كتب أحمد عبدالحميد: نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرها التوثيقي حول استجابة مملكة البحرين الاستراتيجية لجائحة كوفيد-19، والذي عرض كيف تمكنت البحرين من التغلب على تحديات جسيمة من خلال التأهب والاستجابة المبكرة. «أخبار الخليج» تستعرض أجزاء من التقرير الذي حصلت على نسخة منه.. التقرير استعرض قصة نجاح البحرين في مواجهة الجائحة والمبنية على مساهمات لا حصر لها من مختلف القطاعات والأفراد، مؤكدا أهمية التعاون بين مختلف القطاعات والشراكة والثقة كأحد العوامل الرئيسية للنجاح، بالإضافة إلى سياسات التعقب، العزل، الفرز، العلاج، تدابير التخفيف، حملات التوعية عبر منصات التواصل الاجتماعي، الاستراتيجيات والحزم والتوسع في الخدمات معًا، تمهد الطريق للاستدامة. ولفت التقرير إلى التعاون عبر القطاعات من خلال مزيد من التحسينات في الصحة والاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، وإعادة البناء. وشدد التقرير على أن أحد أسباب نجاح استجابة مملكة البحرين هو التضامن الذي انعكس في كل عمل وقرار، حيث لم يكن فقط نهجًا حكوميًا بالكامل، بل كان نهجًا يشمل المجتمع بأسره، على أساس مبدأ المساواة الذي مكن من الوصول إلى حملة موحدة ومستمرة وتعاونية ضد كوفيد -19. وقال التقرير إنه بينما كان العالم يعتقد أن COVID-19 في البداية سيكون العدو، فإن البحرين أعدت لسباق الماراثون لكنه سباقا يفوز فيه الجميع. واستعرض التقرير الخبرات والدروس المستفادة من البحرين في مجالات الفحص والتطعيم والحفاظ على نسبة عالية من الرعاية الجيدة في الخدمات الصحية الأساسية، مؤكدا أهمية التوثيق من أجل الوصول إلى رؤى ثاقبة حول أفضل الممارسات في مواجهة الجائحة والتي سيكون لها آثار بعيدة المدى وطويلة الأمد خارج حدود البحرين. وأوضح التقرير أن وباء كورونا كان له أثر بعيد المدى وتأثير مدمر على سبل العيش ورفاهية السكان والنمو الاقتصادي في العديد من البلدان حول العالم، لكن البحرين اتخذت تدابير وقائية في وقت مبكر وتم تنفيذها بسرعة في جميع القطاعات على مستوى الحكومة بأكملها قبل ثلاثة أسابيع من الإبلاغ عن حالة الإصابة الأولى بالفيروس في 24 فبراير 2020، وذلك من خلال تشكيل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا، من خلال عقد اجتماعات يومية لتخطيط وتنسيق الوقاية، وترتيب أنشطة التأهب والاستجابة، واستخدامها الفوري الرسائل لتسهيل الاتصال والتنسيق. وأشار التقرير إلى أن غرفة العمليات التي تأسست في 13 فبراير 2020 لعبت دورًا أساسيًا في تفعيل التأهب والاستجابة للجائحة وذلك من خلال تجميع البيانات وإنتاج لوحات المعلومات التي تم مشاركتها مع صناع القرار على فترات منتظمة طوال اليوم (كل ساعة، كل ست ساعات، مرة واحدة يوميًا)، مما يضمن إمكانية اتخاذ القرارات الاستراتيجية على أساس مستنير. وتطرق التقرير إلى إطلاق الحملة الوطنية متعددة اللغات لمكافحة كورونا لبناء وعي بخطورة الفيروس وكيفية الوقاية منه والحد من انتشاره. ونوه التقرير إلى أنه منذ بداية الوباء، أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم توجيهات ملكية لتوفير الفحص والعلاج لجميع