إلى أين نحن ذاهبون ……..الكاتبة الصحفية / إيمان محمد ضمره

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتقلب الأيام وتتصادم ونحن لا نعلم أين هي الوجهة القادمة… هذه المرة الأولى التي لانستطيع ان نعلق عليها أي مخطط مسبق لأهداف مستقبلية فالجملة المتواترة الآن هي( لا ندري ماذا سيحدث)، وإن حاول أحدهم إتمام أمورًا معينة فإن الحيطة والحذر كانت السلاح الوحيد الذي يتحصن به….مرحلة أستمر عليها الى هذه اللحظة ستة أشهر ، مرحلة ضبابية أحداثها غامضة يصعب على الجميع توقع ماحدث فيها … فهي لا تشبه سوى الأفلام والروايات التي كنا نعتقد أنها خيالية… ولكن شاءت الأقدار أن يتحول سكان الكرة الأرضية الى أبطال هذا العمل الضخم…. فالبشرية جمعاء هذه المرة على خشبة المسرح ولكن مازلنا نجهل من هم الحضور. نراقب التطورات والأحداث اليومية كما لم ننظر اليها من قبل … شعور التتبع للأحداث هو بحد ذاته أمر مزعج ومربك ولكن ما حدث في الأشهر الماضية جعل أعيننا متربصة للقادم .جميع الأيام تتشابه سارت بتوخي وحذر وخوف مطلق .. كورونا ذاك الضيف او الزائر الغير مرحب به فرض نفسه على جميع عاداتنا وتقاليدنا ،أحلامنا، أعمالنا، تصرفاتنا وحتى طعامنا وأفراحنا وأحزاننا لم يبقي شيء على حاله تدخل بالجميع..ولكنه بنفس الوقت أظهر أمورًا كانت خفية حتى على نفوسنا.. ولا نستطيع أن نقول إلا جملة واحدة بأنه ترك في نفوسنا الفردية أثارا وحقائق كثيرة نرغب بعضها ،وأخرى نحاول الهروب منها فهي لم ترق لقلوبنا وعقولنا تصديقها ولكن رغم كل ذلك حاولنا جاهدين التكيف معها….. ولم ينتهي الأمر بكورونا فقط ولكننا رأينا ومازلنا نرى الكثير من الأحداث المتسارعة والمقلقةوبالرغم من ذلك فأن (كورونا هو سيد الموقف وصاحب المشهد الأكثر انجذابا عالميًا).ولكن قد يكون ماخفي أعظم وأكثر عنفًا. حكومة المملكة العربية السعودية بقيادتها العظمى قدمت لمواطنيها والمقيمين على أرضها مالم تقدمه دولا أخرى…..حكومة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان….( نعم العون ونعم المعين) حكومة لم تهدأ ولم تغمض لها عين منذ هذه الجائحة لتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية فكانت الدولة السباقة في إغلاق المطارات الدولية ومن ثم المحلية… أجلت رعاياها من جميع الدول لتجمع أفراد الأسر حتى يكونو معا دون خوفا من الوباء في بلدان أخرى.. قدمت أعلى وأسمى مستويات من الحجر الصحي في أفضل الفنادق حتى تزيل عن هذا العائد الى أرض الوطن ذاك الخوف الذي يسكن القلوب من أمر مجهول بكل تفاصيله..قدمت له كل سبل الراحة حفاظًا على صحته الجسدية والنفسية.. وفي الداخل كانت دوما السباقة في حصر الوباء وتتطوير كل ماهو جديد لمكافحته وزيادة المسح النشط الذي كان مهلكًا لها من كل الجوانب ..