تدفع الحاجة المستمرة لتكييف الهواء في فصل الصيف إلى الترفيع في معدلات استهلاك الطاقة وبالتالي الترفيع في فواتير الكهرباء. وقد يتحول الأمر إلى مشكلة شائعة بين الناس في حال لم يتمكنوا من إدارة مواردهم المالية. ويعتبر الاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل حلا من الحلول المطروحة لمجابهة ارتفاع فواتير الكهرباء. دبي - أظهرت جائحة كورونا أن المجتمعات البشرية قادرة على تبني التغييرات بسرعة. وفيما تسعى الشركات إلى شق طريقها خلال الأزمة الاقتصادية، يمكن لكل شخص أن يؤدي دورا بالغ الأهمية في بناء بيئة مستدامة، وذلك بمجرد إجراء بعض التغييرات في أسلوب الحياة. ولا شك أن ارتفاع فواتير الكهرباء يعد من أبرز المشكلات الشائعة خلال فصل الصيف بسبب الحاجة المستمرة لتكييف الهواء. ومع ذلك، يمكن لبعض شركات الطاقة مساعدة السكان على إدارة مواردهم المالية بشكل أفضل عن طريق خفض فواتير الكهرباء الخاصة بهم خلال العقدين المقبلين. وبالتالي، توفير مبالغ ضخمة من المال مع الحفاظ على مستقبل مستدام بعد الجائحة. وتسببت الجائحة في وضع ضغوط هائلة على الاقتصاد العالمي، وأدت إلى إحداث ضرر لا يمكن إنكاره على الموارد المالية لجميع الناس. ومع قضاء المزيد من الوقت في المنزل، يحاول السكان إيجاد طرق للتعامل مع هذا الوضع الطبيعي الجديد من أجل الوصول إلى الهدف، الذي يتمثل بتقليل النفقات والعيش بأسلوب حياة مستدام. ورغم أنه ليس من السهل السيطرة على معظم النفقات بسبب عوامل خارجية، فمن الممكن بالنسبة للمقيمين بالتأكيد توفير مبلغ ضخم من خلال اعتماد أنظمة الطاقة الشمسية في منازلهم. ومن خلال التحول ببساطة إلى الطاقة الشمسية، يمكن للسكان توفير أموال كثيرة كل عام على فواتير الكهرباء الخاصة بهم، لمدة متوسطة تتراوح من 25 إلى 30 سنة. ولا يقتصر الأمر على أن الشمس هي أقدم مصدر للطاقة فقط، بل هي أيضا لا تنضب وفعّالة من حيث التكلفة. مع قضاء المزيد من الوقت في المنزل يحاول السكان الوصول إلى هدف، يتمثل في تقليل النفقات والعيش بأسلوب حياة مستدام وعلى عكس الوقود الأحفوري، فإن الطاقة الشمسية لا تلوث البيئة من خلال انبعاث أي غازات دفيئة، ومن المعروف أنها أنظف مصدر للطاقة. وهذا ما يجعلها الحل الأمثل لمعالجة تأثير وتحديات الاحتباس الحراري العالمي. وقد ظهرت فائدة الطاقة الشمسية في القرنين الماضيين، خاصة عندما استطاع الإنسان معرفة كيفية استغلال الشمس التي كانت قبل هذا الوقت تُستخدم للإضاءة فقط. وتعد الطاقة الشمسية من أهم المصادر الطبيعيّة المستدامة، حيث يمكن استغلالها كأحد البدائل الطبيعية لتوليد الطاقة الكهربائية، وبالتالي يمكن الاستغناء بشكلٍ كامل عن شركات الكهرباء، والتوقف عن دفع الفواتير الكهربائية المُرهقة لميزانيات البشر والمنظمات. كما تعد أنظمة التبريد والتسخين من أهمّ الطرق التي يمكن من خلالها استغلال هذه الطاقة، حيث توفر الماء الساخن طيلة الوقت، وذلك عن طريق وضع الألواح أو الأحواض الشمسية فوق أسطح المباني والمنازل في الأيام المُشمسة. حيث تعدّ متوفرة بنسبةٍ عاليةٍ ولفتراتٍ طويلة، كما تقلّل الطاقة الشمسية من كمية الخطوط الموصولة بين المباني وانتشار الأعمدة في الطرقات. كما يعتبر توليد الكهرباء من أعظم ما قدمته الطاقة الشمسية للبشرية، حيث أصبح بإمكان الذين لا يملكون المال الحصول على