الدولة الطائفية.. العراق مثالاً

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لعلي واحد من الكتاب والمعلقين السياسيين الذين خدعتهم وضللتهم الشعارات الأمريكية عن الديمقراطية وتحديداً عن نشر الديمقراطية في منطقتنا العربية وعن التجديد والتغيير وهي مسائل كانت تشغلنا وتهمنا. وكان العراق في العام 2003 حقل التجربة العملية الأولى للشعار الأمريكي ولم نكن في المقابل على اطلاع دقيق بمشروع حزب الدعوة والاحزاب الحليفة له والقريبة من ايران.. ولم يكن بمقدورنا ومتاحاً لنا ان نكتشف الصفقة بين الامريكان وبين هذه الاحزاب. والآن وبعد 12 عاماً من تجربة عراقية تعمدت بالدم والدموع تشطر وتشظي العراق عراقات واعتلى سدة حكم بغداد حزب طائفي كان وما زال يعمل على مشروع الدولة الطائفية.. فماذا طرح هذا المشروع وماذا انجز للعراق وللعراقيين. بدأ الامريكان بتسريح وبانهاء الجيش العراقي وكانت تلك اول خطوة كشفت لنا مشروعهم في عهد الحاكم الامريكي سيئ الصيت والذكر بريمر. كانت واشنطن تعلم ان العقيدة العسكرية هي سر الجيوش الناجحة ولاشك ان الجيش العراقي ومنذ نشأة العراق عام 1921 أسس جيشه على العقيدة العسكرية كمبدأ أساس.. وبتسريح ذلك الجيش جاء الجيش البديل الذي تأسس على مقاس العقيدة الطائفية والانتماء الحزبي حزب الدعوة وحلفاؤه. لا نحتاج الى كلام طويل عن هذا الجيش فمواقفه في الموصل وغير الموصل تعطي مثالاً صارخاً ودليلاً واضحاً انه ليس جيشاً وانما هو ميليشيا حزب حاكم. السؤال الاهم ماذا فعلت الحكومة العراقية وماذا انجزت للشعب العراقي وماذا حققت من احلامه ومن طموحاته ومن أمانيه وتطلعاته؟؟ يجيبنا فيديو انتشر مؤخراً بشكل واسع يتحدث فيه السيد عزت الشابندر الناطق السابق للقائمة العراقية فماذا قال السيد الشابندر؟؟ علاقاتنا بالكرد زينة؟؟ لا.. بالسنة زينة؟؟ لا.. مع بعضنا زينة؟؟ لا.. مع مجتمعنا زينة؟؟ لا. هذه التساؤلات واجاباتها الصريحة والمباشرة تعطينا مثالاً حياً مؤلماً على حكم الطائفة والطائفية باسم الدولة. الحزب الطائفي او الطائفية حين تحكم وحين تستلم السلطة بالمطلق هذه هي النتيجة.. مجتمع منقسم على نفسه بل مجتمع معادٍ لبعضه البعض.. اليس هذا هو حال العراق اليوم؟ من يستطيع ان يكابر فينفي هذا الذي اورده السيد الشابندر. نكمل اذن ونستمع الى شهادة شاهدٍ من أهلها. يقول السيد عزت الشابندر لما أدرنا الحكم أعطيني واحد زين سويناه؟؟ ويجيب عن سؤاله بالقول سوي ناشي واحد زين.. خليناهم يلطمون بحرية.. وخلينهم بعتبرون اكبر مكسب ان تمشي من البصرة الى كربلاء. وهذه هي كارثة الدولة الطائفية او دولة الطائفة في كل زمان وكل مكان.. تتمسك بالطقوس الطائفية والمذهبية وتجعل منها هي البداية وهي النهاية وهي الهدف الاول والأخير.. وكأن ممارسة الطقوس هي كل شيء وهي البديل عن العلم وعن العمل وعن السكن اللائق وعن الخدمات الصحية الراقية ومن بناء الجامعات والمستشفيات وشق الطرق وبناء بنية تحية متقدمة تفتح للاستثمار والانتاج في البلد اي بلد يحكمه حزب طائفي. يختصر الكارثة السيد عزت الشابندر وهو يسأل هذا هو طموح الشيعة في العراق؟؟ أين طموح فقرائهم اين طموح الذين يريدون ان يتعلموا اين طموح الذين ليس لديهم لقمة يأكلونها اين طموح الذين ليس عندهم فرصة للحياة السلمية؟؟ لا شيء. هذه هي الحقيقة المرة للدولة الطائفية حين تحكم.. وهذا النموذج العراقي المأساوي الذي تحدث عنه سريعاً السيد الشابندر مجرد مثال وعيّنة لحكم دولة الطائفة وتحكم الطائفية بنَفَسٍ مذهبي منحاز كل الانحياز لنظام آخر اشد منه طائفية ايران. لماذا نحذر.. لماذا نرفض منذ البدء حكم الطائفة وتحكم الطائفيين توخياً من هذه النتائج وغيرها الكثير والكثير وانظروا للعراق كيف كان وكيف أصبح.. وتعلموا الدرس.

مشاركة :