لم يكن خطر اندلاع مواجهة عسكرية بين اليونان وتركيا بهذا الارتفاع منذ الصراع القبرصي قبل أكثر من 45 عاما، لكن سياسات النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان خاصة في شرق البحر المتوسط قد تدفع البلدين نحو الحرب إلى حد كبير.مرت أكثر من 72 ساعة منذ أن دخلت البحرية اليونانية في حالة تأهب قصوى، حيث تم تعليق جميع الأذونات واستعدت جميع القوات في الثكنات والوحدات البحرية اليونانية المنتشرة في بحر إيجه. كما انخرطت المقاتلات اليونانية والتركية في معارك وهمية هذا الأسبوع فوق جزيرة كاستيلوريزو، على بعد ميل ونصف من الساحل التركي، ما تسبب في ذعر وفرار السياح.اقرأ أيضا:صحيفة فرنسية: تركيا تشعل الصراع في شرق المتوسطوفقا لمجلة "ناشيونال انتيرست" فإن هناك خطر متزايد بأن تصطدم البحرية التركية واليونانية، حال مضت تركيا في خطط المسح وأعمال التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان.علاوة على ذلك، يؤكد المسؤولون اليونانيون أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وبالفعل هرعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتوسط لوقف صراع مباشر بين القوتين، بينما يغيب الأمريكيون إلى حد كبير.تقول المجلة إن خطر الحرب بين الدولتين العضوين في حلف "الناتو" بات متزايدا أكثر من أي وقت مضى، بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي تجر البلدين نحو الصراع.ومن ضمن ما يدفع نحو المواجهة، محاولة أردوغان الانسحاب من معاهدة لوزان والتي وقعت قبل نحو97 عاما في أعقاب انهيار الامبراطورية العثمانية، وحددث حدود تركيا مع اليونان وبلغاريا وسوريا والعراق..ويسعى أردوغان للتراجع عن المعاهدة لأسباب أيدولوجية منها استعادة السيطرة على بعض المناطق العثمانية سابقا، وتغيير التركيبة السكانية لمناطق خارج حدود تركيا، كما أن وراء رغبة أردوغان أسباب اقتصادية، وهي سرقة موارد المناطق الاقتصادية في اليونان وقبرص.أما السبب الثالث الذي يدفع الرئيس التركي للتخلص من معاهدة لوزان هو الغطرسة ونزعة "الأنا" خاصة أن أردوغان يريد أن يتصدر إرث أتاتورك كحاكم منتصر عسكريا.وبالفعل، مهد أردوغان الطريق في 2017 لإلغاء معاهدة لوزان، حيث صدم جيرانه في اليونان بعدما طرح افكرة خلال إحدى الزيارات، كما أشار إلى أن إحدى المدن البلغاريية كانت ضمن حدود تركيا، ما أثار احتجاجا من بلغاريا التي كانت تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي ذلك الوقت.بدوره، دعم الإعلام التركي خطة أردوغان حيث عمل على إظهار خرائط تركيا مع تعديل حدودها على حساب الدول المجاورة.وضمن هذا النهج، تعمل تركيا على الاستيلاء على النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، بالقرب من الجزر اليونانية، وهو ما تعتبره آثينا استفزازا صريحا واعتداء على سيادتها.وبحسب المجلة، تسعى تركيا إلى السيطرة على الموارد النفطية لمئات الجزر اليونانية، وليس فقط الانسحاب من لوزان وتغيير القوانين الدولية، مشيرة إلى نشر تركيا نحو 18 سفينة حربية في المنطقة المجاورة للجزر، ولن يكون أمام اليونان سوى الرد، وهو ما يثير ذعر الأوروبيين.الأخطر من ذلك، أن قادة أروروبا يدركون أنه ليس مجرد نزاعا حول بحر إيجه، خاصة بعد الاتفاقية التي وقعتها تركيا مع حكومة السراج في ليبيا لترسيم الحدود البحرية ومنح أنقرة حق الاستيلاء على موارد تلك المنطقة، وهو أمر لن يتم إلا بالتعدي على الجزر اليونانية.وينتقد التقرير الموقف الأوروبي الأمريكي تجاه تركيا، معتبرا أن القادة يقومون بتجزئة المشاكل وليس لديهم استيعاب لاستراتيجية أردوغان الخداعية، وكيف استطاع مثل ذلك الرجل أن يلعب بدبلوماسية مراوغة مع جميع القوى الأوروبية والأمريكية وعمله على تهدئة التوتر معهم على المدى القصير.لكن إذا تحرت تركيا إلى الأمام في شرق المتوسط، بالتالي تحتاج اليونان إلى القتال العسكري بكل تأكيد، وستنظر في جميع الخيارات، وإذا حدث مثل ذلك السيناريو فيجب ألا تكون الولايات المتحدة محايدة ، بل يجب أن تعترف علنًا بأن تركيا هي من تعتدي وأن ادعاءاتها باطلة، وفقا للمجلة.
مشاركة :