الإرهاب ليس من الإسلام | حسن ناصرالظاهري

  • 10/10/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

حينما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه الذي وجهه للأمة الإسلامية، بأن بلاده ماضية في حصار الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو، وأن النفوس لن تهدأ حتى يتم القضاء على الإرهاب وعلى الفتنة الضالة التي اتخذت من الدين الإسلامي جسرًا تعبر به نحو أهدافها الشخصية، فإنه يعني ما يقول، ولم يكن هذا الالتفاف العالمي الذي نشهده اليوم للقضاء على الإرهاب إلا نتاج دعوته -حفظه الله- لمحاربة الإرهاب التي أطلقها منذ أعوام. لا أذكر، ولا يسجل التاريخ أيضًا، أن مر المسلمون بعيد سالت فيه دماء المسلمين متجاوزة دماء الأضاحي في مثل هذا العام الذي كثرت فيه الفتن، فالدماء تُراق على أكثر من أرض، في اليمن، والعراق، وسوريا، وليبيا، ولبنان، وبدل أن تقام سرادق الاحتفال بالعيد، أقيمت سرادق العزاء، فالفتن وجدت مناخًا مهيئًا لها في هذه البلدان التي غزاها الإرهاب، الذي ارتقى سقف أطماعه ووصل إلى الحلم بتأسيس دولة إسلامية. أولئك الحالمون ينظرون لعصر اليوم وكأنه عصر طارق بن زياد عام 711م، أو عصر عبدالرحمن الداخل عام 756م الذي تأسست فيه الدولة الأموية في الأندلس، طامحون في أن يكون رأس فتنتهم (أبوبكر البغدادي) شبيهًا لـ(محمد بن القاسم الثقفي) الذي فتح بلاد الهند والسند عام 89هـ، ظانين بأن المعارك التي يخوضونها في بلاد الشام هي كالتي خاضها طارق بن زياد وعبدالرحمن الداخل، كمعركتي "وادي لكة وتولوز بلاط الشهداء" غير مدركين -لجهلهم- التطور النوعي الذي طرأ على أدوات الحرب. ولن تكون "داعش" التي أجمع العالم على حربها أقوى من جيش صدام حسين الذي دُمّرت آلة حربه عبر صواريخ أُطلقت عليه من على بُعد يبلغ آلاف الأميال، وهو كان يظن بأنه سيواجه جيوشًا تقف على حدوده. وليس غريبًا أن يطل علينا "مولانا فضل الله" زعيم جماعة طالبان الباكستانية ببيان يعلن فيه دعمه لما يُسمَّى بتنظيم الدولة الإسلامية، فـ(داعش والقاعدة وطالبان والنصرة وبيت المقدس والحوثيون) وغيرها من الحركات الإرهابية مولودون من رحم واحد، وهم المعنيون بخطاب خادم الحرمين الشريفين الذي وصفهم فيه بأنهم "من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب". وفي ظني أنه إذا ما نجح هذا التحالف الذي يواصل معركته حاليا للقضاء على "داعش" وأخواتها في مهمته، فإنه لن تقوم قائمة لأي تنظيم إرهابي مستقبلا، وسينعم عالمنا باستتباب الأمن، وتتفرغ الشعوب لبناء مستقبلها بما يكفل لها عيشًا كريمًا في ظل أنظمة تسعى لتحقيق رفاهيتها. hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :