لم تكد تهدأ الحرب الكلامية بين أمريكا ومنظّمة الصحة العالمية على خلفية فيروس «كورونا»، حتى تفجّرت مرة أخرى بما يوحي أن ليس من رأب لصدع الخلاف في المستقبل القريب، لاسيّما في ظل وقف واشنطن مساهمتها وانسحابها من المنظّمة. خرج الاتهام الأمريكي الجديد لمنظمة الصحة العالمية من لسان وزير الخارجية، مايك بومبيو، والذي قال صراحة إنّ الصين اشترت رئيس المنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مستنداً في اتهامه إلى ما أسماه «أساس استخباراتي صلب». رفض بومبيو الإفصاح عن كثير تفاصيل، لكنه أماط في الوقت نفسه اللثام عمّا سماه «صفقة» تمّ إبرامها لانتخاب تيدروس. لم تكتف بومبيو بذلك بل اتهم منظّمة الصحة العالمية بالتسبّب في سقوط قتلى بريطانيين جراء طرقة تعاملها مع تفشي فيروس «كورونا». مضى بومبيو إلى أكثر من ذلك عندما أبلغ أعضاء في البرلمان البريطاني، تحوّل منظّمة الصحة العالمية إلى هيئة سياسية تتخذ قراراتها بموجب صفقة عقدها مديرها تيدروس أدهانوم غيبريسوس مع الصين التي ساعدته للوصول إلى منصبه، وأنّ بريطانيين توفوا بسبب الاتفاق المبرم. وفجّرت تصريحات بومبيو التي أوردتها وسائل إعلام بريطانية، انزعاج منظّمة الصحة العالمية، التي أعلنت رفضها أي هجمات شخصية أو مزاعم لا أساس لها، كما حضّت الدول على مواصلة التركيز على التعامل مع الجائحة. يذكر أنّ الانسحاب الأمريكي من منظّمة الصحة العالمية قوبل بموجة تنديد واسعة من الصين والاتحاد الأوروبي، إذ رأت فيه بكين ضربة للمساعي الدولية لمكافحة الفيروس، فيما غلّف الأوروبيون انتقادهم بالقول إنّ التعاون والتضامن العالميين من خلال الجهود المتعددة الأطراف هما أكثر الطرق إن لم تكن الوحيدة القابلة للتطبيق لكسب هذه المعركة التي يواجهها العالم اليوم. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :