الوساوس المتسلطة والأفعال القسرية الحلقة السادسة بقلم د. ضيف الله مهدي تفسير الوساوس والأفعال القسرية وعواملها : 1ـ الوساوس القهرية هي ردود أفعال تنكرية لدوافع لا شعورية قوية قبلت بها الذات كأسلوب دفاعي ، وهي تحويل للطاقة الداخلية ( القلق والصراع اللاشعوري ) إلى صرف خارجي يأخذ مجراه بطريقة نمطية رمزية على شكل أفكار وأفعال ، فهي إذن بمثابة إجراء تعويضي . 2ـ حين يأخذ الفعل القهري شكل الدقة في الترتيب والتنظيم ، كالمريض الذي لا يستطيع رؤية الأشياء إلا في مكانها المرسوم ، فإنه إنما يعاني فوضى واضطراب شديدين داخليا ، إنه يعاني فوضى داخلية في المفاهيم والقيم ومعاني الأشياء . لذلك فهو ينظم الأشياء الخارجية بدقة كتعويض عن عدم وجود التنظيم الداخلي لديه ، إنه تنظيم يرتاح إليه ويطمئنه إلى وجود نظام في حياته ، وقد كرره حتى غدا طريقة خاصة عنده لكتم الفوضى الداخلية في الذات . 3ـ يفسر بعض المحللين النفسيين أن المصاب بالفعل القهري لم يستطع التغلب على تعلقه الطفولي بوالديه ، وأن إثما وحاجة قوية في اللاشعور إلى ضرورة العقاب . وأن كل ذلك يعود إلى مرحلة الطفولة ، وأسلوب الوالدين في رعاية الطفل وتعويده على النظافة والنظام 4ـ يحدث هذا الاضطراب عند الأشخاص الذين يتصفون بسمات خاصة تميزهم ، بحيث نستطيع أن نطلق عليهم اسم ( الشخصيات الوسواسية ) . والسمة الرئيسة للشخصية الوسواسية ، هي نمط من الكمالية التعنت و عدم المرونة ، و يبدأ هذا الاضطراب عندها في سن الشباب الباكرة ويظهر في سياق العديد من التصرفا ويستدل على اضطراب الشخصية بما يلي : 1ـ المثالية لتي تعيق عن إتمام الشخص لواجباته ، فعلى سبيل لمثال نجد ( العجز عن إنهاء مشروع ما لأن المعايير التي يلزم نفسه بها دقيقة جداً و لا يمكن تحقيقها بسهولة) . 2ـ الإستغراق بالتفاصيل والقوانين واللوائح والترتيب والتنظيم والجداول إلى درجة يضيع معها الموضوع الرئيسي للعمل الذي يقوم به . 3ـ الإصرار غير المنطقي على إتباع الآخرين لطريقته في تنفيذ الأشياء ، أو المعارضة غير المنطقية للسماح للآخرين بتنفيذ الأعمال بسبب اقتناعه بأنهم لن يؤدوها بشكل صحيح 4ـ التفاني الزائد في العمل والانتاجية إلى درجة التخلي عن الصداقات وأوقات الراحة . 5ـ عدم اتخاذ القرارات ، حيث يتجنب اتخاذ قرارٍ ما أو يؤجله أو يؤخره ، فعلى سبيل المثال ( لا يستطيع تأدية واجباته في الوقت المحدد بسبب كثرة تفكيره بالأولويات ) ، كما أنه لا يعود السبب في عدم اتخاذ القرارات إلى الحاجة الماسة للنصح والطمأنة من الآخرين . 6ـ صاحب هذه الشخصية ذو ضمير حي يقظ وكثير الشك والوساوس ومتشدد فيما يخص المسائل الأخلاقية والمثل والقيم ( وذلك لا يمكن تعليله بالإلتزام الديني والثقافي فقط) . 7ـ ذو مجال محدود في التعبير عن عواطفه . 8ـ ينقصه الكرم في بذل الوقت أو المال أو الهدايا، حين لا يعود ذلك بفائدة شخصية عليه 9ـ العجز عن التخلي عن أشياء بالية أو لا قيمة لها حتى ولو لم يكن لها قيمة عاطفية . الانتشار ونسبة إصابة الجنسين : يبدو أن اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية شائع ، و هو أكثر حدوثاً عند الذكور منه عند النساء . • المظاهر المرافقة : يتصف المصابون بهذا الإضطراب بالاتكالية على النفس وانعدام الثقة وهم دائماً متشائمون حول مستقبلهم وغير مدركين أن سلوكهم هو المسؤول عن الصعوبات التي يواجهونها. • المسببات : 1ـ يشار للشخص الذي يتسم بمثل هذه السمات على أنه ذو شخصية وسواسية قهرية حيث يحتاج الشخص أن يشعر بسيطرته على نفسه وعلى المحيط من حوله . 2ـ من المحتمل أن الشخصية القهرية قد واجهت انضباطا مفرطا أثناء سنين التطور. 3ـ تتميز الحياة العائلية بعواطف مكبوحة ، وحين يعبر أعضاء الأسرة عن غضبهم فغالبا ما يوجه النقد لهم وينتبذوا من المجتمع . 4ـ وفقاً لنظرية التعلم ، فإن الوساوس هي إرتكاسات شرطية تجاه القلق ، كما أن القهر هو نمط سلوكي يخفف من القلق . • المعالجة : 1ـ يدرك أصحاب الشخصية الوسواسية مدى معاناتهم وانزعاجهم لذلك فهم ميالون إلى طلب المعالجة عن طيب خاطر ، خلافاً للمصابين باضطرابات الشخصية الأخرى . وعلى أية حال فإن علاج اضطرابات الشخصية الوسواسية القهرية ليس سهلاً ، وقد يطول . ويجب أن يتم التركيز أثناء العلاج على المشاعر أكثر منه على الأفكار وكذلك يجب التركيز على إيضاح دفاعات العقلنة واقصاء الشعور العدائي . 2ـ إن المعالجة النفسية الهادفة للإستبصار من المعالجات المختارة لاضطراب الوسواس القهري . 3ـ العلاج بالأدوية: فعال في معالجة العديد من الأشخاص الذين عندهم تكرارية في التفكير الوسواسي .
مشاركة :