أطلَّ علينا هذه المرة السيد «حسن نصر الله» منتفخ الأوداج، مهددًا بقوله: (الزمن الآتي ليس في مصلحتكم، لا ميدانيًّا، ولا داخليًّا في سوريا، ولا إقليميًّا، ولا دوليًّا)، ساندًا ظهره على التقارب الأمريكي الإيراني الذي يتوهّمه، وعلى تراجع الرئيس أوباما عن تنفيذ الضربة التي هدد بها النظام السوري، إذ يرى فيهما انتصارًا لحزبه، ولإيران، التي أعلن عن ولائه لها وليس للبنان، وكان السيد قد اختفى -صوتًا وصورةً- عقب ذلك التهديد الذي قضى عليه «لافروف»، كان مشغولاً في البحث عن مخبأ يأوي إليه، بصحبة «أسده»، رغم أن ولاة أمره في طهران قد نصحوه بأن يأتي إلى إيران؛ حفاظًا على حياته من تلك «الضربة»، ونصر الله يُعدُّ أميًّا في السياسة، وجاهلاً بما يدور في كواليسها، هو إن صحّ الوصف مجرد قائد «قطيع» يطلق ثيرانه متى شاء، وكيفما اتفق، حيث تعجَّل بإعداد فراش شهر العسل للقيادتين الأمريكية والإيرانية، رغم أنه لم يحدث ما يُشجِّع على ذلك، مثلما تعجَّل في دخول الحرب إلى جانب النظام السوري، وكلّفه ذلك الدخول غاليًا، حيث قُتل صهره «علي حسين المصري»، و»حسام علي» المسؤول العسكري في حزب الله، ومئات الشباب المغرر بهم الذين أدخلهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وقد صدق سمو الأمير «تركي الفيصل» الذي قال -في محاضرة له ألقاها في مؤتمر عربي أمريكي- «بأن حزب الله مستعد للمجازفة بالأسس التي بني عليها النظام اللبناني برمته من أجل منع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا»، بينما «سمير جعجع» أصاب كبد الحقيقة حينما قال: «هل انتصر حزب الله بذهابه إلى سوريا؟ إن مجرد ذهابه انكسار!». فالحوار الإيراني الأمريكي (يا سيد) لايزال «مضغة» وفي مرحلة التلمُّس، وموازين القوى لم تتحوّل لصالحكم بعد، والروس وكذلك الأمريكان -إذا لا تعلم- جرّدوكم من سلاحكم الكيماوي، وفتحوا لك جبهة في سوريا، من أجل أمن إسرائيل، وعدّلوا بوصلتك إلى حيث الجحيم، وقد أدرك ولاة أمرك هذا الخطر، فبعث الرئيس الإيراني عبر صفحته في تويتر تهنئة لليهود بعيد السنة العبرية. وإذا كان هذا (زمانكم) -كما تزعم وتحلم، وكما أعلن وردّد إعلامك المُضلِّل- فليس لك من رد أفضل من قول معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه-: (نحن الزمان مَن وضعناه اتّضع، ومَن رفعناه ارتفع). halharby@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain