أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في كلمة له أمس، أن «طريق القدس يمر في القلمون والزبداني والحسكة». ودافع عن انخراطه في القتال إلى جانب النظام في سوريا بالقول إنه «إذا ذهبت سوريا ذهبت فلسطين وضاعت القدس». وإذ ادعى أن الحل في سوريا ليس عسكريًا، توجه إلى من وصفهم بـ«المراهنين» على سقوط النظام لا تعدوا «لا تعدوا أياما ولا شهورا ولا سنين، ومن يريد إسقاط سوريا عسكريا لن تستطيع وسوريا صامدة وستصمد ومن معها سيبقى معها». كلام نصر الله جاء في مناسبة «يوم القدس العالمي» الذي يحييه حزب الله سنويًا في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتناول خطابه القضية الفلسطينية وشؤون البحرين واليمن وسوريا وإيران، إضافة إلى الملف الداخلي اللبناني. وخلال الكلمة نفى نصر الله أن يكون هنا «أي مشروع فارسي أو صفوي في المنطقة»، وإن إسرائيل «تدعو لتحالف إسرائيلي عربي لمحاربة الإرهاب لأنها لا تعتبر أن النظام العربي الرسمي يشكل خطرا عليها»، معتبرًا «أن إيران هو الوجود الوحيد الذي يهدد إسرائيل»، مضيفًا أن إيران لا تزال تدعم محور المقاومة رغم العقوبات منذ 30 عاما والتهديد بالحرب. كذلك قال نصر الله بأن موقف إيران وروسيا تجاه سوريا «حاسم»، مضيفا: «من معها سيبقى معها ونحن كنا معها وسنبقى معها، ونحن مع المطالب الشعبية والإصلاحات، ولكننا لسنا مع تدمير سوريا أو تدمير جيشها من أجل سوريا ولبنان وفلسطين». وتابع أنه «عندما نقاتل في سوريا نقاتل تحت الشمس ولا نخفي وجودنا، وعندما يستشهد شبابنا في سوريا يستشهدون من أجل لبنان وسوريا وفلسطين». ورأى أن «كل السوريين الآن يريدون الحل ويعرفون أنه لا يوجد حل عسكري في بلدهم... وهناك من يمنع الحل السياسي في سوريا». وفي الشأن الداخلي اللبناني، توقف نصر الله عند تحرك التيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون في الشارع، أول من أمس، مبررًا عدم مشاركة حزب الله لحليفه في المظاهرات، بالقول: «ليس من مصلحة الحراك الشعبي العوني أن يشارك حزب الله فيها». وإذ دعا إلى حوار ثنائي بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» ويتوسع بعدها، استعاد مشكلة الأزمة الحكومية، قال: «قبل أسابيع ظهر أن البلد متجه نحو مشكل بسبب الوضع الحكومي، وطرف أساسي في المعادلة كان العماد عون والتيار الوطني الحر»، وأردف «إننا اكتفينا بالدعوة إلى أخذ الأمور بشكل جدي لأن الأمور لا تمشي بتقطيع الوقت... هناك مطالب محقة للعماد عون في موضوع الحكومة وغيرها ونحن ندعمه أما موضوع الفيدرالية فله بحثه ونحن حلفاء ونبحث بالموضوع». ثم قال: «مع إدراكنا لصعوبة انتخاب رئيس في ظل الظروف يجب أن يبقى هذا الموضوع أولوية، ويجب الاتفاق على آلية لإدارة جلسة الحكومة لحسمه وإنهاء الغموض، لا العماد عون ولا أحد من حلفائه يريد تعطيل الحكومة أو إسقاطها، للآن إسقاطها يعني الذهاب إلى الفراغ، ولكن كل أحد يريد عمل الحكومة بشكل صحيح بما يعزز الشراكة». وأضاف: «مصلحة البلد العليا تقتضي بعدم تعطيل الحكومة»، داعيًا إلى «فتح دورة استثنائية لإطلاق عمل مجلس النواب، ويجب تأمين ميثاقية الجلسة ونحن نراهن على حكمة وتدبير رئيس مجلس النواب نبيه بري... والرهان على الوقت خاطئ، والرهان على إمكانية عزل التيار الوطني خاطئ»، معلنًا «أننا لن نتخلى عن أي من حلفائنا ولن نتخلى عن العماد ميشال عون وخياراتنا للحفاظ على هذا التحالف مفتوحة وكل شيء يمكن أن يحصل».
مشاركة :