الغجـر.. خيمـة فـي مهـب الريـح

  • 7/11/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الغجر قبائل جوالة، تنحدر من بلاد السند في شمالي الهند، وهناك دلائل على أنهم هاجروا إلى أوروبا منذ ما يقرب من ألف عام، بعد أن أمضوا وقتاً قصيراً في منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن هجرتهم إلى أوروبا لم تحدث دفعة واحدة؛ بل تمت على مراحل، فقد نزحوا من آسيا الصغرى إلى شرقي أوروبا في أوائل القرن الرابع عشر، عن طريق جزيرة كريت وبلاد اليونان، واستقر بعضهم في منطقة البلقان، وفي اليونان كانوا يكسبون رزقهم من صناعة الأحذية والأشغال المعدنية، لكن هذا لا يعني استقرارهم في أوروبا، فلا تزال بعض القبائل تهيم على وجهها في غرب أوروبا، لا تعرف لها أرضاً ولا مستقراً. يشير د. رمسيس عوض في كتابه «الغجر بين المجزرة والمحرقة» إلى أن دول الغرب لم تحمل للغجر إلا البغضاء، الأمر الذي جعلها في نهاية المطاف تسن تشريعات معادية لهم، وحتى يتمكن الغجر من عبور الحدود، دون مشاكل، أدعوا أن سبب تجوالهم يرجع إلى أنهم يكفرون عن خطاياهم، وعاشوا على الإحسان والبر، وعلى الطعام الذي كانت تعطيه لهم مجالس المدن والبلديات، كما تذكر وثائق العصر الوسيط. يقدر بعض الدارسين عدد الغجر الذين أبادهم النازيون بربع مليون شخص، وكانت شعوب أوروبا تنفر منهم، ولم تثق بأنهم يشكلون مجموعة إثنية مستقلة، ووقفت الكنيسة في أوروبا الغربية موقفاً معادياً منهم، حتى بعد تحول بعضهم إلى المسيحية، وظل الهولنديون يعتبرونهم وثنيين على مدى قرون متعاقبة، وفي عام 1560 أصدر رئيس أساقفة السويد مرسوماً جاء فيه: «لا ينبغي على أي قسيس أن يهتم بالغجر، أو يواري جثثهم الثرى، أو يقوم بتعميد أطفالهم».

مشاركة :