منذ نشأتنا ولوقتنا الراهن نسمع عن إبادة الكرد في أجزائها الأربعة، لو أخرجنا أي كتاب يختص بالكرد نرى فيه الابادات بمختلف أشكالها وأنواعها. منذ القِدم نشاهد الكُرد تُسّتبد وتُفنّى من قِبل الدول المعادية لفكرها، وأخص بالذكر "السياسة العثمانية" التي ابادت الكرد بشكل مباشر دون التفرقة بين الثوار "المقاتلين" والمدنيين، والرجال والنساء والأطفال، ولكن مع حدوث تغييرات في المرحلة الراهنة قامت السلطة الفاشية التركية بتغيير سياستها من الابادة المباشرة إلى الابادة التدريجية، وببرهان "ما يحدث في "روج أڤاي كردستان" من نجاحات سياسية وعسكرية التي حققتها الكُرد مع شركائها في المنطقة، أدركت تركيا مدى تلك النجاحات، فبدى التخوف بأنه سوف يكون بداية انتقال الحراك إلى الأجزاء الباقية من كردستان، فعملت جاهدة إلى استخدام إفناء غير المباشرة "التدريجي" وهو نقل الخلافات إلى الساحة الكردية من أجل تقسيمهم، ونشر النزاع بين الشعب لإضعاف إرادتهم، ولم تكتفي بكل ما ذُكر بل قامت بإرسال مجاهدين من المنظمات الإرهابية إلى شمال شرق سوريا "روج أفا" بهدف نشر الزعر والفكر الإرهابي بين مكونات المنطقة وتدريب الأطفال على قتل الأبرياء لإرهاب المدنيين واجبارهم إلى الهجرة من أراضيهم، ونشر أفعال لاأخلاقية، وكذلك استغلت الظروف المعيشية الصعبة في روج أفا، حيث بقطع المياه عن المدنيين الكُرد.بالإضافة إلى ذلك، استخدمت الابادة المباشرة باستخدام القوة العسكرية بذريعة الأمن القومي كما حدث في "عفرين وغيرها من المناطق المحتلة في سوريا"، من أجل التغيير العرقي وإبعاد الكُرد من مناطقهم، استغلال الخلافات الحزبية لتقسيم الفكر الكردي في الأجزاء الأربعة، لذا على الكُرد أن يُدرك هو المستهدف المباشر وليس فقط كُرد روج آفا، والسبب يعود إلى الصمت الدولي والكردي معًا، واعتقد إن هذا الصمت يُمهد للسلطة الفاشية الدخول إلى صميم الشأن الكردي.أن القضية الكردية في الوقت الراهن وعلى وجه الخصوص "روج آفا" بحاجة إلى الدعم العلّني من الساحة الشعبية الكردية في جميع أجزاءها "باكور كردستان"، كي يكون حاجزًا أمام السلطات الفاشية لأن المرحلة لا تتطلب دعمًا سريًا لأنها لا تخدم القضية بل تضعف الآراء الدولية في مسيرة حل القضية، وبذلك تفقد القاعدة الشعبية الثقة بأصدقاء الكُرد، وعلينا بفصل الخلافات السياسية وابعادها عن الساحة الشعبية في جميع أجزاء كردستان ليبقى الشعب موحدًا.في نهاية المطاف يجب الانتقال من المرحلة السرية إلى العلنية، وكسر حاجز الصمت المخيم على الحراك الشعبي في كافة أجزاء كردستان، وإن ما يتعرض له الكرد في روج افاي كردستان عارٌ على صمت القومية الكردية ومن ينادي بها.
مشاركة :