كشف مصدر مطلع لـ«الجريدة» أن قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قآني وضع شروطا تعجيزية، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي زار طهران أخيراً، بهدف لجم طهران سلاح الفصائل الموالية لها في بغداد، بينما تكثف الشرطة العراقية جهودها لكشف مسار «درون» مفخخة عثرت عليها بالعاصمة. علمت "الجريدة" من مصدر في "فيلق القدس"، الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري" الإيراني، أن قائد "الفيلق" اللواء الركن إسماعيل قآني التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته لطهران، دون أي تغطية إعلامية بناء على طلب الجانب العراقي. وحسب المصدر، فإن قآني أكد للكاظمي استعداد جميع الفصائل العراقية الموالية لطهران التعاون معه، لكن لا يمكنه الطلب من هذه الفصائل إلقاء سلاحها، طالما أن القوات الأميركية موجودة بالعراق، وتشكل تهديدا أمنيا وعسكريا على طهران والفصائل، مؤكدا أنه إذا استطاع "اقناع الأكراد والسنة" بتسليم سلاحهم، وخرجت القوات الأميركية من العراق كاملا فسيأتي شخصيا إلى بغداد للإشراف على تسليم أسلحة الميليشيات للحكومة العراقية. واستمع الجنرال الإيراني إلى حديث الكاظمي عن تحييد العراق عن الصراع الأميركي - الإيراني، وضرورة "ألا يغرق الشيعة في العراق جميعهم مع طهران"، لكنه رد بأن الأمر يتوقف على سلوك واشنطن، وقال إنه يضمن أن تواصل طهران ضبط النفس، لكنه لا يمكن ضمان أن تبقى جميع الفصائل الشيعية العراقية منضبطة على نفس المستوى. «درون» الجادرية إلى ذلك، ينشغل الفريق الحكومي الأمني في العراق، منذ الخميس الماضي، في محاولة معرفة المسار الذي كانت ستتجه إليه طائرة مسيرة (درون) مفخخة، تم ضبطها فوق إحدى البنايات بمنطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد. وأفاد مصدر عراقي بأن "الدرون" كانت مبرمجة لتتحرك في شارع حكومي حساس جدا، تمر عبره مواكب الرئاسات، بما في ذلك موكب الكاظمي، العائد أخيرا من رحلة معقدة في طهران. وكانت خلية الإعلام الأمني قالت إن مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات في وزارة الداخلية هي التي عثرت على "الدرون"، التي كانت تحمل متفجرات تزن 2 كيلوغراما، مؤكدة انها فتحت تحقيقا في الحادث. ويشير مراقبون إلى أن السياق السياسي والأمني، الذي يحيط بـ"حادثة الجادرية"، بعد محاولة الحكومة رسم خط أحمر لـ"خلايا الكاتيوشيا"، عبر اعتقال عناصر من "كتائب حزب الله ــ العراق"، يسمح بطرح احتمال أن تكون المسيرة رسالة إلى الكاظمي نفسه، مصدرها "الخلايا" التي نوعت أهدافها واستهدفت أمس الأول قاعدة "بسماية"، التي تضم قوات إسبانية منضوية ضمن "التحالف الدولي" لمحاربة "داعش" بـ4 قذائف تسببت في أضرار مادية فقط. ورغم استبعاد أن يكون هدف الدرون محاولة اغتيال الكاظمي فإن المراقبين يدرجون الحادث في خانة "إبقاء رئيس الحكومة تحت الضغط على قاعدة أزمة تلد أزمة". انسحاب ونفي في غضون ذلك، أعلن "التحالف الدولي" ضد تنظيم داعش، أمس، تسليم موقعه، الذي يشغله ضمن قاعدة "بسماية"، إلى القوات الأمنية العراقية، وهو سابع موقع عسكري يتم تسليمه خلال أقل من 6 أشهر، ضمن ما أُطلق عليه "عملية إعادة التموضع"، والتي شملت معسكرات وقواعد في شمال بغداد وغربها، صُنّفت مسبقا على أنها "مواقع هشة" أمنيا، وسهل استهدافها بصواريخ قصيرة المدى بسبب موقعها الجغرافي. وقال المتحدث باسم "التحالف الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة، مايلز كايغنز، في بيان أمس، "يغادر التحالف بسماية بعد تدريب 50000 منتسب من القوات العراقية، واستثمار 5 ملايين دولار في ميادين التدريب والمباني". وأضاف: "نُحيي إسبانيا لدورها في قيادة البرنامج التدريبي مع البرتغال وبريطانيا وأميركا. ستبقى مدريد في التحالف من خلال المستشارين في بغداد والدعم المروحي وموظفي حلف شمال الأطلسي الناتو". من جهته، ذكر مصدر عراقي ان "الانسحاب لم يكن على أساس القصف الذي تعرضت له القاعدة، بل مخطط له منذ وقت سابق"، مبينا أن "قوات إسبانية ستبقى في العراق بمهام تدريبية واستشارية". فصيل جديد وبالتزامن مع خطوة "التحالف"، تعهد فصيل شيعي مسلح جديد، أطلق على نفسه اسم "لواء منتقمون"، بملاحقة أعضاء "حزب البعث" المنحل، مطالبا الولايات المتحدة الأميركية بإخراج قواتها من العراق. وحذر الفصيل الجديد، في بيان، الكاظمي بأن عليه إخراج القوات الأميركية تنفيذا لقرار البرلمان العراقي أو "سيقومون هم بإخراجهم بطرقهم الخاصة". وهاجم الفصيل "حزب البعث"، محملا إياه "الدماء التي تسببوا في سفكها، والحرمات التي تم هتكها في زمن نظام صدام حسين"، وخاطبهم بالقول: "اهربوا وإلا أرسلناكم لجدكم صدام". ضبط المنافذ في هذه الأثناء، كلف رئيس الوزراء العراقي الجيش بحماية 14 منفذا بريا وبحريا، فيما أصدر توجيها بتخويل القوات المسيطرة على المنافذ بجميع الصلاحيات، ومحاسبة أي جهة تتجاوز. وذكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان، أنه "بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، لمسك كل المنافذ الحدودية وتنفيذ القانون فيها، ومكافحة التجاوزات وظواهر الفساد وإهدار المال العام، شرعت قيادة العمليات المشتركة في تخصيص قوات أمنية لجميع المنافذ". وأشارت إلى أن "حجم القوة الأمنية المخصصة يكون حسب طبيعة كل منفذ"، موضحة أن "المنافذ البحرية هي (أم قصر الشمالي، وأم قصر الجنوبي، وأم قصر الأوسط، وخور الزبير)، بينما المنافذ البرية هي (الشلامجة، وبدرة، والمنذرية، وسفوان، والقائم، وطريبيل، والشيب، وزرباطية، وابو فلوس، وعرعر)". علاوي يستغرب في سياق منفصل، أبدى رئيس "ائتلاف الوطنية" إياد علاوي، أمس، استغرابه إزاء ما وصفه بـ"إخفاق" القوات الأمنية في الكشف عن قتلة المتظاهرين والخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي، على غرار واقعة "تحرير" الناشطة الألمانية هيلا ميفيس، ليل الخميس الجمعة، بعد اختطافها وسط بغداد في وقت سابق. على صعيد آخر، اقترحت وزارة الخارجية العراقية على السعودية تيسير حركة المسافرين وإلغاء رسوم سمات الدخول بين البلدين، "تشجيعا" للسياحة المتبادلة، وفقا لشبكة "السومرية نيوز".
مشاركة :