«الملتقى الأدبي» يناقش الكوني حول «كلمة الليل»

  • 7/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«تجربة الإمارات تختلف عن كل التجارب السياسية في العالم؛ فهي تجربة استثنائية نابعة من حكمة المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، ولا يزال نهجه مستمراً مع عياله من بعده». بهذه الكلمة المضيئة، عبر الروائي إبراهيم الكوني عن محبته وإعجابه بتجربة الإمارات، خلال جلسة الحوار الافتراضية التي نظمها، أول أمس، صالون «الملتقى الأدبي» لمناقشة روايته «كلمة الليل في حق النهار»، وأدارت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، التي رحبت بالكاتب، قائلة: ضيفنا اليوم، ليس مجرد كاتب أو روائي، بل مفكر له رؤيا وموقف ورسالة تحملها الكلمات، لتعكس قيماً إنسانية من المحبة والإيمان والتعايش، وهذه الرواية جاءت في واقع عربي يعاني من مأزوميته، ويكافح ضد دعوات التطرف، التي تريد أن تنال من سلمية الإسلام وعدالة رسالته. وتحدث الكاتب، مشيراً إلى هذا الظرف التاريخي العصيب الذي يمر به العالم، ثم دخل في فضاء الرواية، مبيناً العلاقة بين شخصية «وحش الصنعاني» والكاهنة تيدهيت، موضحاً أنها علاقة روحية تدعو إلى العدالة والإخاء في هذا العالم، بعيداً عن دعوات القتال وسفك الدماء، مؤكداً أن الانتقام سلاح الضعفاء، وليس المهم الحرب، ولكن السلوك الإنساني الذي يعمل على إعلاء القيم الأخلاقية، فالدين جاء ترجمة للقيم الروحية والإنسانية، والرسول الكريم (ص) بعث هاديا ولم يبعث جابياً، واستعرض لمحات من تاريخ الظلم والنهب الذي عانى منه أبناء شمال أفريقيا في عهد مروان بن الحكم وتولي أخيه عبد العزيز على مصر والتناقض بينهما. وتابع، قائلاً: إنه كتب سبع روايات عن الصحراء. ولفت الكوني إلى أن التقاليد الصحراوية تحترم المرأة وتقول إن طبيعة المرأة من طبيعة الأرض. وأجمعت المداخلات على أن الرواية غنية وجديدة بموضوعها وأفكارها، فهي تحتفي بالمرأة والحب والحرية والقيم الأخلاقية، ويدعو الكاتب فيها إلى قراءة التاريخ وإعادة كتابته من جديد، وخاصة تاريخ المغرب العربي، من أيام الرومان، مروراً بالموجات الأولى لدخول الجيوش العربية، وخاصة في العصر الأموي واهتمام قادة تلك الجيوش بالذهب والمكاسب المادية، بدلاً من الدعوة للإخاء الإنساني، والإيمان السمح، والقيم الأخلاقية التي تعلي من شأن الإنسان، وتحافظ على تماسك المجتمع والتآخي بين أبنائه. وجاء في مداخلة الباحث د. عمر عبد العزيز، مدير تحرير مجلة «الرافد»، أن هذه الرواية تغوص في لجة جمالية تعتمد على عتبات مفاهيمية سردية متعددة، وفي كل عنوان يبحر بنا ويضمن البعد المفاهيمي الفكري، وفيها بعد إنساني تراجيدي للتاريخ، إضافة إلى ثراء اللغة وشعريتها وما تحمل من مضامين ودلالات واسترجاع للتاريخ والمنطقة، لافتاً إلى أنها رواية ملحمية مهمة تضيء مرحلة أساسية من تاريخ المغرب العربي.

مشاركة :