الحمد لله.. انتصرت على فيروس كورونا.. وها أنا أعلن شفائي في لحظة ميلاد عام جديد لي.. وكأنني أولد في الحياة بقلب وروح مختلفة بعد اختبار قاسي رأيت فيه الموت عدة مرات وظننت أنها النهاية لكن لطف الله كان موجودا، ومحبة الناس التي غمرتني وحب أبي ومساندته ودعم أسرتي كانوا لي عضدا ودعما.. فانتصرت.. االلي خلق الحياة.. وخلق الموتوخلق الدنيا ممر.. لا دار مقروخلق الوجع.. وخلق السعادة.. وخلق الداء وخلق الدواء.. وخلق الليل وخلق النهار.. وجعل من الأبيض والأسود رقعة شطرنج الوجود.. وخلق الأمل وخلق اليأس.. وابتلي البشرية كلها بكوفيد.. لتبدأ صفحة إنسانية من جديد.. فرق كبير أن تقرأ عن كوفيد وأن تكون من محاربي الوباء أن تعيش المعركة ويهاجمك بشراسة.. فيصبح الليل طويلا والهم ثقيلا.. الصبح محل شك واستفهام هل سيأتي؟.. تتمني أن كل ليلة آخر ليلة في الوجع.. آخر ليلة تحت هذه السماء وعلى سطح تلك الأرض.. فتدخل قسم الإنعاش.. الذي قرأته لأول مرة إن عاش.. هكذا هو حقا.. فمن يدخل تلك الغرفة يحتاج معجزة لينجو، فالداخل مفقود والخارج مولود.. هناك حيث الترنيمة الأخيرة.. حيث موسيقى آلارم ونغمة أجهزة المونيتورات وعزف أجهزة التنفس الصناعي بين شهيق.. أصوات الوجع ولون الدم ووخز الإبر.. ورائحة الموت وأخبار الراحلين والأنباء المتواترة عمن سقط ومن نجا.. ثم تأت الحياة ويأت الصبح.. وأسمع كلمة لطالما انتظرتها "سلبية".. أنجو وأنا أسطر رسالتي لكوفيد.. بسببك يا كوفيد سقطت النفايات ووقعت الطفيليات واختفت من المشهد صور الانتهازيين.. غربلت حصى الناس وترابهم.. فانقطعت رسائل المطبلاتية والمنافقين.. وظهرت لي الصورة جلية.. لم أغضب منهم لأنهم لم يسألوا عني بل كان زعلي عليهم لأن الدرس الصعب لكوفيد لم يصل إليهم.. لم تقرع أسماعهم رسالته.. لم تهتز ضمائرهم ولم تزلزل قلوبهم.. ظلوا بأنانيتهم.. وانكفائهم على ذواتهم.. اعتصموا بحصن غير منيع لن يعصمهم من كوڤيد.. شكرا يا كوفيد لأنك كشفت أجمل من فينا.. وكشف أيضا أقبح من فينا.. شكرا لمن أحاطونا بمدد أرواحهم وورود محبتهم وعطر قلوبهم ورياحين دعواتهم.. شكرا للذين أعادوا لنا الثقة في الإنسانية.. فمازال على هذه الأرض ما يستحق الحياة. وبميلاد جديد بعد كوفيدوبعمر جديد بعد كوڤيداعدكم أن أكون أكثر إنسانيةأكثر عطاءأحب أكثرأطبطب أكثرأرحم أكثرأعطف أكثرأمنح بلا توقف أسامح بلا ترددأكفكف كل الدموع أزرع كل البسمات أغرس كل الزهورأزيل كل الأشواك أميط الأذى عن كل طريقأطلي بصبغة الحب واجهات الحجر والبشر
مشاركة :