دمشق – كشفت مصادر في المعارضة السورية أن القوات الحكومية السورية والروسية بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب شمال سوريا تمهيدا لعمل عسكري مرتقب. وأكدت المصادر أن القوات الحكومية السورية دفعت خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية قادمة من ريف دمشق وحمص، إضافة إلى قوات تابعة للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا ووحدات روسية خاصة، وصلت إلى محافظة إدلب. وأوضحت أن القوات الحكومية السورية تستعد لعمل عسكري ربما يبدأ بعد الانتخابات التشريعية المقررة الأحد القادم، وربما تكون هذه الحشود العسكرية ورقة ضغط على تركيا التي ترسل بشكل مستمر تعزيزات عسكرية عبر بوابة كفرلوسين في محافظة إدلب. وبالتزامن مع ذلك صعدت الطائرات الروسية ومدفعية النظام قصفها على مناطق ريف إدلب خلال اليومين الماضيين. وبحسب فريق منسقي استجابة سوريا، قصفت القوات الحكومية السورية والطائرات الحربية الروسية مناطق ريف إدلب الجنوبي مما تسبب في موجة نزوح لعشرات العائلات باتجاه مناطق شمال إدلب. وقال منسقو الاستجابة في بيان “في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا بتاريخ الخامس من مارس 2020، قامت طائرات حربية روسية باستهداف عدد من المناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي إضافة إلى مئات الخروقات من قبل القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها منذ بدء الاتفاق”. وأدانوا عمليات التصعيد الأخيرة وطلبوا من كافة الجهات المعنية بالشأن السوري “العمل على إيقافها والسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم والاستقرار بها وحذروا من عودة العمليات العسكرية إلى المنطقة وزيادة معاناة المدنيين”. وذكروا أن “المنطقة غير قادرة على استيعاب أي حركة نزوح جديدة، وخاصة في ظل التسارع في انتشار فايروس كورونا وعدم قدرة المخيمات على مواجهة انتشار أي إصابة ضمنها”. وبحسب مصادر ميدانية في المعارضة السورية، فإن مقاتلات روسية شنت الثلاثاء غارات بالصواريخ الفراغية على عدة بلدات في إدلب، بالتزامن مع قصف للقوات الحكومية السورية بعشرات القذائف على تلك المناطق، ما أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من المصابين. واتفقت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان طرفين متصارعين في سوريا، في الخامس من مارس على وقف القتال في منطقة إدلب بعد أن أدى تصاعد العنف إلى نزوح حوالي مليون شخص واقتراب الجانبين من شفا المواجهة. ويعالج الاتفاق مخاوف تركيا الرئيسية المتمثلة في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك، لكنه يعزز أيضا المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا ويترك المواقع التركية محاصرة. وقتل عشرات الجنود الأتراك منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ لكن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير منذ الخامس من مارس رغم بعض الخروقات. وأقامت تركيا 12 مركزا للمراقبة العسكرية في منطقة إدلب بموجب اتفاق مع روسيا عام 2018، لكن الكثير من هذه المواقع أصبحت الآن في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية. وكانت أنقرة قد حذرت من قبل من أنها ستطرد القوات السورية من المنطقة إذا لم تنسحب، لكنها لم تفعل بعد. والأسبوع الماضي أفادت وسائل إعلام بدخول أرتال عسكرية تركية إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع شمالي إدلب. وبحسب موقع “تركيا بالعربي”، دخل رتل عسكري تركي جديد إلى منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، وذلك في إطار التعزيزات التي ترسلها تركيا بشكل مستمر لدعم نقاطها و قواعدها العسكرية. ومن جهته أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى قدوم 3 أرتال تابعة للقوات التركية نحو الأراضي السورية، حيث دخلت الأرتال بشكل متتال عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون شمالي إدلب، وضمت نحو 70 آلية محملة بمعدات لوجستية وعسكرية، فيما توجهت تلك الآليات نحو نقاط المراقبة التركية.
مشاركة :