تقع محمية خور المزاحمي الساحلية على بعد 14 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة رأس الخيمة، وتمتد على طول 3 كم، وتعد موئلاً للعديد من الأنواع ذات الأهمية البيئية العالية منها طائر النحام «الفلامينجو»، ونسر السمك، بجانب كون المحمية تعد من مناطق تعشيش وتغذية السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة «IUCN» لوجود الأعشاب البحرية في مياهها، ما يعزز وجود أنواع متعددة من الأسماك والثروات المائية الحية الأخرى.وأوضح د.سيف محمد الغيص، مدير عام هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، أن الهيئة وخلال السنوات الماضية أجرت العديد من الدراسات العلمية في المحمية، شملت دراسات حول أنواع الطيور والأسماك والأنواع النباتية التي من أهمها نبات القرم «المنجروف» الذي يغطي نسبة مقدرة من مساحة المحمية، مشيراً إلى أن نتائج تلك الدراسات أكدت حاجة المنطقة إلى إعادة تأهيل الأنظمة البيئية المتدهورة وضمان استعادة الأنواع المهددة والحساسة فيها، والتي من ضمنها زراعة نبات القرم، والبدء ببرنامج استعادة نسر السمك لتعزيز التوازن البيئي، والتنوع الحيوي في المحمية ما يؤدي إلى ضمان استدامة خدمات النظم البيئية والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في منطقة خور المزاحمي، ومن ثم المساهمة في التنمية البشرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، في الإمارة، من خلال إضافة نقطة جذب متميزة في خارطة السياحة البيئية في الإمارة.ولفت إلى أن أولويات الهيئة المرتبطة بالتنوع الحيوي تتمثل في ضرورة حماية الأنواع المحلية، وأن تحظى الموائل بالأولوية إلى جانب تعزيز الاستخدام المتعدد للمناطق المحمية وحفظ التنوع البيولوجي وإدارة النظم الإيكولوجية استناداً لأفضل المعايير الدولية بالمواءمة مع الاستراتيجيات والخطط المحلية والاتحادية ذات العلاقة، من خلال اتباع النهج المستدام وتحقيق التوازن والنظرة الشاملة للجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، ورفع درجة الوعي البيئي والمجتمعي بالقضايا ذات الصلة بحماية الأنواع والموائل في ظل التنمية العمرانية ومخاطر التغير المناخي.وتمتاز محمية خور مزاحمي لكونها منطقة ضحلة، بأنها بيئة حاضنة للعديد من الأسماك التجارية التي تحتمي في بيئة المحمية، قبل أن تنتقل إلى المخزون السمكي، وساعد إطلاق خور مزاحمي كمحمية طبيعية، على استكمال مشروع ترقيم السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض، ونجحت هيئة حماية البيئة في رأس الخيمة في ترقيم 475 سلحفاة من نوع السلحفاة الخضراء ضمن مشروع تتبع ودراسة السلاحف البحرية في سواحل الإمارة. (وام)
مشاركة :