طهران - يسعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مواصلة سياسته الهجومية على الولايات المتحدة بعد تزايد حالة الاحتقان الداخلي جراء تداعيات العقوبات الأميركية والفشل في الحد من انتشار فايروس كورونا في إيران. وألقى خامنئي خطابا بمناسبة عيد الأضحى ضمن محاولاته لإلقاء اللوم على العقوبات الأميركية في اتساع الضائقة الاقتصادية التي تمر بها بلاده وفي وقت وسعت فيه الولايات المتحدة من نطاق العقوبات المفروض على قطاع المعادن الإيراني. وقال خامنئي في خطابه إن بلاده "لن تتفاوض مع أميركا التي تسعى إلى تحجيم نفوذها الإقليمي ووضع حد لتقدمنا"، كما استبعد التفاوض بشأن برامج الصواريخ الباليستية والنووية الإيرانية، داعيا في الوقت نفسه الإيرانيين إلى مقاومة ما اسماه "التنمر الأميركي". وأضاف أن "عقوبات أميركا الغاشمة على إيران تهدف إلى انهيار اقتصادنا.. هدفها الحد من نفوذنا في المنطقة وكبح قدراتنا الصاروخية والنووية"، مشيرا إلى أن "حلم أميركا بتحقيق أهدافها عن طريق العقوبات وممارسة أقصى الضغوط على إيران لن يتحقق أبدا". وتابع "الاعتماد على القدرات الوطنية وخفض اعتمادنا على صادرات النفط سيساعدنا على مقاومة ضغوط أميركا". واعتبر المرشد الأعلى الإيراني أن "القوى الأوروبية وجهت ضربة لاقتصاد إيران بوعود فارغة"، منتقدا تلك القوى "لتقاعسها عن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015". ومنذ العام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على طهران، كثفت الأطراف الأوروبية في الاتفاق جهودها لإنقاذه من خلال حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية. وتشير تصريحات المرشد الأعلى الإيراني إلى حجم تفاقم الأزمات في الداخل على غرار تداعيات العقوبات على الاقتصاد وفشل الحكومة في الحد من انتشار فايروس كورونا حيث لم تمنع الإجراءات من منع تفشيه في المناطق الإيرانية. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قرر توسيع نطاق العقوبات التي تستهدف قطاع المعادن الإيراني حيث ستستهدف العقوبات الجديدة 22 مادة قال إنها تستخدم في في البرامج النووية والعسكرية أو المتعلقة بالصواريخ الباليستية. ووصف بومبيو ذلك بأنه "توسع كبير" للعقوبات ذات الصلة بالمعادن المفروضة على إيران والتي تشرف عليها وزارة الخارجية الأميركية وهو ما يتيح لواشنطن إدراج الجهات التي تنقل عمدا تلك المواد على القائمة السوداء.
مشاركة :