الوساوس المتسلطة والأفعال القسرية الحلقة الثانية بقلم د : ضيف الله مهدي ويقسم الأطباء الوساوس القهرية إلى قسمين وهما : 1ـ الوساوس والشكوك الفكرية أو الأفكار الو سواسية القهرية : وهي الأفكار التي تتكرر على ذهن المصاب ، ولا يستطيع دفعها رغم غرابتها أحياناً ، ومع ذلك فإنها تفرض نفسها عليه وعلى تفكيره رغماً عنه ، ودون إرادته . وترتبط كثيراً بأمور الإيمان أو الاعتقاد أو الخلق وكثير من المسلمات البديهية في حياة المرء ، وغيرها . وهي الخلل في الفكرة ( وسواس ) . 2ـ الأعمال الو سواسية القهرية أو العادات والسلوكيات : حيث يشعر المصاب برغبة ملحة للقيام ببعض الأعمال أو اللزمات السخيفة أحياناً وغير المنطقية ، بل ويكررها بشكل غريب وربما شعر بالرغبة الملحة في تكرار أعمال يكفيه منها إجراءها أول مرة .. كتكرار غسل اليدين أو الوجه أو الوضوء أو إغلاق الأبواب والتأكد منه أكثر من مرة ، وغيرها الكثير وتتباين الدرجة بين المصابين بذلك بين مقل ومكثر إلا أن الجدير ذكره هنا ، هو أن هذا الأمر إن لم يعالج ويوقف عند حد معين ، فإنه يزداد مع الوقت شيئاً فشيئاً ، ونستطيع أن نقول أنها الخلل فقط في العمل (القهر) . و قد يكون المرض مركباً من الوسواس والقهر ( الاثنين معا ً) والأكثر شيوعاً هو الوسواس القهري . • تعريف الوساوس المتسلطة والأفعال القسرية : 1ـ يعرف الوسواس المتسلط : بأنه فكرة أو صور أو اندفاعات ، تتسلط على الفرد وتلح عليه بالرغم من شعوره بسخافتها وعرقلتها لسير تفكيره . وإذا رغب في التخلص منها واجهته بمقارنة ، وإذا أراد الانشغال عنها عاودت الظهور والإلحاح ، وإذا اشتد سعيه للتخلص منها فإنه يعاني قلقا حادا . 2ـ ويعرف أيضا بأنه : نوع من تسلط فكرة محددة وكريهة ومرفوضة على ذهن الإنسان، وتأتي هذه الفكرة بشكل متكرر جدّا، وتقتحم على الإنسان حياته لتفسدها تماما، وهذا النوع لا يمكن التحكم فيه أو السيطرة عليه مهما بذل الإنسان من جهد في الاستعاذة أو محاولة صرف التركيز الذهني عنه . 3ـ ويعرف أيضا بأنه : أفكار أو صور ذهنية أو نزعات تتكرر وتتطفل على العقل بحيث يحس الشخص أنها خارجة عن سيطرته، وتكون هذه الأفكار بدرجة من الإزعاج بحيث يتمنى صاحبها مغادرتها من رأسه ، وفي نفس الوقت يعرف صاحب الأفكار أن هذه الأفكار ليست إلا تفاهات أو خرافات . ويصاحب هذه الأفكار عدم الارتياح ، والشعور بالخوف أو الكراهية ، أو الشك أو النقصان . 4ـ ويعرفها البعض بأنها : تسلط فكرة أو مجموعة أفكار معينة بشكل مبالغ فيه على ذهن الفرد باستمرار على الرغم من أنه يدرك عدم منطقية هذه الفكرة وسخفها وغير فائدتها إلا أنه لا يستطيع أن يخلص نفسه منها ، ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه ، يشعر أيضا بإلحاح داخلي للقيام بهذه الفكرة . ومن أمثلة هذه الوساوس : 1ـ الاجترار الوسواسي : وهو الوقوع في شراك مجموعة من الأفكار متعلقة بموضوع معين بحيثُ لا يستطيع المريضُ التوقف عنها وعادةً ما يكونُ الموضوعُ نفسه من المواضيع التي لا معنى للتفكير فيها ، أو من المواضيع المحرم شرعًا بالنسبة للشخص أن يخوضَ فيها مثلَ : منْ خلقَ الله ؟ أو كيفَ يستطيعُ الله أن يراقبَ كل هذا الكم الهائل من البشر…إلى آخره. 2ـ استحواذ فكرة الوسخ والتنجيس : وتشمل مخاوف بلا أساس من التقاط مرض خطير ، أو الخوف المبالغ من الوسخ أو النجاسة أو الجراثيم (أو حتى الخوف من نقلها إلى الآخري أو البيئة أو المنزل ) ، أو كراهية شديدة للإخراجات الشخصية ، أو الاهتمام الزائد عن الحد بطهارة ونظافة الجسم . 3ـ شكوك غير طبيعية : وتتمثل في شكوك لا أساس لها من أن الشخص لم يقوم بالشيء على وجهه الصحيح ، مثل إغلاق أجهزة أو إتمام الوضوء أو الصلاة على وجهها الأكمل. 4ـ أفكار دينية مستحوذة : مثل: الخوف المبالغ فيه من الموت ، أو الاهتمام غير الطبيعي بالحلال والحرام ، والخوف الزائد من ارتكاب الذنوب والمعاصي ، وأفكار ووساوس مزعجة بانتهاك الحرمات والأعراض والوقوع في الكفر، ضغط عصبي شديد بسب الدين والله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم مع العجز عن وقف هذا السباب . 5ـ أفكار تطيرية أو خيالية : الاعتقاد أن بعض الأرقام أو الألوان أو ما أشبهها هي محظوظة أو غير محظوظة . 6ـ أفكار تسلطية : وغالباً ما تكون دون سلوك قهري ، أي أنها أفكار فقط دون استجابة عملية وهو نوع مزعج جداً من الأفكار ، لأن صورها غالباً ما تكون صوراً أو أفكاراً جنسية أو غير أخلاقية مع الأقارب أو الأطفال أو مع الناس المقدسين كالأنبياء ، أو تكون على شكل رغبة عدوانية لإيذاء الآخرين . وغالباً ما يشعر المريض معها بالذنب وتأنيب الضمير ويصاحبها الشعور بالدونية والكآبة ، وبالذات لو أصابت رجال الدين أو المتدينين عموماً . أمّا الفعل القسري : فهو فعل أو سلوك حركي يتسلط على الفرد ويلح عليه ، ولا يستطيع التخلص منه رغم محاولاته في ذلك . وإذا حاول التغلب عليها ومقاومتها فإنه يعاني الضيق والقلق الحاد . يتبع ..
مشاركة :