لماذا يشكرُ الأحسائيون أمين الأحساء المهندس عادل الملحم؟

  • 7/16/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هدأت أو كادت تهدأ عاصفةُ منصّات التواصل الإجتماعي التي أثارها خبر لا يتجاوز السطرين، في أحدهما تقاعد أمين الأحساء السابق المهندس عادل الملحم وفي السطر الثاني تكليف المهندس فؤاد الملحم بإدارة أمانة الأحساء. في رأيي الشخصي، لو إقتصر الخبر على عنوانه الأول لما أُثيرت هذه العاصفة التي دارت عينُها حول ” توريث المناصب” حسب ما كُتب في منصّات التواصل الإجتماعي. فإلصاق خبر تكليف المهندس فؤاد الملحم بخبر تقاعد المهندس عادل الملحم هو السّبب الأهم في إثارة الأحسائيين لكونهما من عائلة واحدة.  وبغض النظر عن أهليته لهذا المنصب ومقدرته على إدارة هذا الصرح الهام بين الدوائر الحكومية. فلو ورد خبَريّ التقاعد والتكليف منفصلين فلرُبّما لم تنشأ هذه العاصِفة. فإنجازات أمانة الأحساء كبيرة وملاحظة خلال الفترة الماضية. وكأي دائرة خدمية، لدى الأمانة أيضاً إخفاقات واضحة وجلية. لكن لكي نكون منصفين في تقييمنا لأداء أمانة الأحساء خلال قيادة المهندس عادل الملحم علينا أولاً أن نفرق بين المشاريع الإستراتيجية وبين عقود الخدمات المستمرة. يقصد بعقود الخدمات المستمرة أعمال الصيانة والنظافة والتشغيل وهذه أمور من النّادر أن تنال رضى المستفيدين حتى إذا كان أداؤُها عالي المستوى فكيف إذا كان أداؤها متدنياً أو فيه قصور. وفي خلال فترة قيادة المهندس عادل الملحم شهدت الأحساء تنفيذ مشاريع إستراتيجة كبيرة مثل الجسور والأنفاق والحدائق العامة النموذجية. ولو لم يكن من إنجازات المهندس عادل الملحم إلّا تسجيل الأحساء على لائحة التراث الإنساني العالمي باليونسكو وقرار المحافظة على واحة النخيل بالأحساء الزراعية لكفاهُ إنجازاً يستحق الشكر عليه. لكن مما (قيل) وسط عاصفة الإنتقاد أن هذه المشاريع الإستراتبجية مُخطط لها قبل فترة المهندس عادل الملحم ضمن خطط الدولة التنموية الخماسية وإنما تم التنفيذ فقط خلال هذه الفترة. وتسجيل الأحساء في التراث العالمي هو عملٌ جماعي ولا ينسب لفردٍ واحدٍ من المجموعة. وهذا الكلام صحيح في مجمله لكن لرُبما يكون تنفيذ المشاريع الإستراتيجية أكثر خطورة وأهمية من إقرارها. ولنا في صحة الأحساء المَثل الأوضح، عندما إستطاع مديرها السابق الدكتور عبد المحسن الملحم تعطيل التنمية فيها وإفشال تنفيذ المشاريع الإستراتيجية التي إعتمدتها الدولة في نفس فترة إعتماد مشاريع الأمانة الإستراتيجية. حيث خسرت الأحساء في فترة قيادة الدكتور عبد المحسن الملحم مشاريع ضخمة من أهمها مستشفيين عامين بسعة 500 سرير لكل واحدٍ منهما ومستشفى للولادة والأطفال بسعة 400 سرير . هذه المستشفيات لولا تعطيل تنفيذها من قبل الشئون الصحية بقيادة الدكتور عبد المحسن الملحم لكانت الآن تعمل بكامل طاقتها ولأضافت 1400 سرير في مواجهة جائحة كورونا بكامل تجهيزاتها وطاقمها الطبي. منها على الأقل 300 سرير عناية مركزة. فكم من حياة تستطيع بإذن الله أن تنقذ هذه الأسرة وهذه الخدمات خلال هذا الوقت العصيب وكم كانت لتخفف على الدولة من أعباء كبيرة خلال هذه الجائحة. فلا شك أن النّجاح عملٌ جماعي والدّور الأهم للقائد كما حدث مع نجاحات أمانة الأحساء. والفشل قد يكون فردي كما حصل بالفعل في صحة الأحساء في نفس الفترة المتزامنة. وفي رأيي أن هناك نجاح آخر حققه المهندس عادل الملحم لا يقل أهمية عن النقلة النوعية لأمانة الأحساء خلال فترة قيادته لها. وهذا النجاح هو كسر مقولة الأحسائيين المتداولة بينهم أن اسرة الملحم الكبيرة لم تقدم للأحساء شيئاً رغم كثرة المناصب التي تولاها أفراد هذه العائلة. فالآن يمكن الرد على هذه المقولة بإنجازات المهندس عادل الملحم التي فعلاً كسرت هه المقولة وجعلتها أمراً من الماضي. فشكراً للمهندّس عادل الملحم على المحافظة على واحة النخيل الأحسائية وعلى إدراج الأحساء ضمن التراث العالمي وعلى إنجاح تنفيذ المشاريع الإستراتيجية التي خدمت الأحساء والمواطنين. ولا بأس أن أشير في الخاتمة أن قضية جنوب الهفوف التي يعاني منها الأحسائيون لم تكن وليدة فترة المهندس عادل الملحم ولا يبدو أنها ستنتهي قريباً .

مشاركة :