قال محللان أرجنتينيان إن الانتعاش الاقتصادي في الصين هو انعكاس لنجاح البلاد في السيطرة على تفشي كوفيد-19 ودعم قطاعها الصناعي. وقال لوكاس غوالدا، وهو مستشار لمجلس الشيوخ الأرجنتيني، إن نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 3.2 في المائة في الربع الثاني يشير إلى أن "الدولة الآسيوية تعود إلى وضعها الطبيعي". وأشار إلى أن النمو يُعزى إلى الدعم الحكومي الهائل للقطاع الصناعي، وبرنامج الائتمان واسع النطاق، والإعانة المالية لأصحاب الأعمال والمستهلكين على حد سواء. وأفاد غوالدا أن "الصين اليوم تزدهر بسبب الدفع من القطاعين العام والخاص. وعلى الرغم من أنه قد تقرر خلال الدورتين عدم تحديد هدف للنمو، إلا أنها تركز على مكافحة الفقر ومنع الوباء من التسبب في فقدان الوظائف". وقال سانتياغو بوستيلو، الباحث في مركز الدراسات الأرجنتينية الصينية بجامعة بوينس آيريس، إن "الأداء الاقتصادي للصين (في الربع الثاني) يعتمد في المقام الأول على سيطرتها الفعالة على الفيروس"، مما يسمح باستئناف الأنشطة الاقتصادية بسرعة. وتابع أنه "مع عودة غالبية الأنشطة إلى وضعها الطبيعي في الصين، بدأ السوق الاستهلاكية في الارتفاع من جديد، ومعه الإنتاج الصناعي. وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى الأداء الجيد للصادرات، وهو عامل كان له تأثير إيجابي على الانتعاش الاقتصادي". وأضاف بوستيلو، وهو أيضا مرشح لنيل درجة الدكتوراه في السياسة الدولية في جامعة فودان بشانغهاي، أنه بشكل عام، "تعزز هذه الأرقام الرأي القائل بأن الاقتصاد الصيني يتعافى بشكل أفضل مما كان متوقعا". وذكر أن "الصين هي بلا شك أول دولة تظهر علامات واضحة على الانتعاش الاقتصادي عقب وباء كوفيد-19". كما ارتفع الناتج الصناعي ذو القيمة المضافة في الصين بنسبة 4.4 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام حيث كثفت المصانع من إنتاجها وسط مكافحة كوفيد-19. وقال غوالدا إن "المصانع تحصل على الدعم المناسب لتحمل آثار الإغلاق". ولفت المحلل إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكومة الصينية "تتعاون مع المصانع والمستهلكين لتسهيل الحصول على الائتمان والتخفيضات الضريبية، مما يترك المزيد من الأموال في جيوبهم". وأضاف غوالدا أنه في حين أن المبيعات في متاجر البيع بالتجزئة لا تزال ضعيفة نسبيا، "كان هناك نمو هائل في المبيعات عبر الإنترنت". وأوضح بوستيلو أن اللاعبين في السوق يظهرون ثقتهم في الاقتصاد الصيني. وفي معرض إشارته إلى ارتفاع مؤشر شنغهاي المركب خلال الأسابيع الأخيرة، قال بوستيلو إن "الصين ستكون أحد محركات الانتعاش الاقتصادي العالمي لما بعد الوباء".
مشاركة :