أكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أن «لبنان اليوم يدفع أثماناً إقليمية لا يجب أن يدفعها»، محذراً من أن «هناك مشروعاً لتأميم البلد ودمج المصارف في مصرفين أو ثلاثة، حتى يصبح البلد شبيهاً باقتصادات إقليمية يحبذها البعض كالاقتصاد الإيراني»، لافتاً إلى أن الحلول للأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان «موجودة، وعلى الحكومة أن تنظر إليها بشكل مختلف عما تفعله اليوم».وقال الحريري أمس، بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي، إن لبنان «يمرّ اليوم في أسوأ وضع اقتصادي يمكن أن نشهده تاريخياً، وهناك تفكير في هذه الحكومة وهذا العهد بتغيير النظام الاقتصادي اللبناني الحر إلى نظام آخر»، لافتاً إلى أن «البعض ينفي سعيه لتغيير النظام، ولكن كل الأفعال والتنظيرات التي نراها اليوم في الإعلام فيما يتعلق بالاقتصاد، هي لتغيير النظام الاقتصادي الحر». وأكد أن «لبنان اليوم يدفع أثماناً إقليمية لا يجب أن يدفعها، وهذا هو المشكل الأساسي. شبابنا يغادر البلد، البطالة تتزايد، وكل هذا بسبب ماذا؟ بسبب عدم الاستقرار».وانتقد الحريري «التعيينات التي شهدها الجميع من دون آلية، وهذه الآلية عادت إلى مجلس النواب بسبب عدم موافقة العهد عليها، علماً بأنها تأتي بالكفاءات. ما نقوله اليوم هو أننا نريد أن نأتي بالكفاءات. التشكيلات القضائية لم تحصل، والتعديل على قانون الهيئة الناظمة للكهرباء وكل هذه الأمور لا تخدم مصلحة لبنان في الإصلاح». وقال «إذا أردنا أن نضبط الليرة اللبنانية لا بد من خطوات إصلاحية حقيقية لكي يرى المجتمع الدولي أن لبنان يقوم بخطوات حقيقية».وتطرق الحريري إلى ملف التحقيق المالي، مستغرباً «وضع التهمة كلها على المصرف المركزي وعلى المصارف، في حين أن الدولة هي التي استدانت 90 مليار دولار». وسأل «ما هو الأفضل للتحقيق فيه، من صرف الـ90 ملياراً أو من أعطى الـ90 ملياراً؟» مضيفاً أن «من أعطى هذا المبلغ كان مجبراً على إعطائه لأن الدولة طلبته لصرفه»، داعياً إلى «التدقيق بصرف 46 مليار دولار على الكهرباء وكيف حصل الهدر». ولفت الحريري إلى أن «هناك مشروعاً لتأميم البلد ودمج المصارف في مصرفين أو ثلاثة، حتى يصبح البلد شبيهاً باقتصادات إقليمية يحبذها البعض كالاقتصاد الإيراني».وعن علاقته مع حلفائه السابقين، وتحديداً «القوات اللبنانية»، قال إنه «قدم التضحيات الكافية، وربما يكون الانتقاد الذي أتلقاه من قبل فريقي الخاص أو من تيار المستقبل أني أقوم دائماً بالتسويات»، لكن «كل التسويات التي قمت بها لمصلحة البلد»، بينما «غيري اليوم لا يريد أن يقوم بأي تنازلات لمصلحة اللبنانيين». وقال «ليس هناك خلاف جذري مع (القوات اللبنانية)، بل خلاف على بعض الأمور التي يجب أن تكون واضحة عند بعض الأطراف السياسية».وعن عودته بشروط مسبقة، قال الحريري «لبنان اليوم لم يعد يتحمل 3 أو 6 أشهر من أجل تشكيل حكومة. لبنان يحتاج اليوم إلى حكومة تتخذ قرارات بشكل سريع في أول شهرين أو ثلاثة من عمرها، وهذه القرارات سيكون بعضها صعباً، ولكن يجب علينا أن نتخذها وأن نقوم بالإصلاح»، معتبراً أن «الحزبيين يجب ألا يكونوا في الدولة، بل يجب أن يكون هناك أشخاص يعملون من أجل مصلحة المواطن اللبناني».
مشاركة :