باريس – الوكالات: دعت المعارضة الإيرانية في المنفى المدعومة من شخصيات سياسية أمريكية وأوروبية، في تجمعها السنوي الذي عقد عبر الإنترنت بسبب وباء كوفيد-19 وشارك فيه آلاف الأشخاص، إلى «انتفاضة» من أجل «استعادة إيران» وبناء «بلد حر» فيها. وعقد هذا التجمع غير المسبوق في حجمه وشكله، عبر تطبيق «زوم» حيث نشر صورا التقطت في قاعة في موقع «أشرف 3» في ألبانيا حيث نقلت مئات الشاشات لقطات لمختلف المشاركين في العالم. وقال المنظمون إنه تم إحصاء ثلاثين ألف نقطة اتصال من «نحو مائة بلد». وتحدث المشاركون في هذا التجمع الافتراضي الواحد تلو الآخر للتعبير عن دعمهم «للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، مجموعة المعارضة المحظورة في إيران والتي تشكل الواجهة السياسية لحركة مجاهدي خلق أكبر مجموعة مسلحة للمعارضة الإيرانية تصفها إيران بـ«الإرهابية». ويعيش حوالي 2800 من أعضاء حركة مجاهدي خلق في مدينة «أشرف 3» الألبانية. وكانت هذه الحركة قد دعمت الثورة الشعبية التي أطاحت نظام الشاه في إيران وأدت إلى إعلان ثورة 1979, لكنها عارضت بعد ذلك السلطات الجديدة. وتم بث تسجيلات فيديو لعشرات الأشخاص الذين يعتقد أنهم أعضاء في الحركة داخل إيران - وخصوصا شباب ونساء -، وهم يخفون وجوههم ويرددون هتافات. وتحدثت زعيمة حركة مجاهدي خلق ورئيسة «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» مريم رجوي مطولا من ألبانيا، محاطة بمئات الشاشات التلفزيونية. وقالت «نحن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية سنطيح النظام ونستعيد إيران». وأضافت «سنبني إيران حرة وسنقيم جمهورية ديمقراطية وعلمانية وغير نووية». وتابعت مريم رجوي «اليوم كل شيء يشير إلى أن الحكم الديكتاتوري الديني في طريقه للسقوط»، معتبرة أن «الانتفاضة الملتهبة في نوفمبر (2019) أظهرت أن هناك قوة للإطاحة في قلب مدن إيران». وأضافت أن هذه التظاهرات جرت بفعل العقوبات وسياسة «الضغوط القصوى» لإدارة الرئيس دونالد ترامب. وكانت احتجاجات قد اندلعت في إيران في 15 نوفمبر فور الإعلان عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود، في أوج أزمة اقتصادية وطالت حوالي مائة مدينة. وتقول واشنطن إن قمع التظاهرات أسفر عن سقوط أكثر من ألف قتيل، بينما يتحدث خبراء الأمم المتحدة عن أكثر من 300 قتيل. من جهتها قالت طهران إن 230 شخصا قتلوا. وأكدت مريم رجوي أن «الكلمة الأخيرة هي أنه لا يوجد حلول لدى الملالي ونظامهم محكوم بالسقوط بأكمله». وفي خطابها، أشادت رجوي «بالضحايا الأبرياء» لوباء كوفيد-19 في إيران، مؤكدة أنه أسفر «حتى هذا اليوم عن وفاة 72 ألف شخص على الأقل في إيران». ووصفت إدارة السلطات الإيرانية للأزمة بـ«الكارثية». وتحدث النائب الفرنسي فيليب جوسلان (الجمهوريون، يمين) خلال التجمع، معتبرا أن إيران «أصبحت سجنا داخليا». من جهته، ألقى رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس بلدية نيويورك السابق، الذي انضم إلى التجمع عبر تطبيق «زوم»، خطابا هجوميا. وقال جولياني إن «النظام على وشك السقوط الآن»، منتقدا خصوصا إدارة السلطات لوباء كوفيد-19. وأكد أن «تغيير النظام بات في متناول اليد. لا تصغوا للمتشائمين». وشارك في هذا التجمع أيضا النائب البريطاني ماثيو أوفورد ووزيرة الخارجية البولندية السابقة آنا فوتيغا.
مشاركة :