تحليل إخباري: تزايد التظاهرات في إسرائيل يهدد استقرار الحكومة

  • 7/24/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 23 يوليو 2020 (شينخوا) تظاهر الآلاف من النشطاء الإسرائيليين مساء اليوم (الخميس) ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمطالبة باستقالته من منصبه على ضوء محاكمته في قضايا الفساد الموجهة إليه. وتجمع المتظاهرون وحملوا لافتات ورددوا هتافات ضد نتنياهو تطالبه بالاستقالة أمام مقر إقامته في مدينة القدس. وخلال الأسابيع الأخيرة، كان مقر إقامة نتنياهو هو النقطة المركزية لأعداد كبيرة من المتظاهرين الغاضبين الذين عبروا عن استيائهم الشديد من الحكومة. وتتهم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته بالتقصير والفشل في إدارة أزمة الفيروس التاجي، واصفين برنامج الحكومة لمكافحة تداعيات انتشار الفيروس "بالباهت". وعبر المتظاهرون عن "قلقهم" من قانون كورونا الكبير الذي يسمح للحكومة بتجاوز البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في القرارات المتعلقة بالكورونا كفرض القيود وإعلان حالة الطوارئ. وبموجب القانون الجديد، يمكن للحكومة أن تعلن حالة الطوارئ وتغير القيود المتعلقة بمرض كورونا دون الحاجة إلى مناقشة القضايا في الكنيست مسبقا. ويتعرض رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل لانتقادات واسعة بسبب لوائح اتهامات الفساد الموجهة إليه. ويواجه نتنياهو محاكمة في ثلاث قضايا منفصلة متعلقة بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، الذي نفى هذه الاتهامات، معتبرا بأنها مؤامرة من منافسيه للإطاحة به. ومن جانب آخر، خرج أنصار نتنياهو في مظاهرة مؤيدة له أمام مقر إقامته للتعبير عن دعمهم له، على الرغم من إظهار استطلاعات رأي نشرت مؤخرا تدل على تناقص شعبيته بين أوساط الجمهور الإسرائيلي وحزب الليكود الذي يترأسه. وكانت حكومة الائتلاف بين نتنياهو ومنافسه السابق، شريكه الحالي في السلطة بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض قد أدت اليمين الدستورية في مايو الماضي، بعد أكثر من عام من الشلل السياسي وثلاث جولات من الانتخابات لم تسفر عن أي نتائج واضحة. وإذا لم تتم الموافقة على الميزانية بحلول نهاية أغسطس القادم، فسيتم حل البرلمان تلقائيا والتوجه إلى انتخابات جديدة، وفي الوقت نفسه، ينخرط شركاء التحالف في نزاعات يومية حول مجموعة من الموضوعات مما يضعف الثقة في قدرة الحكومة على البقاء. وصرح نتنياهو (70 عاما) مساء اليوم أنه لا يسعى للانتخابات، موضحا أن تمرير الميزانية ممكن في دقيقة واحدة فقط. وأضاف "السبب الوحيد الذي يجعلنا نذهب إلى صناديق الاقتراع هو إذا لم تكن هناك ميزانية"، متهما حزب أزرق أبيض شريكه في الائتلاف الحكومي بأنهم "لا يريدون تمرير الميزانية". وسيخسر كلا من نتنياهو وغانتس الذي يشغل منصب رئيس الوزراء بالتناوب ووزير الدفاع حسب اتفاق تقاسم السلطة الكثير في حال التوجه إلى انتخابات أخرى. وسيواجه رئيس الوزراء مخاطرة كبيرة في حال إجراء استفتاء شعبي خاصة بأن الجمهور الإسرائيلي غير راض عن أداء حكومته. أما غانتس، فقد ضحى بالكثير من مصداقيته السياسية عندما دخل في ائتلاف الحكومة مع نتنياهو على الرغم من وعوده بألا يفعل ذلك أثناء الانتخابات. ودعا نواب من الكنيست الإسرائيلي كلا من نتنياهو وغانتس إلى وضع خلافاتهم جانبا ومكافحة الأزمة الرئيسية التي تواجهها إسرائيل. وقال عيران فيجودا جادوت، أستاذ العلوم السياسية والحكم في جامعة حيفا شمال إسرائيل "على المدى القصير، من المحتمل ألا تسقط الحكومة، على الرغم من العديد من المؤشرات غير الإيجابية". وأضاف "بمجرد انتهاء أزمة مرض فيروس كورونا ستصبح الانقسامات أكثر وضوحا". وذكرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو عازم على تفكيك التحالف الحكومي والتوجه إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر المقبل. وخلال الأسابيع الماضية، ظهرت بوادر أزمة تلوح في الأفق، حيث تشير التظاهرات والمشاهد المتكررة التي يشتبك فيها الإسرائيليون مع قوات الشرطة إلى وجود انقسام في المجتمع. وقال فيجودا جادوت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذه واحدة من أكثر المواقف تعقيدا التي تمر فيها البلاد على الإطلاق". ومن جانبه، قال جوناثان رينهولد من قسم العلوم السياسية بجامعة بار إيلان "يشعر الإسرائيليون بأن الحكومة لا تعمل بطريقة متسقة واضحة". وأضاف خلال حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "الاحتجاجات مبالغ فيها، الحكومة لا تفهم عمق الأزمة، ولن تهدأ موجة الاحتجاجات بل ستزداد شدة مع تزايد اليأس لدى الجمهور الإسرائيلي". وكانت آخر مرة شهدت فيها إسرائيل احتجاجات اجتماعية واسعة النطاق في عام 2011 ضد ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد، والتي على أثرها وافق نتنياهو على سلسلة من الإصلاحات. ويقول منتقدو الحكومة أن استجابتها على تداعيات مرض فيروس كورونا غير كاف وبطيء، خاصة مع ارتفاع معدل البطالة المثير للقلق، واتخاذها قرارات غير متناسقة حول كيفية محاربة الفيروس الأمر الذي يجعل صبر الجمهور الإسرائيلي ينفذ. وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين قد غرد على صفحته الرسمية على تويتر موجها كلامه إلى أعضاء التحالف قبل ساعات من خروج المتظاهرين إلى الشوارع مساء اليوم " تكاتفوا معا، يحتاج المواطنون إلى تركيزكم والعمل على إيجاد حل لهذه الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها البلاد هذه الأيام".

مشاركة :