دأبت بذاكرتي الجيدة سرد بعض العطاءات التي قدمتها تلك الرموز الأوائل والرواد الأخيار الذين قدموا للرياضة الوطنية ما يملكون من مال وجهد بما لا يتسع المجال لذكره؛ لأن الدائرة واسعة والعطاء زاخر تخلد في تلك المنشأ الرياضية التي عرفت مثلاً بملعب الصائغ، وساحة إسلام، وملعب الصبان، وملعب يعقوب بالمنطقة الشرقية. الرجل الإنسان المربي الذي أتحدث عنه في هذه العجالة هو الشيخ الفاضل محمد بن عبدالله الصائغ رئيس النادي الأهلي (الرياض) حالياً الذي انتقل إلى رحمة الله في عام 1389ه إثر حادث مؤلم وهو في طريقه من جدة إلى الرياض، وبالتحديد في ملف شقراء توفي على إثرها في الحال بعد أن قدم خدمات لهذا الوطن كموظف مرموق وبارز في مناصب عدة ومؤسس للبدايات الرياضية، فقد شيد ملعبه المعروف الآن بملعب (الصائغ) وكان قبلها رئيساً لفريق الناصرية عشت تحت رئاسته ورعايته الأبوية أعواما عديدة كان لي بمثابة الأب الحنون وبمقدار ما يملك من المال البسيط كان لنا في كل سنة ثوبان (دوبلين) عند عيد رمضان المبارك ومعه يقدم ألف ريال مساعدة عند زواج أحدنا بنفس طيبة وراضية يتبعها بذلك الدعاء الصادق وبذلك الحضور في تلك المناسبة الغالية علينا جميعاً. هذا المواطن الصالح والصادق في تعامله مع الآخرين وبما قدمه للرياضة والرياضيين لم ينل جزءاً من التكريم الذي يستحق وهو القاسم المشترك في الحقب الزمنية الماضية هو رمز العطاء والوفاء لكل أبنائه الرياضيين وفي مواقفه الإنسانية مع اللاعبين في الأندية الأخرى، وقد عرف عنه مواقف إنسانية كثيرة من الصعب حصرها في صفحة أو صفحات لتعددها وتنوعها سواء كانت مالية أو معنوية أو غيرها. اقترح على الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأن يكون لديها يوم سنوي تكرم فيه تلك الرموز، وتحيي ذكراهم؛ ليعرف هذا الجيل المرفة بالملايين كيف كنا وكانت الرياضة وأمورها تسير بتلك الآلاف البسيطة من الريالات، وكم كان اللاعب يتقاضى خلال السنة، وأيضاً كم كان يتقاضى رئيس النادي من الراتب الشهري. الصائغ عليه رحمة الله رائد ورمز رياضي يستحق التكريم وإحياء ذكراه واجب علينا جميعاً، ونحن في هذا الزمن الذي تتوفر فيه كل الإمكانيات، ونحن في بلد الوفاء عسى أن يتحقق العمل. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم
مشاركة :