قد يخفق بعض المسؤولين في أداء عملهم، وقد يلتمس لهم المواطن العذر في بعض تلك الإخفاقات. ولكن المهم هو الاعتراف بوجود إخفاقات، لمعالجة الأمور التي أدت إليها حتى لا تتكرر. أما عندما يتم تقديم أعذار واهية لتلك الإخفاقات من قبل بعض المسؤولين، فهنا تكون المعضلة. لقد اعتدنا أن ينكر العديد من المسؤولين عندنا وجود مشاكل في قطاعاتهم، ويحاولون دوماً إقناع المواطن بأن هذه المشاكل غير موجودة من الأساس أو أنها كانت موجودة وتم حلها، رغم أننا نعلم بأنها لم تحل، وذلك لإخفاء الإخفاق. وهذا النوع هو الغالب وتعودنا عليها، ولكن هناك نوع آخر من المسؤولين وهو الذي لا ينكر المشكلة فقط، ولكنه يضع اللوم على المواطن وبأنه هو السبب في وجودها، وهذا النوع من المسؤولين هو أسوأ بلا شك من الذي ينكر وجود المشكلة. فالمسؤول الذي ينكر وجود المشكلة الواضحة للعيان أو يدعي بأنه قد تم حلها، قد يكون ينكرها أمام المواطن ووسائل الإعلام ولكنه يحاول حلها في داخل قطاعه، لعلمه بوجودها. أما المسؤول المقتنع بأن السبب في المشكلة هو المواطن ذاته ولن تحل إلا من قبل المواطن، فهذا لن يفكر في أي حلول ناجعة لها وستظل قائمة ولن تحل. فعندما يضع مسؤول اللوم على المواطن في غلاء أسعار السلع والمنتجات، لكونه يشتريها رغم زيادة أسعارها من قبل التاجر، وبأن الحل هو تركها حتى يجبر التاجر على خفض الأسعار، فهذا يعطينا مؤشراً بأن الأسعار السلع والمنتجات لن تنخفض قيمتها وبأن الجهات المختصة غير قادرة على كبح جماح التجار أو حتى وضع حلول لكبح جماحهم. كذلك عندما تجد مسؤولاً آخر يضع اللوم على المواطن بسبب أزمة العمالة المنزلية وكثرة الاعتماد عليها، حيث أنها من الترف وليست ضرورة، فهذا أيضاً يعطينا انطباعاً بأن أزمة العمالة المنزلية لن تحل في القريب العاجل. وغير ذلك من المشاكل الموجودة والتي يوضع اللومُ فيها على المواطن بدلاً من وضع الحلول لها. المسؤول الذي لا يحاول حل المشكلة منذ بدايتها ويضع اللوم على المواطن، سيجد لاحقاً بأن تلك المشكلة قد كبرت ككرة الثلج وأصبح من الصعب حلها وتحولت لأزمة خانقة للجميع، وقد لا يستوعب حجم تلك الأزمة إلا عندما تهوي به من منصبه. q.metawea@maklawfirm.net
مشاركة :