القوة الشرائية تجبر المحال التجارية على زيادة ساعات العمل.. والشباب والفتيات يدفعون الثمن

  • 7/14/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استغلت المحال في المجمعات التجارية الفرصة الذهبية الموسمية خلال العشر الاواخر من شهر رمضان ومع قدوم عيد الفطر المبارك في فتح ابوابها من الساعة ظهرا وتستمر حتى الساعة الثانية والنصف فجرا والبعض منها تفتح مباشرة بعد صلاة الفجر، بسبب القوة الشرائية من قبل المواطنين مما اثر سلبا على العاملين فيها سواء من السعوديين والسعوديات والمقيمين. وطالب مواطنون يعملون في المجمعات التجارية وزارة العمل بمراقبة تلك المحلات التي تفرض عليهم العمل مايقارب ساعة يوميا، موضحين ان رواتبهم قليلة ومهما كان بدل الدوام او الساعات الاضافية لا يقارن امام العلاقات الاجتماعية او قضاء احتياجات اسرهم مع قدوم عيد الفطر المبارك، مشيرين الى انه منذ بداية شهر رمضان لم ينعموا بيوم مع اسرهم وابنائهم وخاصة الموظفات السعوديات اللاتي لديهن العديد من الاعمال الاسرية والمنزلية. وقالوا ان الفرص الوظيفية نادرة والرواتب غير مجزية، الوظيفة أمان اجتماعي واسري ولكن كماهي واجبات وحقوق للموظف او الموظف واجبات وحقوق على اصحاب العمل، مبينين ان معاملة ملاك المحال والتي يديرها اجانب ويعمل في الظاهر سعوديين وسعوديات سببا في تنحي الكثير منهم عن تلك الوظائف، مطالبين وزارة العمل كما فرضت التوظيف والبرامج الأخرى كنطاقات وغيرها تهتم قليلا بالرقابة لكي تكون وظائف القطاع الخاص مغرية للشباب والشابات السعوديين. وقال صالح الخضر موظف في شركة مختصة: إن الشركة لا يهمها الراوبط الاجتماعية للموظف السعودي وتعاملنا معاملة الأجنبي الذي يعمل قرابة ساعة يوميا، الشركة لا تطبق نظام العمل بل نعمل ساعات طويلة وبرواتب لا تصل إلى آلاف ريال غير أن هناك خصما شهريا مفروضا، وكذلك إجازة العمل يوم واحد فقط، موضحا ان الوظائف العليا في الشركة تتقلدها العمالة الأجنبية حتى المشرفين على الفروع اجانب والسعوديين والسعوديات عاملين بمهن "بائع"، متسائلا لماذا تحول السعودي إلى بائع والاجانب للوظائف الإداية العليا والتي تجعلهم لا يراعون ظروف العاملين السعوديين رغم ان هناك شبابا سعوديين قادرين ويملكون من الخبرة ماتؤهلهم لتلك المناصب. وعن سؤالنا هل ستسمر في الوظيفة، قال: لا اعتقد ابحث عن عمل آخر ولو كان لدي رأس مال لفتحت مشروعا مستقلا افضل من الوظيفة في القطاع الخاص وخاصة محال التجزئة، موضحا ان هذه الوظائف افقدتنا علاقاتنا الاجتماعية والأسرية ننام فقط ونصحى للعمل. من جانبه قالت إلهام العامري بائعة في محل مستلزمات نسائية: إن العمل أكثر من ساعة في المحال التجارية أفقدها علاقاتها الاسرية موضحة: "لدي طفل وهذا هو معي هنا في المحل ليس لدي الاستطاعة ان يخصم علي مالك المحل، نتناوب أنا وزميلاتي على البيع عندما نريد أن نأكل أو نهتم بأطفالنا". بينما قالت خلود فهد بائعة: وظائف المحال النسائية في المجمعات التجارية غير جاذبة للسعوديات، كل منا لديها اسرة وابناء ولولا الحاجة لما عملنا هنا رغم ان الرواتب قليلة وفي حالة التأخير يتم الخصم مهما كان الظرف، مطالبة ببيئة عمل مناسبة ورقابة من وزارة العمل تفرض على ملاك المحال التجارية الالتزام بقوانينها وخاصة العمل لا يتجاوز ساعات. موظفات: الدوام يستمر أكثر من ساعة.. وليس لدينا وقت لأسرنا واضافت: لم أستطع قضاء حاجات العيد ولم أتهنى بالشهر الفضيل مع اسرتي ولم أطبخ يوما في منزلي وجبة افطار ولا سحور، آكل انا وزميلاتي في المحل لنفتح ابوابه مباشرة بعد صلاة المغرب خلال الأيام الحالية