لم يعد العيد كما كان

  • 7/18/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم نعد نشعر بالعيد كما كان، لقد تغيّر ذلك العيد الغض البهيّ، اللاعب في صدورنا، وشاخ وكبر، لم يعد ذلك العيد الذي كنا ننتظره أن يأتي بكل شوق مع الصباح الباكر، إذ كنا نسهر لآخر ساعة في الليل منتظرين قدوم العيد، كيف سيكون قدومه؟ لكننا ننام بعدها من الإرهاق والسهر، ثم نقوم من النوم مع الصباح، وإذا العيد قد بدأ، والجميع يبارك لبعضه بعضاً بقدوم العيد، ومع هذا الذي فاتنا من مشاهدة ساعات قدومه الأولى لايزال العيد لذيذاً في النفوس. لم يعد ذلك العيد الذي كان يقفز في مشاعرنا مثل طائر يريد الطيران من شدة الفرح والحبور، لم يعد ذلك العيد كما كان في السابق، لقد كبرنا وكبرت حياتنا، وامتدت عبر السنين، وأصبح لنا أطفال، وها هم ولله الحمد يكبرون، لكن لا ندري، هل يفرحون به كما كنا نفرح نحن؟ وهل سيقولون لأطفالهم، وأبنائهم ذات يوم ما نقوله لهم هذه الأيام؟، حتماً سيمرون بما مررنا به، وسيفتقدون ما نفتقده نحن هذه الأيام، لأنها سُنَّة الله التي لا تتبدل مهما تغيّر الزمان. لكل جيل همومه التي تعنيه، ومهما تغيّرت الظروف، وتبدّلت الأحوال، سيبقى الإنسان هو الإنسان، كل جيل ينظر لجيله نظرة الرضا، وبقدر من الهيبة لـمَنْ سبقوه، وسينظر للجيل الذي سيأتي بعده بعين الريبة، وعدم الرضا، وكأن المرء وضع من نفسه حلقة بين زمن ذهبت حلاوته، وأيام لا يعلم بمصيرها إلا الله سبحانه، غير أن الحقيقة المطلقة، مهما تغيّرت الظروف، يبقى الإنسان هو الإنسان. هذه الحالة جلستُ أتأملها، ونحن ننظر قدوم العيد السعيد، مودعين شهر رمضان المبارك، راجين من الخالق الكريم قبول صيامنا وقيامنا فيه.

مشاركة :