أثر التكنولوجيا على العمالة | حسن أحمد حسن فتيحي

  • 7/16/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يحكي Erik Brynjolfsson و Andrew McAfeeفي مقالة بعنوان Will Humans Go the Way of Horses!? في دورية Foreign Affairs عن اختلاف علماء الاقتصاد على رأيين في تأثير التقدم التكنولوجي على العمل والعمال، فمنهم من يتفق مع Karl Marx في أن للتقدم التكنولوجي تأثيرًا سلبيًّا على العمال، ففي حين تسهل التكنولوجيا المعاملات فهي تقلل من الاحتياج إلى العمال، وبهذا تخلق البطالة. أمّا الرأي الثاني فهو أن احتياجات الناس لا تنتهي، وهذه افتراضية أساسية في علم الاقتصاد، فمع التطور الاقتصادي والتقني ستتناقص أسعار السلع، وبهذا سيزيد الطلب عليها، ويزيد الإنتاج وتستمر التكنولوجيا في دفع عجلة النمو الاقتصادي. يرد أصحاب الرأي الأول غير المؤيد للتقنية أن عجلة النمو الاقتصادي بعد اختراع محرك السيارة أدّت إلى إقلاع الكثيرين من استعمال الحصان في التنقل، ففي المدة بين ١٨٤٠ إلى ١٩٠٠ تضاعف عدد الأحصنة ست مرات ليصل إلى ٢١ مليون حصان، وفي ١٩٦٠ كان في أمريكا ٣ ملايين حصان، والسبب في هذا التراجع هو الأثر التكنولوجي، فهل يذهب الإنسان حيث ذهب الحصان؟ يعود أصحاب الرأي المؤيد للتقنية ليقولوا إن التقدم التقني لن يضر بالعمالة، فالإنسان كائن اجتماعي يحب أن يخدمه الإنسان في الكثير من الأحيان، وهذا سوف يعرقل «المكننة»، وكذلك بمقدور الإنسان أن يرفض ويستعمل صناديق الاقتراع، أو ينتفض ويثور إذا أثرت عليه أحد تطبيقات التكنولوجيا سلبًا. ويقول أصحاب هذا الرأي إن العمال لن يتأثروا، ويستشهدون بأن أسعار العمالة وعددها تقدمت في الفترة التي شهدت فيها أوروبا تقدمًا زاخرًا في التكنولوجيا في القرن التاسع عشر، وهذا لأن التقدم التقني خلق الكثير من الوظائف الجديدة. أمّا أنا فأؤيد التقدم التقني، ولكنني أقترح إيجاد شبكة من التأمينات الاجتماعية لتحمي ضحايا هذا التقدّم، ومنها التعليم والذي به يمكن للإنسان أن يتماشى مع المكننة، فمن غير الواقعي تبطئة التكنولوجيا وكبح العقل البشري.

مشاركة :