مؤشرات الأسهم العالمية تتجاهل هزة الصين ومسلسل الأزمة اليونانية

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهد الأسبوع الماضي مفاجآت من العيار الثقيل عاشتها أسواق الأسهم العالمية تحت وطأة تأزم مشكلة التسوية بين اليونان ومقرضيها، وزاد تأثير هبوط الأسهم الصينية الحاد وسط الأسبوع من شدة زلزال المؤشرات العالمية لكن زمنه لم يدم طويلاً. تمكنت الأسهم الأمريكية والأوروبية من الإفلات من تبعات ما حدث لتنهي أسبوعها على مكاسب لافتة في المؤشرات الأوروبية ومحدودة في الأمريكية، في حين تعمقت جراح الأسهم الآسيوية لتنهي الأسبوع على خسائر قياسية رغم ارتداد الأسهم الصينية في اليومين الأخيرين معوضة بعض خسائرها التي تجاوزت 30% من أعلى مستوى بلغت في 12 يونيو/حزيران الماضي. وكان الأسبوع الماضي قد بدأ على وقع لا كبيرة صوت بها اليونانيون في الاستفتاء على برنامج الدعم الأوروبي مشفوعاً بتشديد معايير التقشف، ما دفع المستثمرين يوم الاثنين سريعاً للبحث عن ملاذات آمنة. لكن وسط المساحات الحمراء التي غطت المؤشرات الآسيوية كان اللون الأخضر يميز الأسهم الصينية مدعومة بإجراءات تحفيزية اتخذها البنك المركزي أعادت الثقة جزئياً لأسواق الأسهم التي تسجل تراجعاً مستمراً من أكثر من أسبوعين. وشهدت المؤشرات الأوروبية في أول أيام التداول بعد الاستفتاء تراجعاً حاداً جداً ترجم في خسارة مؤشر كاك 2.2% وداكس 1.7% بينما فقد المؤشر الإيطالي 3.5% وكان قطاع البنوك قد تلقى الضربة الأقسى خاصة في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. أما الأسهم الأمريكية فلم تفلح في تجاوز تأثير العدوى الأوروبية وأنهت على تراجع طفيف. وقادت الأسهم الصينية موجة التراجع صباح الثلاثاء وسط قلق المستثمرين حول جدوى التدخل الحكومي الصيني في إنعاش الأسواق أو على الأقل الحد من تدهورها. وانتقلت العدوى للمؤشرات الأوروبية التي كانت أصلاً مضطربة وسط تعثر جديد في مجريات العلاقة بين اليونان ومقرضيها. لكن في الجولة المسائية تغير المزاج العام حيال الأزمة وهو ما عكسته المكاسب التي حققتها الأسهم الأمريكية في نهاية تداولات اليوم. أما يوم الأربعاء فكان يوماً مشؤوماً حيث ترددت أنباء عن انهيار مؤشر شنغهاي بعد موجة البيع الصباحية التي كرست الشعور باليأس من عدم جدوى التدخل الحكومي وأثارت مخاوف على مستوى المنطقة بأسرها. إلا أن إعلان اليونان عن تقديم مقترحات جديدة بشأن حل الأزمة مع المقرضين وضع حداً لتدهور الأسهم الأوروبية مساء ونقلها إلى الربحية التي عكسها مؤشر كاك بمكاسب بنسبة 1%. كما انتعشت الأسهم الإيطالية التي كانت مرشحة لأن تكون الضحية التالية بعد اليونان. أما الأسهم الأمريكية فلم تنفعها الآمال المعلقة على اليونان للافلات من تبعات ما جرى في آسيا لتنهي الأربعاء على خسائر ترجمها مؤشر ناسداك بفقدان 1.7% مقارنة مع 2% لدوا جونز. لكن زوبعة الصين كانت تدور في فنجان على ما يبدو. فقد ارتدت الأسهم الصينية الخميس على خلفية حزمة القوانين الجديدة التي فرضتها الحكومة لمنع تدهور الأسهم وأهمها منع مالكي الأسهم من البيع في حال تجاوزت حيازاتهم 5% قبل مرور ستة أشهر، والسماح للبنوك بمنح القروض لتمويل عمليات شراء الأسهم بالهامش والسماح للمؤسسات المالية بالتفاوض من جديد على آجال قروض سابقة. وانتعشت الأسهم الأوروبية بدفع من آسيا ومن الآمال المعلقة على خطة اليونان الجديدة وهو ما عزز صمود الأسهم الأمريكية أيضاً. وبدأ تداولات الجمعة على ارتفاع لافت في آسيا لليوم الثاني على التوالي بعد أن بددت الإجراءات الحكومية وتصريح رئيس الوزراء الصيني بأن اقتصاد البلاد مستقر، مخاوف المستثمرين الذين أقبلوا على شراء الأسهم بقوة مجدداً ما انعكس مكاسب قوية في آسيا ترجمها مؤشر شنغهاي بحصد 4.5%. وانتقلت مشاعر التفاؤل إلى أوروبا وسط أجواء مشجعة حول تبني وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الخطة اليونانية مع بعض التعديل وأنهت المؤشرات في القارة على مكاسب بلغت في مؤشر كاك 3%.

مشاركة :