قطر تتعاونُ معَ تركيا في حربِها على ليبيا وعلى مصر وتموِّل معاركَها بأموالِ القطريين وبدلا من تطويرِ أوضاعِ أهلِ البلادِ ترصدُ أموالَ البلدِ -التي كان يفترضُ أن تصرفَ عليها- لمعارك تركيا التي تريد بواسطتها أن تكونَ إمبراطورةً في الشرقِ الوسط وتقومُ بابتزازِ قطر التي لم يعد بيدها أن تعملَ شيئًا بعد أن سلَّمت زمامَ أمورها إلى تركيا فهل هذا هو ما كانت تريده قطر، هل هذا هو المكانُ المرموقُ الذي كانت تريدُ أن تنالَه يوم وقفت مع أعداءِ العرب وقامت بتأجيجِ الطائفيَّةِ وبتمزيقِ المجتمعاتِ العربية لتكونَ هي صاحبةُ الكلمةِ العليا في المنطقة. لقد خسرت قطر، خسرت كلَّ من كان من الممكن أن يحميها من أطماعِ تركيا في الاستحواذِ عليها وعلى أموالِها وشعبِها وأراضيها، خسرت من كان يمكن أن يكون سندًا لها في الشدائد وتحولت إلى فريسةِ لأعداء العرب كل يريد أن ينهب منها ما يستطيع ويبتز منها ما يقدر عليه.ترى هل ظنت قطر أن تركيا أو إيران أو إسرائيل أو غيرها من الدولِ التي تتعاونُ معهم ضد العربِ لن يطالبوها بثمن لجنودهم الذين طلبتهم لحمايتها من الأهلِ والجيران وهل فكرت كم سيكونُ الثمن وأنه بدلا من أن يرتفع مكان قطر في المنطقة فإنه سيهوي إلى أسفل سافلين.إن العناد والحماقة تجعل الدول تخسر الكثير وهي أسس لا تصلح للحكم الصالح ولا لإدارة الأمور في أي بلد ما.