عندما يقتل القلم صاحبه

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كم هو جميل أن يُخلد اسمك في التاريخ ليتفاخر بك القريب والبعيد، والأجمل من ذلك أن تكون مصدر إلهام وتحفيز لكل من يقرأ كلمات سطرها قلمك، فكم من كاتب ألهمنا الإبداع وآخر كان سبباً لزيادة محبتنا وتقارب قلوبنا وارتباطها بوطننا الغالي. في المقابل نجد أقلاماً قتلت أصحابها ودفنتهم بين تراب التعالي والتكبر على الناس، وآخرين دفنتهم في مستنقعات خيانة الأوطان والأهل فباعوا أقلامهم بثمن بخس لمصالح أعداء وطنهم فقتلوا بذلك هويتهم وجعلوها جسداً بلا روح. عندما ننظر في محيط بحر الفتن وأهواله ونرى كل ذلك القتل وسفك الدماء يتبادر إلى أذهاننا أن هذه النار كان لها شرارة أو وقود من أشد أنواع الوقود خطورة، هي أقلامٌ كتبت كتباً ومقالات وتغريدات شحنت من خلالها قلوب وعقول عدد من الشباب محملةً إياهم راية القتل والإرهاب. في المقابل لهذه الأقلام المتطرفة هناك تطرف من نوع آخر جاء بحجة محاربة فكر الإرهاب، فهناك أقلام شمرت سواعدها لمحاربة القيم والمبادئ ورموزها التاريخية فساهمت في زيادة وقود الفكر المتطرف بطريق غير مباشر لأنها جعلت الناس في هذه الحرب بين فئتين أولها أن تكون مع القيم والمبادئ واحترام الرموز وليس تقديسها بالطبع وصنفتها هذه الأقلام بالفكر الداعم للإرهاب لاختلاف المشارب والفهم معها مع أن التمسك بالقيم الصحيحة والمبادئ هو أول خطوط الحرب على الإرهاب، ففكر الإرهاب لن يأتي بشخصيات مجهولة من المريخ تستشهد بآرائها عند عوام الناس، بل سوف يختار رموزاً لها اعتبارات تاريخية ودينية ويشوه كلامها ليزيد من متابعيها، أما الفئة الثانية فهي مع كل صيحة تساهم في ظهور نجمها في ظلمة الليل لتحصل على مكسب يناسبها. إن الأقلام التي اختارت أن تقتل من خلال عداوتها لوحدة الصف وأصبح همها إثارة القضايا والمفاهيم التي من شأنها تقسيم الناس وزعزعة مبادئهم ليس لغرض إلا أنها تخالف فهمهم، وتلك الأقلام القاتلة يمكن أن تصبح أقلام حياة ومحبة عندما تحب للناس ما تحب لنفسها وتجعل بقاء الوطن قوياً متماسكاً أولوية، وتكون كلماتها تسطر لمستقبل مشرق للأجيال تبنى على الحب والسلام والحق.

مشاركة :