مع ظهور النتيجة يخيم السكون على أغلب بيوت العائلة المصرية، وكأن الجميع كان في معركة ينتظرون فيها الرابح والخاسر، للأسف أصبحت الثانوية الكابوس الأكبر لدى أغلب البيوت المصرية.ويستمر التوتر ليصل إلى نهايته مع إعلان النتيجة ، حالة من الحزن والارتباك تصيب الأسر المصرية ومن فيها ، يتساوى فى ذلك طلاب حصلوا على مجموع 98 %  ومن حصلوا على مجاميع أقل بدءا من 50 % وحتى 90 % .الرأي العام في تلك اللحظات يوحي بأن الجميع أن غير راض عن درجات مجموعه ، فالطلاب الذين أوشكوا على النهايات تصيب أغلبهم حالة حزن لأنهم قد لا يصلون إلى كليات القمة المزعومة  التى ينشدونها وتحلم بها أسرهم ، ، وقد تضطر أسرهم إلى إلحاقهم بإحدى كليات القمة في الجامعات الخاصة ، بينما يبحث الطلاب ذوو المجموع الضعيف على مكان يقبل مجموعهم " أو تحاول الأسر أن تلحقهم بإحدى الجامعات أو المعاهد الخاصة.علينا أن ندرك جيدا أن الزمان تغير كثيرا وأن كليات القمة هو مصطلح خاطئ ساعد على ترسيخه سلوكيات خاطئة في المجتمعينبغي على كل والدٍ يترقب ظهور النتيجة أن يعلم أن ما قدره الله لولده كائن لا محالة وأن الأرزاق بيد الله تعالى، ومن الرزق الذي لا مدخل لأحد فيه مستوى تعليم ولده وذكائه ونباهته وتفوقه. هونوا على أنفسكم فالله يرزق الجميع ، وما الكلية سوى وسيلة لكسب الرزق، وليست هي كل الرزق.نصيحة لكل طالب اجتهد وذاكر .. تيقن أن الغد مشرق والمستقبل باسم لمن رضي بما قدره الله وفرح بعطاء الله.كثير من الطلبة يفكر في الانتحار بشكل أو بآخر عندما يخفق في الثانوية ويرسم له خياله أن صاحبك الذي تفوق عليك سيكون له من الشأن ما ليس لك ، في سبيل هذا قد يفكر الإنسان في التخلص من حياته حتى يهرب من اليأس والقلق والاكتئاب.الأمر ليس هكذا، فأغلب المفكرين والمبدعين في زمننا الحاضر كانوا هواة لم يدر بذهن أحدهم أنه سيحقق من الشهرة والثراء من خلال هوايته أو حرفته ما حقق.نجاحك فى أن تبحث وتكتشف رغباتك ومواهبك وقدراتك وأن تطورها وتنمي نفسك فيها ، انظر حولك وستجد مئات النماذج حققوا النجاح والتفوق المادى والمعنوى دون أن يكونوا ممن حصدوا أعلى الدرجات فى الثانوية العامة.لا تشغل ذهنك كثيرا بما ستكون عليه بعد خمس سنين أو عشر سنين بل ينبغي أن تعمل من الآن على كسب المال من الحلال من خلال هواية أو حرفة بسيطة، لمَ لا يتجه البعض لتعلم وإتقان فنون الجرافيك أو التصوير أو المونتاج ، لم لا يعملون فيها ويحققون فيها النجاحات ، لتحاول أن تصنع لنفسك عالمك الخاص بك.في تقرير صحفي كشف عن ثروة أغنى عشر شباب في العالم ليس من بينهم من تخرج من كليات القمة المزعومة منهم: مارك زوكربيرج الذى يبلغ من العمر 30 عاما٬ وهو المؤسس الشريك لموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وصافى الثروة: 35. 9 مليار دولار.ومنهم : دستين موسكوفتز 30٬ عامًا الموظف الثالث بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك صافى الثروة: 7. 7 مليار دولار.ومنهم : جان كوم 38 عامًا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لتطبيق واتساب للتراسل الفورى صافى الثروة: 7. 7 مليار دولار.كليات القمة وهم مزعوم صنعه البعض وعاشوا فيه في عصر أصبحت التكنولوجيا هي سيدة العالم والمتحكمة في اقتصاده وتجارته ومعلوماته.هونوا على أنفسكم وأطلقوا العنان لمواهبكم.