طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، لأول مرة إمكانية تأجيل انتخابات 2020 متحدثاً عن مخاطر تزوير على صلة بأزمة تفشي وباء «كوفيد- 19»، وهو ما فجّر جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة. وأرسل ترامب تغريدته، التي يثير فيها مثل هذا الاحتمال بعد بضع دقائق من الإعلان عن انخفاض تاريخي في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثاني بنسبة 32.9%، ولكن سرعان ما رفض نواب من الحزب الجمهوري هذه الفرضية مطلقاً. وسأل ترامب في تغريدته: «تأجيل الانتخابات إلى أن يتمكن الناس من التصويت بشكل مناسب وبسلام وأمان؟». وأضاف الرئيس الأميركي: «بالتصويت العام عبر البريد ستكون 2020 الانتخابات الأقل دقة والأكثر تزويراً في التاريخ، وستشكل إحراجاً كبيراً للولايات المتحدة». وبموجب دستور الولايات المتحدة لا يملك الرئيس سلطة البت في تأجيل الانتخابات الرئاسية. وبما أن موعدها محدد بموجب قانون فيدرالي هو 3 نوفمبر، لا يمكن إلا للكونجرس وحده اتخاذ مبادرة في هذا الصدد. وترغب عدة ولايات أميركية في تيسير التصويت عن طريق البريد من أجل الحد من انتشار الوباء قدر الإمكان. وسمح الكثير منها بنظام التصويت هذا لسنوات، ولم تبلغ أي دراسة جادة حتى الآن عن أي مشكلات رئيسة، باستثناء عدد من الحوادث المعزولة. وسرعان ما عبّر عدة نواب جمهوريين عن اختلافهم مع الرئيس، واستبعدوا تماماً تأجيل الاقتراع. كما رفض الديمقراطيون والمرشح جو بايدن فكرة التأجيل. وفي هذا السياق، قال السناتور عن فلوريدا ماركو روبيو: «كنت أفضل لو لم يقل ذلك، سنجري انتخابات في نوفمبر». وأما السناتور عن تكساس تيد كروز، فاعتبر أن «التزوير الانتخابي مشكلة عويصة علينا مكافحتها، ولكن لا يجب تأجيل أي انتخابات». وشهدت الولايات المتحدة تسجيل حالة وفاة بمرض «كوفيد- 19» كل دقيقة تقريباً خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث تجاوز عدد الوفيات على الصعيد الوطني 150 ألفاً، وهو الأعلى عالمياً. ورصدت 1461 حالة وفاة، وهي أعلى زيادة في يوم واحد منذ وفاة 1484 في 27 مايو. وترتفع الوفيات الناجمة عن كورونا في أميركا بأسرع وتيرة لها منذ شهرين، وزادت بنحو عشرة آلاف خلال الأحد عشر يوماً الماضية. وعلى الصعيد الوطني، سجلت الوفيات بمرض «كوفيد-19» ارتفاعاً على مدى ثلاثة أسابيع متتالية، في حين انخفض عدد الحالات الجديدة أسبوعاً تلو الآخر في الآونة الأخيرة للمرة الأولى منذ يونيو. وما زال وضع الكمامات الواقية من كورونا مثار جدل في الولايات المتحدة، فيما أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أمس، أنه يتعين على الأعضاء والموظفين وضع الكمامات خلال الجائحة. وأضافت، في كلمة لها، أنه سيتم السماح للأعضاء برفع الكمامات عند مخاطبة المجلس. وقالت: «تتوقع الرئيسة من جميع الأعضاء والموظفين الالتزام بهذا المطلب كدلالة على احترام صحة وسلامة ومصلحة الآخرين الموجودين في المجلس وفي المناطق المحيطة به». وتأتي هذه الخطوة بعد أن قال العضو الجمهوري لوي جومرت إن الفحوص أثبتت إصابته بمرض كوفيد-19، وهو ما دفع ثلاثة على الأقل من زملائه إلى القول بأنهم سيضعون أنفسهم في حجر صحي. وكان جومرت يرفض بشدة استخدام الكمامة. وقالت بيلوسي إنها تمتلك السلطة لمطالبة الضابط المسؤول عن إنفاذ القانون بمجلس النواب بإخراج أي عضو يخالف آداب اللياقة. وترى الرئيسة أن عدم وضع الكمامة يمثل انتهاكاً خطيراً لآداب اللياقة. وأوضحت أنه سيتم توفير كمامات عند أماكن الدخول إلى المجلس للأعضاء الذين ينسون إحضارها.
مشاركة :