ومع ذلك قد يخونني قلمي عن ذكر الفضل الذي قدمته الدولة فمهما ذكرت فما زال هنالك الكثير والكثير وأنا على يقين بأن الجميع يوقن ذلك … المملكة العربية السعودية لم تتفانى أبدا في أن تتميز حتى في هذه الجائحة ، حتى أننا شعرنا جميعًا بأننا أسرة واحدة مهما أختلفت أجناسنا وأعراقنا المسافات لم تبعدنا ولكنها قربتنا شعوريًا أكثر…دولة كان ومازال وسيبقى شعارها الإنسانية ( الإنسان أولا) وهذا ماكان يبعث كل يوم الأمل في نفوسنا أننا بإذن الله في أيد أمينة، كالأم الحنون التي لا تكل ولا تتعب للحفاظ على أرواح صغارها وضيوفها. الشفافية المطلقة بجميع مستوايتها من حيث الوضع الصحي والإقتصادي كانت شعار المرحلة كما عودتنا دائما تعايشنا معا بكل المستجدات التي كانت تتوالى ولم نكن مغيبين أبدا عن المشهد …ولهذا فأنه من واجبنا نحن أن نقدر ونثمن هذه الجهود وأن نبقى على وعدنا وعهدنا أن نحافظ معها على ماتبقى من هذه المسيرة( سمعًا وطاعة في كل أمر ). دولة تستحق ان تبقى دائما في المقدمة . سؤالنا المطروح والذي أخاف ان أذكره حتى مع صديقتي نفسي هو أين نحن ذاهبون؟!؟ لو تطلعنا الى جوهر الأمور وتفاصيل ماحدث نستنتج ونجد ان النهاية ليست جميلة كقصص الأطفال بل هي نهاية لم نكن لنختارها يومًا لو خيرنا، فالأمر يزداد سوءًا وقلقًا وسط غموض يحوم هذه الجريمة الكورونية.. فالعبور الآن هو من خلال نفق نحاول البحث عن شعلة نور تضيء لنا مسيرتنا ونتتبعها ( بصيص أمل) يساعدنا للوصول الى تلك الفوهة المضيئة. نتعلق بأي خبر او رواية مزعومة عن دواء أو لقاح . عن أي منقذ للمرحلة الحالية ولكن دون جدوى حتى هذه اللحظة وخيبات أمل متتاليية. ولكن لأجيب عن اين ذاهبون ،علينا أن ننظر حقا إلى ماحدث وماسيحدث وأن نستمد الإجابة من مبادئنا التي تعودنا وتربينا عليها وحفظناها يقينيًا والتي لن تستطيع كورونا ان تخلخلها ‏”وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”. ….هي قناعتنا الدائمة بمشيئة الله في كل الأمور … حتى لو أفترضنا انها مؤامرة او طبيعية مهما كانت المسببات علينا ان نتذكر دائما بأن هذه المسببات حصلت على موافقة ربانية مسبقة للعبو ر ….. ( وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله) شاءالله ان يحدث هذا الوباء وشاء الله ان يستمر ولانعلم ماذا يشاء الله أيضًا،ولهذه المشيئة دائمًا حكم وأمور ربانية لا نعلم بها وقد لانعلم مطلقًا ولكننا كعباد لا نستطيع ان نعترض او ننكر ذلك، لسنا بسيدنا الخضر لنعلم خلف كل قصة ماهي العبرة . ولن نكون لحوحين كما كان سيدنا موسى بمواقفه مع نبي الله للبحث عن الما ورائيات لكثير من الأمور.لهذا لن نهلك عقولنا وتفكيرنا بالسؤال الى أين نحن ذاهبون ، سأختصر إجابتي كمبتدئة (الى ماشاءالله ان يكون). وبهذا تعلن خطوط الكرة الأرضية( بكل من عليها) عن انتقال رحلاتها والمتجهة بمشيئة الله الى………مايشاء الله أن يكون..قائد الرحلة (كورونا) رحلة موفقة متوكلين بها على الخالق… ندعو للجميع الوصول بالسلامة والأمن والأمان، لكننا لن نغمض أعيننا سنبقى مستيقظين يقظيين لكل ماسيحدث خلال هذه الرحلة التي تكاد أن تكون فريدة من نوعها فعلى الأغلب ٧ مليار راكب الى نفس الوجهة…. وكم هو عدد من سيصلون الى وجهتهم .؟!…..وهل من مرض وبائي أخر قادم أقصد قائد أخر للمركبة ؟حقا حقا لانعلم…. رافقتكم السلامة جميعًا ‏﴿ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ • فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :