«الراوي يحكي» عن مريم فرج في اتحاد الكتاب

  • 7/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود ضمن فعاليات ملتقى القصة والرواية الافتراضي الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعنوان «ما لم يقله الراوي»، شهد، أمس الأول، أولى جلسات الملتقى، على منصة «زووم»، حول الكاتبة الإماراتية الراحلة مريم جمعة فرج، تحدث فيها كل إبراهيم مبارك، وعبد الرضا السجواني، والدكتورة أمينة ذيبان، وأدارتها نجيبه الرفاعي. وتعد مريم جمعة فرج من رائدات القصة القصيرة في الإمارات، استطاعت أن تكوّن لنفسها أسلوباً سردياً خاصاً، وتناولت أعمالها المجتمع والواقع. وفي بداية الجلسة، تحدثت الناقدة أمينة ذيبان، التي جمعتها علاقة صداقة قوية بالراحلة، وقدمت ذيبان تطوافاً ممتعاً في عوالم شكلت فرج، وأوضحت أن الراحلة قد تميزت باستنارة فكرية وإنسانية وضحت في كل قصصها، وسردياتها، ساعدها في ذلك الأمر رحلتها في البحث، والتقصي، والترجمة، الأمر الذي يشير إلى الاجتهاد الكبير الذي كانت تبذله في كل إبداعاتها، ما جعل منها كاتبة ذات إمكانيات كبيرة، واستطاعت أن تحدث اختراقات وفتوحات كبيرة في مجال القصة الإماراتية، فقد كتبت عما يؤرقها، وتناولت بجرأة كل القضايا التي طرقتها، وبصورة خاصة قضية المرأة. وسلطت ذيبان الضوء على بعض أعمال فرج السردية، وذكرت أن مجموعتها «ماء»، هي عبارة عن أقاصيص صغيرة محتشدة بالاعترافات، يبرز فيها لون سردي مزدهر ومتألق، كما أنها تقدم في جميع قصصها حكاية ذهنية لامعة بالفكرة في سياق متطور، من حيث بناء الشخصيات، واختيار الأسماء بدلالات ذكية، كما أن تمكنها من اللغات الأجنبية كشف أمامها عوالم جديدة، ومختلفة، حيث كانت لها علاقة بلغات إفريقية، مثل الزنجبارية. «صناعة نادرة»، هكذا وصف القاص إبراهيم مبارك أعمال مريم فرج، وذكر أن الراحلة كانت مختلفة في كل شيء، فهي لؤلؤة تتحدى زمن الجدب، وهي كذلك عملة نادرة لم تبحث عن نفسها، ولم تهتم بالأضواء والإعلام، بل كانت تكتب من أجل أن تقدم شيئاً مختلفاً، حيث كانت تطرق الجانب الاجتماعي بلا مواربة، ويظهر ذلك جلياً في أعمالها «ماء»، و«عبار»، وكذا الحال بالنسبة لرفيقاتها من الأديبات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، وجايلن مريم فرج، فقد كنّ يناطحن بعض العادات القديمة، فقد أعلنت الراحلة منذ بداية مشوارها الإبداعي عن اسمها مباشرة من دون استخدام اسم مستعار، وهذا يشير إلى قوة وشجاعة فائقة، فحتى الآن هنالك الكثير من الكاتبات والأديبات يحملن أسماء مستعارة، غير أن مريم واجهت نفسها في البداية، ثم عملت على مواجهة الآخر. وأشار مبارك إلى أن الراحلة اهتمت كثيراً بمسألة المضمون، وتقديم أدب بمحتوى جمالي، وفكري، على عكس ما يسود اليوم حيث تحتشد الساحة بكتاب يبحثون عن الشهرة ولا يهتمون بالمضمون، ولم تنتظر التكريم من أية جهة، وكتبت من أجل هدف، وغاية، ومعنى، فقد كانت من الذين يحملون هم الفكرة والاشتغال الخلاق عليها. من جانبه، استعاد القاص عبد الرضا السجواني تاريخاً جميلاً في سياق حديثه عن الزملاء في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث أعجب كل المثقفين الإماراتيين بفرج عند لحظة التحاقها بالاتحاد، فقد كانت صاحبة وعي كبير، وخلق رفيع، ومن المهتمين كثيراً بتنفيذ أهداف ورؤى الاتحاد، واهتمت بتطوير أدواتها الفنية، واستعانت في هذا السياق بكل ما أحاط بها من ثقافة ومعرفة، وتألقت بصورة لافتة في مجموعتها السردية «ماء». ولفت السجواني إلى مواكبة مريم للآداب العالمية، الأمر الذي أفادها في الوصول بكتاباتها القصصية إلى مستوى مميز.

مشاركة :