين فكر الاخوان "السني"، وفكر الخميني "الشيعي" فيما يتعلق بنظرية الحُكم التي تقوم أساسًا على مفهوم الدولة الاسلامية كما جاء في فكر حسن البنا وسيد قطب، ومفهوم الولي الفقيه كما جاء في فكر الخميني، لذلك وجد اردوغان ضالته في التحالف مع إيران التي تلتقي معه في ذات الأهداف التوسعية بتقاسم العالم الإسلامي، وتحقيق حلمه وإعادة السلطنة العثمانية التي تمثل "السنة" ودولة إسلامية شيعية كبرى والتي تمثل "الشيعة"، وتتم بذلك السيطرة على المنطقة بشكل كامل. ففي إيران سعى نظام الملالي إلى إحياء الأطماع الفارسية في المنطقة بما يسمىبتصدير الثورة، أما شكل النظام في تركيا هو مرحلة الالتفاف إلى منطقة الشرق الأوسطما بعد وصول حزب العدالة والتنمية والعقلية الاردوغانية التي تريد استحضار الإرثالعثماني،ولذلك أصبحت كل من تركيا وإيران تنظر للأخرى بأنها مُكملةً لمشروعها التوسعي، وبالتالي هذا ما يفسر قدرة البلدين في الحفاظ على التواصل وعدم السماح بظهور اختلاف وجهات النظر في ملفات المنطقة أن تؤثر على تطور علاقتهما. على الرغم من الاختلافات الحاصلة بين تركيا وإيران في الملف السوري، لكن تعزيز العلاقات بينهما جاءت في الوقت التي تطالب فيه انقرة برحيل الأسد "حليف إيران" وذلك قبل أن تغير موقفها من مسألة رحيل الأسد وتنقلب على شعاراتها السابقة مؤكدة بوجود اتصالات مباشرة مع النظام السوري. إن نظرية تركيا في التخلي عن المعارضة السورية المسلحة كان مرتبطًا بشكل كبير في التطور الحاصل في تحالفها مع إيران، وأيضًا مرتبط برسم خارطة مناطق النفوذالإيراني التركي في سوريا. بينما ينصب الاهتمام الإيراني على ريف دمشق نجد أن الاهتمام التركي ينصب فيالشمال السوري، لذلك فهذا الانقلاب التركي على المعارضة السورية المسلحة يؤكد أنموقف انقرة من المعارضة ليس من أجل نصرة الشعب السوري والدفاع عن حقه في تقريرمصيره، بل من أجل تحقيق أهداف سياسية وجغرافية وهو موقف مرتبط بالعقليةالاردوغانية الاخوانية التي تسعى لاستحضار التاريخ، والحديث عن إرث الدولةالعثمانية، وهو ما يتجلى بشكل واضح في الأطماع التركية في الشمال السوري وترسيخملامح الاحتلال التركي. اتجهت العلاقة بين تركيا وإيران إلى تكوين نظرة موحدة لدى الطرفين؛ فتركيا تؤمن أن من مصلحتها بقاء النظام الإيراني واستمرارية مشاريعه الفوضوية في المنطقة، كونها تخلق الأرضية الخصبة للتوجه التوسعي للأتراك في المنطقة وبخاصة في سوريا في الوقت الذي يسعى فيه اردوغان لاستكمال ما بدأه الاخوان تجاه إيران من دعمها ومساندتها، فالمحصلة من الدعم التركي للإيرانيين التخفيف من الأزمة الاقتصادية، وتخفيف وطأة العقوبات على إيران.

مشاركة :