أبدى سياسيون ومراقبون فلسطينيون تفاؤلا حذرا في تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح و حماس، وسط دعوات إلى تطبيقها عمليا على أرض الواقع، من أجل مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية ولاسيما مخططات التهويد والاستيطان الإسرائيلي المتمثلة في صفقة القرن ومخطط الضم. وشدد السياسيون، في أحاديث منفصلة لقناة ” الغد”، على ضرورة استثمار ” جدية لقاءات المصالحة الجديدة”، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات حقيقية وجدية، وأن يتم على برنامج عمل سياسي مشترك بين حركتي فتح وحماس للمضي قدما في موضوع إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية. اتصالات بين حماس وفتحوقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض: “ما جرى من تقارب في الآونة الأخيرة بين حركتي فتح وحماس هو أمر مهم، خاصة أنه يتركز على التقارب الميداني للتصدي لصفقة القرن ومخطط الضم التي تستهدف القضية الوطنية الفلسطينية”. وأعربالعوض عن أمله في أن يتطور الحوار إلى بحث جدي من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية بمشاركة الكل الفلسطيني من أجل التصدي لمخططات الإحتلال، وهذا الأمر لم تتطرق له الحركتين في السابق. وقال: “نحن في حزب الشعب لعبنا دور غير معلن في هذا الاتجاه وفتح آفاق الاتصالات بين حماس وفتح، ورحبنا بذلك من أجل مواصلة المراكمة على ما تم، حقيقة أمر مهم دون المبالغة أو التقليل من شأن ما حدث”. ومن جهته، قال الناطق بإسم حركة حماس حازم قاسم، إن حركته تحركت باتجاه موضوع ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني بخطوة كبيرة في غزة وانعكس ذلك على الأجواء الإيجابية في الضفة الغربية. وأكد قاسم، أنه يجب استغلال عامل الوقت من أجل التوحد كفلسطينيين لمواجهة مخططات الضم الاستعماري باعتباره خطر حقيقي ومحدق وواقع، وهذا الجهد الوطني المشترك قد يؤسس إلى تفاهمات أوسع فيما بعد، ولكن نريد أن نجمد كل الخلافات التفصيلية الآن لصالح توحيد الجهد المقاوم لموضوع الضم”. برنامج سياسي مشتركبدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة، أن اللقاءات التلفزيونية الأخيرة ما بين حركتي فتح وحماس للاتفاق على وحدة الميدان لمواجهة صفقة القرن وخطوات الضم الإسرائيلية هي خطوات إيجابية ومبشرة، ولكن أعتقد وللأسف أنها خطوات تكتيكية وليس استراتيجية بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام. وقال أبو سعدة: “الاتفاق هو فقط على الوحدة الميدانية ولم يتم التطرق إلى موضوع إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ولذلك ما أخشاه أن تعود الأمور إلى سابق عهدها فيما لو تراجعت إسرائيل كليا في الوقت الحالي عن مخططات الضم”. وتابع: “لذلك اعتقد أن هذه الوحدة الميدانية مرتبطة فقط بمواجهة خطة الضم وصفقة القرن الأمريكية، ولو كانت هذه الخطوات جديدة ومعنية بإنهاء ملف الانقسام من المفترض أن يتم على برنامج عمل سياسي مشترك بين حركتي فتح و حماس للمضي قدما في موضع إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية”. وأضاف: “وما يحصل هو اتفاق على الوحدة الميدانية مثلما حصل في الانتفاضة الأولى والثانية بمعنى أن تعمل فتح وحماس والفصائل الأخرى مع بعضها البعض لمواجهة الاحتلال وخطوات الضم، أما إنهاء الانقسام لم تكن واردة في هذه اللقاءات ولااعتقد أن هناك عمل جدي لإنهاء الانقسام في الوقت الحاضر”.
مشاركة :