المواطنين والمقيمين في البحرين. ولفت إلى أن نجاح البحرين في احتواء انتشار المرض تم من خلال الفحص المبكر والتغطية التطعيمية العالية وتوفير الخدمات الصحية الأساسية من دون انقطاع نسبيًا يمكن أن يعزى إلى أربعة عوامل هي الاستعداد والتخطيط؛ القوى العاملة؛ الشراكات والتعاون؛ والدعم السياسي الرفيع المستوى والمشاركة. وقال إن أهل البحرين عملوا معًا في مواجهة الوباء مع الحرص على المساواة والإنصاف. وأشار التقرير إلى أن البحرين واجهت عددًا من التحديات خلال فترة الجائحة، ولكنها تغلبت عليها من إعادة توظيف القوى العاملة والتخطيط وشراء المواد الاستهلاكية، والوصول إلى الفئات السكانية الضعيفة والتواصل مع أصحاب المصلحة في الخارج. وسرد التقرير الدروس المستفادة من رحلة البحرين في الاستجابة لجائحة كورونا، توضيح التحديات التي واجهتها المملكة وكيف تم التغلب عليهم، ووصف إطار استجابة البحرين، والتفكير في الخبرة المكتسبة وتبلور أفضل الممارسات التي يمكن أن تكون مفيدة خارج البحرين. وتناول التقرير تجربة البحرين فيما يتعلق بالفحوصات المبكرة للفيروس، حيث رفعت المملكة شعار الفحص، التتبع، العلاج، حيث سمح التقدم في قدرات الفحوصات باتخاذ القرارات المناسبة، منوها إلى أن قدرة الفحوصات بلغت في البداية 3 آلاف فحص في اليوم وتم توسيع شبكات المختبرات لتصل إلى أكثر من 25000 اختبارات في اليوم. ولفت إلى أنه تم تطوير استراتيجيات فحص وطنية من أجل الوصول المبكر لحالات المصابين والمخالطين في التحديد المبكر ودور تطبيق «مجتمع واعي» في الرصد. وتطرق التقرير إلى التطعيم مستعرضا الإنجازات التي تحققت في هذا الشأن من خلال التغطية التطعيمية العالية التي تحققت في البحرين، وعزا ذلك إلى عدة عوامل رئيسية أهمها الاستعداد والثقة في حملات التطعيم؛ التجارب السريرية المبكرة ودراسات اللقاحات حيث انضمت البحرين أول دولة عربية إلى هذه التجارب، الابتكار والتكنولوجيا، المتطوعين، العمل السياسي رفيع المستوى في وقت مبكر ومستدام، وحشد الموارد وتأمين اللقاحات؛ التنفيذ المبكر للاتصال الجماهيري عبر الحملات التوعوية، تمكين القوى العاملة والاعتراف بها، التعاون والشراكات متعددة القطاعات، وإزالة العقبات في طريق الوصول إلى التطعيم والشفافية وعدم التمييز في جميع أنحاء الاستجابة. واستعرض التقرير الدروس المستفادة من استجابة البحرين في التطعيم، وذلك عبر تبسيط الخدمات اللوجستية والعمليات، تجنب الارتباك وتنظيم التدفق من الناس وتقليل الأخطاء اليدوية، والتواصل مع مراكز التطعيم والجمهور وتم تنظيمها على أساس منصة التطعيم، توثيق الأحداث والتجارب هو مفتاح بناء القدرات والمرونة. وتطرق إلى تجربة البحرين في الحفاظ على جودة رعاية عالية والخدمات الصحية الأساسية طوال الوباء، عبر مرافق الرعاية الصحية حيث لم تشهد البلاد نفاد مخزون أساسي من اللوازم الصحية والمواد الاستهلاكية، تم توفير الخدمات الصحية الأساسية بشكل عام دون انقطاع، وجميع المراكز الصحية ظلت مفتوحة طوال الوباء، وتم تقديم خدمات الرعاية الصحية المتعلقة بكورونا مجانا للجميع مع تطوير الأساليب المبتكرة في تقديم الخدمات الصحية.
مشاركة :