الدبلوماسية الرياضية إحدى ركائز القوة الناعمة لدولة قطر

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كتب: إبراهيم بدوي .. أكدت ورقة تحليلية صادرة عن مركز الخليج للأبحاث حول التطورات الداخلية التي شهدتها دولة قطر خلال العام الماضي، أن القيادة القطرية أولت الرياضة اهتماماً استثنائياً لدورها في تعزيز المكانة الدولية للبلاد ورسم صورة إيجابية للدولة حتى أصبحت الدبلوماسية الرياضية إحدى ركائز القوة الناعمة لدولة قطر. مكانة مهمة وأشارت الورقة التي قدّمها د.جمال عبد الله الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية، إلى أن الحكومة القطرية ترى في الرياضة إحدى أهم الوسائل المفضية إلى تبوؤ مكانة مهمة على الساحة الدولية، ولهذا تحشد قطر ما يلزم من وسائل لمضاعفة المنافسات الرياضية على أرضها واحتضان أكبر قدر ممكن من الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى. رهان كسبان وأشارت الورقة التي حصلت الراية على نسخة منها إلى أن القيادة القطرية وظفت الثروة النفطية في تلبية الحاجات المتنامية في مجالي الاستهلاك والاستثمار، مع تحقيق رؤية دولية أكبر في الوقت نفسه، وأن الرياضة تندرج في ما تراهن عليه قطر إذا يكمن الهدف الأهم لدولة قطر في رسم صورة ذهنية إيجابية للدولة وهو رهان يجري كسبه، فمن خلال النشاط الرياضي دخلت قطر في ديناميكية تحديث وتطوير لصورتها وكان لذلك آثار مفيدة لأكثر من اعتبار. مسيرة متواصلة ونوهت الورقة بتصريحات سابقة لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في أحد اللقاءات بأن "اعتراف اللجنة الأوليمبية الدولية أهم من اعتراف منظمة الأمم المتحدة، فالعالم كله يحترم قرارات اللجنة الأوليمبية الدولية"، كما أكد أن "الرياضة هي أسرع وسيلة لتبليغ رسالة، وتأمين ترقية دولة ما". اهتمام استثنائي وأشارت الورقة إلى اهتمام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بمواصلة المسيرة وأن سموه أولى اهتمامًا استثنائيًا للرياضة حيث تهتم قطر بعدة أنواع من الرياضة. وتنظم قطر دورة سنوية للتنس تحت مسمى دورة الدوحة المفتوحة وتحظى برواج دولي ويشارك فيها أبرز وجوه لعبة التنس وهناك سباق قطر للدرّاجات الهوائية الذي ينظم سنويًا في شهر فبراير. مونديال 2022 وذكرت الورقة أن الطموح الرياضي لدولة قطر يندرج ضمن مساعي تحقيق هدف زيادة الحضور القطري على الساحة الدولية، حيث أضحى هذا الاندفاع إحدى أبرز خصائص الدولة ولاسيما بعد أن تم اختيار قطر في 2 ديسمبر 2010 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 بعد أن احتدمت المنافسة بين عدة دول كأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية. ملف متكامل ونوهت بأنه قد ترأس لجنة ترشح قطر لتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 شقيق سمو الأمير الشيخ محمد بن حمد آل ثاني حيث لم تدخر الدولة جهدًا لإعداد ملف متكامل استطاع أن يحظى بإعجاب مسؤولي الفيفا واقتناعهم بأحقية قطر في تنظيم هذه التظاهرة الرياضية الدولية. أهمية المونديال وفنّدت الورقة أهمية استضافة قطر للمونديال واهتمامها بالرياضة كإحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة بعدد من الأرقام حيث إن 26 مليار شخص تابعوا البث التليفزيوني لمباريات مونديال ألمانيا عام 2006 مقابل 4.7 مليار تابعوا الألعاب الأوليمبية في بكين عام 2008. وأن بطولة كأس العالم تنشط اقتصاد الدول المستضيفة، ما يوضح إلى أي حد يمكن أن يؤثر هذا الحدث في الشعوب والأمم، ففي عام 2008 اغتنمت الصين فرصة الألعاب الأوليمبية لاستعراض قوتها أمام العالم وقد سافر الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي إلى جنيف لدعم ترشح بلاده لبطولة أوروبا لكرة القدم لعام 2016 وكل هذا وغيره يجسّد أهمية الرياضة، وخصوصًا كرة القدم بالنسبة إلى الدول. مكانة دولية وأكدت الورقة أن قطر أصبحت في غضون سنوات قليلة فاعلاً مهمًا في الساحة الدولية، مشيرة إلى أن قليلاً من دول العالم ذات الحجم الجغرافي المحدود وعدد السكان القليل يمكن أن تطمح إلى الحظوة بهذا التأثير وهذا الحضور. كما أضحت الرياضة سلاحًا سياسيًا واقتصاديًا فاعلاً وبات بالإمكان أن تكون لها انعكاساتها الهائلة على صورة البلاد. وتشهد على ذلك الألعاب الأوليمبية التي تنظم كل سنتين في إحدى الدول، ومن هنا تبرز أهمية استثمار الدولة في الرافعة الرياضية من أجل الصورة التي تسعى لبنائها لنفسها حتى لو كانت دول أخرى تحذو الحذو ذاته. قدرة قطر وحول تنامي الثقة الدولية في قدرة قطر على استضافة البطولات الكبرى، أشارت الورقة إلى إعلان الاتحاد الدولي لألعاب القوى في 18 نوفمبر 2014 فوز الدوحة باستضافة بطولة العالم لألعاب القوى المقرّرة في عام 2019 بعد حصول الملف القطري على أكبر عدد من الأصوات أمام مدينتي برشلونة الأسبانية ويوجين الأمريكية. رصيد مشرّف وفي استعراض لرصيد مشرّف من البطولات الدولية التي احتضنتها قطر، سلطت الورقة الضوء على امتلاك قطر لعدد من المنشآت الرياضية الحديثة والإمكانيات الهائلة، التي اضطلعت في وقت سابق بدور مؤثر في استضافة عدد من الفعاليات الرياضية الدولية كدورة الألعاب الآسيوية عام 2006 وبطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات عام 2010 وكذلك دورة الألعاب العربية عام 2011 . بطولة السباحة ونوهت الورقة أيضًا باحتضان الدوحة منافسات الدورة الثانية عشرة من بطولة العالم للسباحة داخل الأحواض الصغيرة سباق 25 مترًا خلال شهر ديسمبر 2014 والتي استمرت على مدار خمسة أيام بمشاركة غير مسبوقة من نجوم العالم في مجمع حمد للرياضات المائية وبلغ عدد المشاركين في البطولة نحو 1100 سبّاح من 171 دولة يتنافسون على 46 ميدالية. خبرة عالمية واختتمت الورقة بتأكيد الخبرة التراكمية لدولة قطر في استضافة البطولات الكبرى بالإشارة إلى استضافة الدوحة بطولة العالم لكرة اليد للرجال في يناير من العام الجاري، وفوزها بالمركز الثاني بعد أن قدّم فريقها عروضًا مميزة أمام عدد من أقوى الفرق العالمية ووصل إلى المباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسي. وأكدت أن استضافة مثل هذه البطولات من شأنها أن تعكس استعداد الدوحة وخبرتها المتراكمة في احتضان الفعاليات الرائدة عالميًا.

مشاركة :