الكهرباء من مصادره الأصلية، وذلك بتوليد الكهرباء الخاصة بهم عن طريق الشمس، مما يمكنهم من توفير الأموال الباهظة التي كانت تُدفع في فواتير الكهرباء، أي أن الطاقة الشمسية ساهمت في تحسين معيشة الأفراد عن طريق توفير أموالهم، ومن المتوقع أن تسود تجربة توليد الكهرباء عن طريق الشمس بحلول العام 2050. كما يعد الانتقال من المصابيح التقليدية إلى مصابيح “لاد” الموفرة للطاقة طريقة رائعة لتقليل فواتير الطاقة بشكل كبير، وكذلك تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، خصوصا وأن الإنارة تشكل بين 20 و30 في المئة من فاتورة الكهرباء. وبمجرد استبدال المصابيح المتوهجة القديمة أو الهالوجينية أو الفلورية بإنارة “لاد”، فمن المتوقع أن يصل التوفير في الطاقة إلى 30 في المئة. ومن ثمة بإمكان المرء تعويض المبلغ المدفوع خلال أول 4 شهور. واعتمادا على الاستخدام، فإن متوسط عمر مصباح “لاد” يصل من 5 إلى 10 سنوات، وهو عمر طويل، ويمكن أن تؤثر إضاءة “لاد” بشكل إيجابي على البيئة. وتعتبر مصادر “لاد” فعالة؛ لأنها تستخدم حدا أدنى من الطاقة بنسبة 75 في المئة على الأقل وتدوم 25 مرة أطول. وهذا يعني أنه سيكون عليك استبدال العديد من المصابيح العادية لتعادل مدة عمل مصباح واحد من نوع “لاد”. ومن خلال استخدام أفلام تظليل النوافذ وعوازل حرارة الشمس السكنية، فمن الممكن الاستمتاع بالراحة من الشمس دون الاختباء خلف ستائر ثقيلة أو في ظلال غرفة مظلمة. يمكن أن تقلل العوازل بشكل كبير من الحرارة، التي تمر عبر النافذة، كما أنها تعكس الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وتعمل هذه الأفلام على تحسين توفير الطاقة من خلال حجب ما يصل إلى 80 في المئة من حرارة الشمس وتقليل تأثير الأشعة فوق البنفسجية، التي تؤثر على الأثاث والسجاد والأرضيات. ومن خلال التخلص من الطاقة القادمة من الشمس، فإن الضوء لا يزال قادرا على المرور عبر الزجاج مع الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل الغرفة أو السيارة. وينصح الخبراء بفحص كفاءة وحدات التكييف في المنزل، ذلك أن فواتير الكهرباء ترتفع بسبب التبريد وتكييف الهواء؛ لذلك من الضروري اتخاذ قرارات ذكية بشأن نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في المنزل. وعند الاستعانة بشخص تقني خبير ومؤهل لتركيب أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف أو فحصها، فإنه يضمن أن هذا النظام يعمل بأفضل أداء، وأن المستخدم لا يتعرض لخسارة المال نتيجة لذلك. ومن خلال الحفاظ على نظام ضبط الحرارة في أفضل حالاته، فإن ذلك يؤدي إلى تجنب عمله بشكل أقوى لتعويض الطاقة الضائعة. ومن ناحية أخرى، فإن تنظيف الفلاتر المسدودة والفتحات المتسخة يساهم بالعمل بكفاءة. سيؤدي هذا في النهاية إلى زيادة عمر نظام التكييف وتقليل استهلاك الطاقة وخفض البصمة الكربونية وتوفير المال. كما يلفت الخبراء إلى ضرورة مراقبة الأجهزة الإلكترونية باستخدام أتمتة إنترنت الأشياء. و”إنترنت الأشياء” هو مصطلح شامل يُستخدم لجميع التقنيات، التي تمكّن اتصال الجهاز بالإنترنت؛ فهو ببساطة يجعل منزلك “منزلا ذكيا”، ويمكنك من التحكم في جميع أجهزتك الإلكترونية عبر تطبيق أو حتى أمر صوتي. وباستخدام أجهزة الاستشعار يقوم النظام بجمع البيانات باستمرار لتحديد أنماط الاستهلاك الخاصة بك.
مشاركة :