عندما هممت أن أكتب عن أستاذي ومعلمي عبدالله بن عبدالعزيز الأحمد هذا الهرم الرياضي الشامخ الذي أفنى حياته في مجال الرياضة، فقد وجدت صعوبة كبيرة في سرد عطاءات هذا الرجل الذي ملأ الساحة الرياضية بأعماله التي لا تعد ولا تحصى كان نائباً لرئيس نادي الشباب الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -عليهما رحمة الله- ثم رئيساً لنادي الشباب بعد استقالة الشيخ عام 1376ه عقب تلك الواقعة المعروفة ثم بعد أن أسس نادي الأولمبي (الهلال) حالياً جاء ليكون نائباً للرئيس وتوالت الأيام حتى أصبح في عام 1387ه رئيساً للهلال بتكليف من رعاية الشباب، بدأ حياته موظفاً في (المالية) ثم انتقل إلى الخاصة الملكية وبعدها إلى إدارة المجاهدين، عام 1390ه تقريباً أحيل على المعاش، انتقل إلى جوار ربه في يوم 5-9-1423ه عن عمر يناهز الخامسة والسبعين تقريباً وترك وراءه إرثاً رياضياً بتلك الصفحات المليئة بالعطاء الزاخر وبداية حياته الرياضية كان لاعباً مع فريق الموظفين قبل عام 1370ه، هذا الرجل قدم الكثير للميدان الرياضي كان يملك أسلوباً راقياً في التعامل مع الآخرين بتلك الأخلاق الراقية والكرم الفياض وفي ديوانيته التي يأتيها كل الرياضيين ولا زالت قائمة برعاية ابنه الأكبر الأستاذ فهد يتواجد فيها نخبة من الرجال الرياضيين وغير الرياضيين سائراً على نمط والده الذي كان يحب التجمع الرياضي ويعشق الأحاديث الرياضية والاجتماعية. في عام 1376ه اشترى سيارة (شفر) خضراء كانت بمثابة المستودع لملابسنا الرياضية التي كنا نخبئها عن أهلنا بألوانها المختلفة لأن لبسها في ذلك الزمن غير محبب لدى (شيابنا) اذ يعتبرونه تشبهاً بالنساء. اليوم وقد مضى على وفاته أكثر من 13 عاما وقد ترك خلفه إرثاً رياضياً وطنياً مصحوباً بإخلاص لدينه ومليكه ووطنه لم يجد التكريم الذي يتوافق مع عطائه الكبير الذي لا يمكن أن ينسى عبر الأجيال المتعاقبة على الرغم من تجاهل المسؤولين عن هذه الرموز التي أفنت حياتها في مجال الرياضة وشباب هذا الوطن الغالي. أعتقد أنه حان الوقت لأن يكرم نظير ما قدموه ولكن: لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ننتظر ربما يوماً يكرم فيه رموز العطاء ولأن أن الوفاء صفة الرجال دأبت هذه البلاد على تكريم أبنائها وإننا لمنتظرون . * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم
مشاركة :