موسكو - أدينت الصحافية الروسية سفيتلانا بروكوبييفا الاثنين بتهمة تبرير الإرهاب، وتم تغريمها 500 ألف روبل (سبعة آلاف دولار)، خلال محاكمة قوبلت بانتقادات دولية. وتفوق قيمة الغرامة متوسط الراتب السنوي في روسيا. وكان الادعاء في البداية يطالب بتوقيع عقوبة السجن 6 سنوات على بروكوبييفا التي تعمل في مؤسسة “راديو ليبيرتي” الأميركية، مع منعها من ممارسة المهنة لمدة أربع سنوات. وأدينت بروكوبييفا بسبب التعليق على ضعف المجتمع الروسي، في أعقاب التفجير الذي استهدف مقر الاستخبارات الداخلية الروسية بواسطة شخص يبلغ من العمر 17 عاما في نوفمبر 2018، وتساءلت فيه ما الذي دفع فوضويًا مراهقًا لتفجير نفسه خارج جهاز الأمن الفيدرالي في مدينة أرخانجيلسك الشمالية، وربطتها بالمناخ السياسي في روسيا. وكان ميخائيل شلوبيزكي قد شنّ الهجوم احتجاجا على “المحاكمات غير النزيهة” و”أعمال التعذيب” التي تقوم بها الاستخبارات الداخلية الروسية، وقد قضى نحبه خلال الانفجار. وانتقدت نقابة الصحافيين الروسية المحاكمة باعتبار أنها “تزيد من تقييد حرية الصحافة”، فيما طالب رئيس النقابة فلاديمير سولوفيوف بإلغاء العقوبة. وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود”، في بيان على موقعها الإلكتروني، “في حين أن الصحافية الإذاعية الروسية سفيتلانا بروكوبييفا قد تم تغريمها بدلاً من عقوبة السجن التي طلبتها النيابة العامة، إلا أنه تمت إدانتها بتهمة “تبرير الإرهاب” ودعت المنظمة إلى إلغاءها عند الاستئناف. وحضر المحاكمة حوالي 30 شخصًا، بمن فيهم ممثل مراسلون بلا حدود وصحافيون من راديو سفوبودا (الخدمة الروسية لإذاعة ليبرتي التي تمولها الحكومة الأميركية)، لإظهار الدعم لبروكوبييفا الذي تلقت الحكم بهدوء. وقالت جان كافلييه، مديرة مكتب أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة مراسلون بلا حدود “إن هذه الإدانة سخيفة وتعسفية لأن سفيتلانا بروكوبييفا لم تبرر بأي شكل من الأشكال هذا العمل الإرهابي”. وأضافت أنه “يتم استخدام القانون بطريقة ملتوية لترهيب الصحافيين الذين يقومون بعملهم فقط، وتقييد حرية التعبير بطريقة غير مسبوقة. نحن مرتاحون لأن هذه الصحافية تجنبت عقوبة السجن وحظر ممارسة مهنتها لكننا نحث السلطات على إلغاء إدانتها ونؤيد عزمها على الاستئناف”. من جهتها، علقت بروكوبييفا وهي تغادر المحكمة بعد المحاكمة مؤكدة بالقول “لست مذنبة”، شاكرة جميع الذين حضروا لدعمها. وبعد أن قالت النيابة إنها تسعى إلى الحكم بالسجن لمدة ست سنوات، تظاهر صحافيون بشكل عفوي لدعم بروكوبييفا خلال عطلة نهاية الأسبوع في كل من موسكو وبسكوف، وتم اعتقال حوالي 12 منهم لفترة وجيزة.
مشاركة :