مناهضة العنصرية تدفع شركات الإنترنت لمواجهة التمييز | | صحيفة العرب

  • 7/13/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سان فرانسيسكو – تضاعف شركات الإنترنت الأميركية جهودها لزيادة التنوع تحت ضغط الشارع وشبكات التواصل الاجتماعي، منذ وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد تحت ركبة شرطي أبيض نهاية مايو الماضي. ويؤكد المستشار في شؤون التنوع كيفن نيكولز أن هاتفه “لا يتوقف عن الرنين” أخيرا بفعل ازدهار أنشطته منذ بدأت شركات الإنترنت الأميركية محاولاتها للتعويض دفعة واحدة عن سنوات من التلكؤ في مواجهة مشكلات التمييز. ويقول نيكولز مؤسس شركة “ذي سوشل إنجينيرينغ بروجكت” الناشطة من أجل التنوع في قطاع التكنولوجيا، “أتواصل حاليا مع المسؤولين الكبار أنفسهم الذين كانوا يتمنعون عن لقائي قبل عام حين لم يكونوا يأخذون مشكلات موظفيهم على محمل الجد”. وقد تعهدت شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا سنة 2014 بتوظيف موظفين يعكسون بصورة أفضل تنوع الشعب الأميركي المؤلف بنسبة 13 في المئة من السود و18 في المئة من الأشخاص المنحدرين من أصول أميركية لاتينية. وقالت فيسبوك حينها “نطور منتجات توفر تواصلا بين العالم، لذا نحن في حاجة إلى فريق يفهم مختلف المجتمعات والأصول والثقافات ويعكسها”. لكن خلال خمس سنوات، لم ترتفع نسبة الموظفين السود في الشبكة سوى من 2 في المئة إلى 3.8 في المئة، وتلك العائدة للمنحدرين من أصول أميركية لاتينية (في الولايات المتحدة) من 4 في المئة إلى 5.2 في المئة. وتبلغ نسبة السود الموظفين في غوغل 3.7 في المئة (مقابل 1.9 في المئة سنة 2014)، مع حصة أدنى في وظائف الهندسة وخصوصا في مواقع المسؤولية. هذه الأرقام المسجلة أيضا في باقي شركات القطاع وفي قطاعات أخرى (باستثناء الوظائف التي تتطلب تأهيلا علميا متواضعا) لم تعد مقبولة في الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد. غير أن المهمة الأصعب تبقى تغيير العادات المعتمدة في الأنظمة الداخلية للشركات. وتوضح كريستين (اسم مستعار) وهي امرأة سوداء كانت تعمل سابقا في غوغل، “في بادئ الأمر، يكون الناس متحمسين جدا. هم يظنون أن المهمة ستكون سهلة لأنهم يعتقدون أن المشكلة خارجية وسيحلها أحد آخر. لكن عندما يدركون أن عليهم أن يغيروا أنفسهم يختلف الوضع”. ويقول رئيس شركة “بايلوتي” الناشئة في مجال التكنولوجيا جيمس نورمان “عندما يوظفون، هم يفكرون تلقائيا بالأشخاص الذين يشبهونهم ويتشاركون معهم النظرة عينها إلى العالم ويشعرونهم بالراحة بالمجمل”. وعادة ما تبحث شركات التكنولوجيا عن موظفيها في الجامعات الكبرى أو تستند إلى توصيات موظفيها وهم بأكثريتهم من البيض وأصحاب الأصول الآسيوية. وفي الولايات المتحدة، تضم فيسبوك 44.2 في المئة من البيض و43 في المئة من الآسيويين. كما أن رئيس غوغل سوندار بيشاي مولود في الهند وتلقى علومه في جامعة ستانفورد في سيليكون فالي. كذلك تسهم في ترسيخ هذه الحلقة المفرغة بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة لفرز السير الذاتية. وتستند هذه التطبيقات إلى بيانات قائمة نستنتج منها على سبيل المثال أن المهندس هو رجل أبيض في سن الثلاثين عاما. ويلفت كيفن نيكولز إلى أن “بحوثا كثيرة أظهرت أن الخوارزميات تستثني الأشخاص الذين توحي أسماؤهم بأنهم من أصل أفريقي”. وتتحدث كريستين عن معادلة سائدة على نطاق واسع في القطاع، ومفادها أن البيض يتم توظيفهم على أساس قدراتهم، فيما يتم اختيار السود بناء على خبرتهم. وتلفت إلى سؤال تكرر على مسمعيها في اجتماعات كثيرة وهو “ألا يمكن لجهودنا من أجل التنوع أن تتسبب في تراجع المستوى لدينا؟”. ويساهم هذا النوع من الملاحظات في المشكلة الثانية أي الاستنزاف. وتوضح أستاذة علم الاجتماع في جامعة تورنتو شارلا أليغريا أن تعليقات “قد تبدو بسيطة تكون مشحونة بالتاريخ”. كما أن الأميركيين السود الذين يتلقون مثل هذه التعليقات “يشعرون بثقل قرون من القمع العنصري”. كذلك، فإن الدافع الأساسي لدى الموظفين السود لترك وظائفهم هو انسداد أفق التقدم أمامهم، إذ إن منطق التمييز السائد خلال عملية التوظيف يسري أيضا على الترقيات الداخلية. وتدعو الشركات المهنية تاليا إلى تغيير عميق في الأساليب والعقليات. وتقول ديبورا واتسون وهي رئيسة اتحاد للخريجين السود في قطاع الأعمال في منطقة سان فرانسيسكو، إن “الميزانيات والأشخاص يتبدلون والحماسة تتبدد مع الوقت. الأساس هو الثبات”.

مشاركة :