التي تزدحم المجمعات التجارية بالمتسوقين من بعد صلاة العصر وحتى الساعة الثانية فجرا. من جانبه أكد مختصون ان ‏فتح الأسواق التجارية لأوقات طويلة جدا تتجاوز ساعة لها تأثيرات مباشرة على السعودة والأمن والعلاقات الاجتماعية والانضباطية، مطالبين بتقنين العمل وعدم السماح لملاك المحال والفرض على المجمعات ان تفتح ابوابها في ساعات محددة وتغلقه كذلك. وقال الاستاذ الجامعي المتقاعد والخبير الاقتصادي في شؤون التسويق د. عبيد العبدلي لو تركت المجمعات التجارية تعمل بدون رقابة وضوابط ادارية وكما يقال ترك لها الحبل على الغارب في ساعات العمل الطويلة لحدث عندنا مشكلة كبيرة من الصعب حلها، مشيرا بان عمل الشباب السعودي من الجنسين تحديد لساعات الفجر خصوصا في شهر رمضان ينافي الأعراف الدولية والمجتمعية ويجبر الشباب والفتيات على التسرب الوظيفي ويصبح لدينا بطالة بشكل كبير، مشيرا بانه يجب علينا التقيد بالنظام العالمي في الاسواق والمحال التجارية الخاصة بتجزئة. وأكد د. العبدلي بان بقاء المجمعات التجارية الى أوقات متأخرة وساعات عمل تتجاوز ال "12" ساعة تؤثر سلبا على الامن بمتابعة هذه المجمعات وتوفير الأمن لهم وكذلك تسهم في التفكك الأسري والاجتماعي وتؤثر اقتصاديا في زيادة الأحمال الكهربائية وخلافها وهي عملية غير مجدية سواء لتجار لزيادة الدخل وجني الارباح فقط، واستطرد بان اوقات الدوم الطويلة احد اهم الاسباب المؤثرة على الشباب والفتيات في التسرب الوظيفي حيث لنا في مجتمعنا عدات وتقاليد لايمكن اغفالها ومنها بقاء الفتاة تعمل الى ساعات الفجر مما يعرضها لبعض المخاطر مع السائقين اوبعض المارة الامر الذي يجبرها لتخلي عن الوظيفة، لذا يجب على اصحاب المنشأت التجارية التي تعمل لاوقات متأخر اقتصار العمل على العمالة الاجنبية مع الاخذ في الحسبان المخاطر التي تم الاشارة اليها سلفا. واشار د . عبيد العبدلي بان نسبة السعودة من خلال المشاهدة على ارض الوقع في المحلات التجارية لاتتجاوز 10 بالمائة وهي نسبة ضعيفة جدا ونحتاج الى ترغيب الشباب والفتيات للعمل بحيث يصبحون مطلب للقطاع الخاص بعد أعدادهم وتدريبهم وتعريفهم بحقوقهم والواجبات عليهم والبعد عن تدليلهم بشكل مبالغ فيه كما نراها الان حيث نظام الدولة يحميهم بفرض السعودة ويجب بان يكون السعوديون من الشباب مطلب وليس فرض بحكم خبراتهم وتاهيلهم واعدادمعاهد مختصة في التدريب على عملهم التسويقي والمهني وعدم فرضهم على المنشأة لان هذا الامر يدخلنا في الية السعودة والوهمية، مشددا بان السعودة يجب ان تكون احتياج وليس فرض على القطاع الخاص. واضاف د. العبدلي بان الحلول هي تكمن في الاستفادة من خبرات شركة ارامكو السعودية والهيئة الملكية بالجبيل وينبع وقطاع البنوك، وتابع بان المشكلة ليست في الشاب او الفتاة السعودية وتكمن المشكله في القطاع الخاص لعدم وجود الامن الوظيفي لديهم لشباب السعودي وعدم وجود سلم رواتب وسلم وظيفي والحاق الشباب بدورات متقدمة تدريبية داخلية وخارجية والكثير منهم لا يعرف حقوقه لدى المنشاة ولا واجباته ويجب ان تكون السعودية من تحت الى فوق وليس كما نرها بوضها الحالي من فوق الى تحت وحكومة خادم الحرمين ضمنت للجميع حقوقهم وواجباتهم ويبقى الخلال في الية التنفيذ وعدم وجود نظام واضح وصريح بحقوق العاملين في القطاع الخاص. وحذر د. العبدلي بان الوضع لوبقى كما هو عليه الحال من ساعات عمل طويلة دون رقابة اومحاسبة سوف ندفع الثمن باهض في تسرب الشباب والفتيات من العمل وخلق بطالة بشكل كبير وتفاقم المشكل وضياع الجهود التي تبذلها الدوله رعاه الله في القضاء على البطالة..

مشاركة :