نشرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية تقريرا أمس كشفت فيه أسرارا جديدة عن الدور الخفي الذي لعبته المخابرات البريطانية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية في تدبير الانقلاب الذي شهدته إيران عام 1953 وأدى إلى الإطاحة بمحمد مصدق وعودة الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم.وذكرت الصحيفة أنه سبق لها أن نشرت تقريرا في عام 1985 كشفت فيه دور ضابط المخابرات البريطانية الذي قاد انقلاب 1953 في إيران، الذي غير الشرق الأوسط إلى الأبد، غير أن كل المعلومات عن هذا الدور تم إخفاؤها ولم تظهر أبدا في النقاش العام. التقرير الذي سبق أن نشرته الأوبزرفر كان يحمل عنوان «كيف تعاونت المخابرات البريطانية الـMI6 ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـCIA في مؤامرة انقلاب في إيران»، ونشر في 26 مايو 1985، لكن تم إلغاؤه بسرعة.وكشف التقرير حقيقة أن ضابط جهاز المخابرات «MI6» نورمان داربيشاير قد قاد عملية سرية لإعادة شاه إيران كحاكم للبلاد في عام 1953. ومع ذلك بعد أيام قليلة من خروج الصحيفة كل الأدلة الجديدة عن دور هذا الضابط اختفت من النقاش العام.وقال صانع الأفلام تاجي أميراني في نهاية هذا الأسبوع قبيل إصدار فيلمه الوثائقي انقلاب 53: «مازلنا لا نعرف من الذي سرب هذا إلى الأوبزرفر في الأصل، أو لماذا، نحن نعلم فقط أن أي سجل للمقابلة مع داربيشاير اختفى بسرعة ولم يتابع أحد القصة. إنها تتستر على التدخل البريطاني حتى يومنا هذا». وقال التقرير إنه سبق لمعدي فيلم وثائقي هو «نهاية الإمبراطورية» تم إعداده في منتصف ثمانينيات القرن الماضي أن أجروا حوارا مع دار بيشاير، لكن هذا الحوار اختفى تماما، ولم يتم تضمينه في الفيلم. وينقل التقرير عن ضابط المخابرات البريطاني قوله في الحوار: التعليمات التي صدرت لي كانت واضحة تماما.. اذهب إلى إيران ولا تخبر السفير شيئا.. احصل على أي أموال تريدها من المخابرات من أجل تأمين الإطاحة بمحمد مصدق بأي وسائل قانونية أو شبه قانونية. ويقول إنه استخدم أموالا طائلة وكان يشرف شخصيا على مظاهرات الشوارع. وكشف الفيلم الوثائقي الجديد «انقلاب 53» أن أخطر دور لعبته المخابرات البريطانية كان التورط في قتل قائد البوليس الإيراني في ذلك الوقت محمود أفشار توس، وهي الواقعة التي أريد لها أن تؤجج عن عمد الاحتجاجات التي قادت إلى اعتقال وسجن محمد مصدق.وكان رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل قد عارض حكم أول زعيم ديمقراطي لإيران محمد مصدق، واعتبر أنه يهدد مصالح بريطانيا في صناعة النفط الإيرانية.ومن خلال العمل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـCIA، التي كانت تأمل أيضًا رؤية محمد رضا بهلوي مرة أخرى على العرش، أصبح من الواضح الآن أن MI6 قد فعلت أكثر من التحريض على الإطاحة بمصدق.
مشاركة :