في مسيرة حياتنا الرياضية حالات ووقائع مر عليها عقود من الزمن ولا زلنا نذكرها بكل فصولها وتدرجاتها في ذلك الزمن التي كانت الساحة التحكيمية مليئة بالحكم الأجنبي وهو كل شيء لعدم وجود كفاءات تحكيمية سعودية كافية ورغم أن الحكم الأجنبي لم يكن مؤهلا من الناحية القانونية بل أن الكثير منهم لا يعرف كم مواد قانون كرة القدم ولم يمارس اللعبة وأن بعضهم كان يدير المباراة بقميص وبنطلون طويل هذا قبل الثمانينات الهجرية نظراً للحاجة الملحة التي كانت تعيشها الساحة الرياضية قبل الدورة التي أقيمت عام 1383ه وكنت من أوائل من التحق بهذه الدورة مع صديقي وزميلي غازي كيال وصالح غلام رحمه الله وغيرهم الكثير وقد بدأنا بمكافأة قدرها خمسة وعشرون ريالا حتى وصلت إلى أربعمائة وثلاثين ريالا في المباريات الداخلية في مدينة الحكم. اليوم أصبحت الساحة التحكيمية حاضنة بتلك المغريات المادية التي لم نكن نحلم بها في ذلك الزمن حيث يتقاضى الحكم الآن أكثر من خمسة آلاف ريال عن المباراة الواحدة وهذا المبلغ لم نحصل عليه طوال السنة الواحدة اللهم لا حسد بل أننا نقول إن تسوية أوضاع الحكام المادية يجعلهم يتمتعون براحة نفسية ومعها يقدمون المزيد من النجاحات وتجعل الشباب يلتحق برغبة صادقة وقوية في مجال التحكيم لو أن اللجنة تعمل على إنشاء مدرسة تحكيمية دائمة لتدريس مواد القانون شأن بعض الدول المحيطة بنا تخرج حكاماً أكفاء تحت سن العشرين سنة وخاصة دولة قطر الشقيقة التي تسعى لوجود اكتفاء ذاتي من الوطنيين ومع هذه الخطوة تسد حاجة هذا المجال وتستغني عن الحكم الأجنبي الذي عشنا مع أخطائه في كل المناسبات التي يحضر فيها ويحصل على آلاف الريالات دون أي محاسبة قانونية أو إدارية وهذا واقع نعيشه سنوياً وتكرر تلك المشاهد من الأخطاء الكارثية والقادم أسوأ إذا لم نتدارك الوضع. *أستاذ محاضر في قانون كرة القدم
مشاركة :