تونس - أثار طرد مدرّسة تونسية من قاعة امتحان الباكالوريا، بسبب شكوى زميلها في القاعة الذي اعترض على وضعها ”أحمر الشفاه“ وارتدائها ما تم وصفه ”لباسا غير لائق“، جدلا واسعا على موقع فيسبوك. واعتبر مستخدمو فيسبوك في تونس أن قرار إدارة المعهد مخالف للقانون الذي يضمن حرية اللباس. وكتبت المدرسة التي تم طردها، مريم بوزيد، تدوينة على صفحتها على فيسبوك تحدثت فيها عما حصل قائلة: Mariem Bouzid إثر نوبة غضبي الصباحية وتهديداتي للإدارة، كُشف لي الحجاب عن حقيقة ما حصل.. واقعيا، صُدم الأستاذ حين لاحظ أن الأستاذة التي معه ترتدي “هنداما غير لائق وتضع أحمر شفاه بلون غير محتشم” فطلب من إدارتنا الفاضلة تغيير الأستاذة المراقبة.. ولضمان مرور اليوم بسلام، تمّ له مراده. لكني لم أستوعب حقيقة.. هل هذا الكائن أستاذ حقا؟ هل الشيء الذي قابلته هذا الصباح تنطبق عليه مواصفات الأستاذ أو صفات الإنسان أساسا؟ وهل أن إدارتنا الحكيمة اختارت أهون الشرّين أم أنها تصرفت معي بذات المرجعية المتخلفة لذاك الأستاذ؟ لكن هل نحن حقا نعيش في مجتمعات متخلفة لهذه الدرجة؟ كيف يُمكننا العيش في هذا الانحطاط أساسا؟ واعتبرت: وبعد تدوينة مريم بوزيد، تلقت إدارة المعهد في محافظة الكاف، شمال العاصمة تونس، انتقادات لاذعة. وقال الناشط منير الفلاح، في تدوينة نشرها على صفحته في فيسبوك “كل التضامن مع أستاذة الفلسفة مريم بوزيد التي تم منعها من مراقبة امتحان الباكالوريا من قبل زميلها بحجة أنها تضع أحمر الشفاه ولباسها غير لائق“. وأعلن الناشط بالمجتمع المدني علي بهلول مساندته وتضامنه مع المدرّسة مريم بوزيد، قائلا “مريم بوزيد من أيقونات التفكير الفلسفي في تونس وتعرضها لهذه الهرسلة يعتبر جريمة في حقها وفي حق المدرسة العمومية”. وكتب الناشط نضال الرويسي تدوينة على فيسبوك جاء فيها “الصديقة والأستاذة مريم بوزيد يتم منعها اليوم من قبل زميلها تعسفا وبطريقة قذرة متخلفة من أداء مهامها المتمثلة في مراقبة امتحان الباكالوريا بسبب وضعها أحمر شفاه وارتدائها ملابس غير لائقة”. وقال معلق ساخرا: Imed Zouari بعد حادثة طرد الأستاذة من قاعة الامتحان بسبب استعمالها لأحمر الشفاه فإن وزارة التربية لإمارة تونسنان توضح النقاط التالية: – تمنع النساء من مراقبة الامتحان إلا في الحالات القصوى كوجود نقص في المراقبين الذكور. – تلزم الأستاذة المراقبة بارتداء نقاب أسود اللون به فتحة واحدة بإحدى العينين لتستطيع المراقبة من خلالها لأن اللباس العادي قد يشوش أجواء الامتحان نتيجة الفتنة. – يمنع عليها وضع العطر لأن الرائحة قد تفتن زميلها المراقب بالقاعة. – يمنع عليها المزاح مع التلاميذ قبل الامتحان لأن المزاح يذهب هيبة الدولة وقد يثير الفتنة لدى بعض التلاميذ الذكور فيضيع تركيزهم. -تجلد الأستاذة المذكورة ستون جلدة في ساحة عامة حتى تكون عبرة لمن يعتبر. وعلّقت المستشارة الرئاسية السابقة سعيدة قراش الأربعاء في تدوينة على فيسبوك: ويذكر أن تونسيات أطلقن على فيسبوك حملة بعنوان “الحمير لمقاومة الحمير” ونشرت صورهن يضعن أحمر شفاه. وعلق المدير الجهوي للتربية بالكاف عادل المديوني على ما راج بخصوص منع أستاذ لزميلة له من مراقبة امتحان البكالوريا بسبب لباسها وأحمر الشفاه الذي تضعه. وقال إنه قد تم فتح بحث إداري في هذا الموضوع، مضيفا في تصريح إذاعي أن مدير المعهد أخبره بأن الخلاف مردّه تعمّد الأستاذة المذكورة إحداث الهرج مع التلاميذ قبل توزيع الاختبارات، قبل أن يتدخّل زميلها ويدعوها إلى الانضباط. وأكد المدير الجهوي للتربية أن الأستاذة لم تتقدم إلى حدّ اللحظة بأي شكاية في الغرض إلى مدير المؤسسة التربوية المعنية ولا المندوبية، مشيرا إلى أنه سيتم استدعاء كافة الأطراف والاستماع إلى أقوالهم.
مشاركة :