أكد اقتصاديون أن ما قام به وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- خلال عمله السياسي والدبلوماسي حقق انجازات محورية بين السعودية ودول العالم في المجال الاقتصادي والتجاري ومكنها من إبراز ثقل المملكة في العالم العربي والعالم الاسلامي اقتصادياً بصفتها أكبر دولة مصدرة للبترول، فقد استطاع ان يستخدم قوة الحوار مع بلدان منظمة التجارة العالمية ومكن المملكة من الانضمام لعضوية التجارة العالمية بدون ان تتنازل عن أي مبدأ من المبادئ التي كانت تطالب بها منظمة التجارة العالمية، والتي رفضت انضمام المملكة رغم المحاولات التي استمرت أكثر من عشر سنوات. وأوضح الاقتصاديون خلال حديثهم لـاليوم أنه عند إسناد المهمة لوزارة الخارجية تمكنت المملكة من الانضمام لهذه المنظمة، فالدور السياسي والدبلوماسي له علاقة وانعكاس على الدور التجاري والاقتصادي، حيث اصبح السوق السعودي مفتوحاً لجميع الواردات والصادرات من انحاء العالم قبل الانضمام لمنظمة التجار العالمية، وهذا لم يتحقق إلا بفعل الدور السياسي والدبلوماسي الذي قام به الفقيد. في البداية، أوضحت الدكتور نادية باعشن المهتمة بالشأن الاقتصادي أن المملكة اصبح دورها محوريا على مستوى العالم، وتمتلك فائضا من البترول، ولديها اكبر مخزون عالمي من النفط، هذا غير الذي لم يكتشف حتى الان ولم يتم التنقيب عنه، ومن المعروف أنها تتمتع بمكانة قوية ورغم أنها عضو في منظمة أوبك إلا إن باستطاعتها التحكم في الاسعار. فالمملكة تعتبر من البلدان الحديثة ومع ذلك اصبحت تحقق اكبر مما تحققه بعض الدول الأوروبية التي لها سنوات عديدة. واعتقدت الدكتور باعشن أن ما تحقق لمكانة المملكة لم يتوقف على تحكمها في اسعار البترول، بل هناك الجانب والدور السياسي والدبلوماسي في وضع السياسات والاستراتيجيات وتحريك الساحة السياسية الذي من خلالها انعكس الامر على الساحة الاقتصادية والتجارية للمملكة، وهذا الدور حققه الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- الذي استخدم السياسة والدبلوماسية بطريقة احترافية لتوظيفها اقتصاديا وتجاريا في صالح المملكة وشعبها، من خلال الدور الذي يقوم به وشخصيته، فقد أسندت له مهمة انضمام المملكة لعضوية التجارة العالمية بعد أن عجزت وزارة التجارة خلال عشر سنوات من تحقيق أي تقدم في ذلك، إلا أنه بعد ان تولت وزارة الخارجية هذه المهمة تم تحقيق انضمام المملكة لعضوية التجارة العالمية في سنة، وهذا يدل على شخصية الأمير سعود الفيصل ويسجل له هذا الإنجاز. واعتبرت الدكتورة باعشن ان ما تتمتع به المملكة من علاقات متينة وقوية مع جميع بلدان العالم وفتح التبادل التجاري معهم ناتج عن قوة الدبلوماسية السعودية التي كان يقودها الامير سعود الفيصل -رحمه الله- سواء على مستوى الدول العربية والإسلامية او على مستوى بلدان العالم، فالدبلوماسية السعودية حققت الريادة للمملكة عالميا وهذا من الجهود التي كان يقوم بها الأمير سعود الفيصل، فالكثير من الناس لا يعلم ان ترابط المصالح بين بلدان العالم ترابط قوي، يشتمل على السياسة والاقتصاد والتجارة في جميع المجالات، فالمملكة من خلال سياستها ودبلوماسيتها التي قادها الأمير سعود حققت دورا محوريا وفاعلا على مستوى العالم في جميع المجالات. من جهته، قال المهندس عبدالعزيز حنفي رئيس جمعية تحفيظ القران بجدة أحد المعزين في وفاة سمو الأمير سعود الفيصل: لا شك أن وفاة الامير سعود الفيصل كان لها أثر حتى على الصعيد الدولي، وهذا يدل على شخصيته وحنكته السياسية والدبلوماسية، فالأمير سعود الفيصل معروف عنه أنه يعتمد على الحوار والنقاش والذي ي عتبر قوة العصر؛ لأن اليوم الحوار في جميع الأمور هو الاسلوب الافضل لحل أي مشاكل، بعيدا عن استعراض أي مبررات. واعتقد المهندس الحنفي أن ما تحقق للسعودية من انضمامها لعضوية منظمة التجارة العالمية كان ناتجا عن الجهود الدبلوماسية والسياسية الجبارة التي كان يقودها الأمير سعود، حتى نحج في ذلك، فقد عجزت جميع الجهود السابقة في التوصل لحل مع منظمة التجارة العالمية التي كانت تفرض قيودا وشروطا ترفضها السعودية، مثل التعامل بالربا وغيرها من التعاملات الأخرى، إلا إنه عندما تم تكليف وزير الخارجية للدخول في التفاوض في هذا المجال استطاع ان يقنع الأطراف الأخرى بالحوار وبالدبلوماسية من خلال توضيح ان السعودية لا يمكن أن تتخلى عن مبادئها الدينية والإسلامية والمجتمعية، واستطاع ان يضم السعودية لمنظمة التجارة العالمية بدون التنازل عن أي قيد من القيود التي كانت تفرضها المملكة، وكانت ترفضها المنظمة، فهذا يدل على أن شخصية الأمير سعود الفيصل وخبرته الطويلة حققت إنجازات للسعودية في جميع المجالات. وأكد المهندس حنفي ان السياسة مرتبطة بالاقتصاد والتجارة وتعتبر دائرة مكملة لبعضها، وسياسة المملكة واضحة والتعامل مع بلدان العالم قائم بموجب اتفاقيات وتبادل المصالح، فعندما نجد أي تصريح او بيان من الامير سعود الفيصل -رحمه الله- في أي قضية عربية او إسلامية او غيرها نجد أن هناك تحركا لأسعار البترول او للاسهم؛ مما يؤكد ان الارتباط التجاري والاقتصادي جزء من العمل الدبلوماسي والسياسي، فموت الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- خسارة للوطن وللعالم العربي والإسلامي، ولكن هذه سنة الحياة، فقد وضع للمملكة مكانا وهيبة دولية مع نجاحه في محافظة السعودية في اتفاقياتها على خصوصيتها الاجتماعية والدينية.
مشاركة :