أكدت مصادر ليبية مسؤولة لـ «اليوم» أن ورقة المطالب التي قدمها الجيش الوطني الليبي للولايات المتحدة خلال زيارة وفد أمريكي لمدينة بنغازي، أول أمس الأحد، تضمنت انسحاب القوات التركية من ليبيا بشكل كامل وغير مشروط، ووقف تدفق الإرهابيين والمرتزقة عبر سوريا وتركيا وإعادتهم إلى بلادهم، ورفض وجود قواعد عسكرية تركية على الأراضي الليبية، إضافة إلى رفض حضور أي مسؤول تركي المفاوضات بشأن تسوية الأزمة الليبية لعدم شرعية وجوده، واستمرار الجيش الليبي في محيط «سرت والجفرة» وإنذار الرئيس التركي أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج بخطورة التفكير في الدفع بقوات لوسط ليبيا.وكان الجيش الليبي قد طالب واشنطن بتدخل دولي ورقابة دولية على المنافذ البرية والبحرية لمنع أنقرة من نقل الأسلحة والزج بالمرتزقة إلى طرابلس ومصراتة وغيرها من مدن الغرب الليبي لدعم ميليشيات الوفاق.يأتي هذا فيما تشهد العاصمة الليبية طرابلس مظاهرات ضد حكومة الوفاق منذ الجمعة الماضي احتجاجًا على تدنّي الخدمات، حيث تنقطع الكهرباء بالساعات، وندد المتظاهرون بارتكاب الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا جرائم سرقة ونهب لممتلكاتهم وتعريض حياتهم للخطر، كما هاجموا رئيس الوفاق فايز السراج لتخصيص ميزانية ضخمة لأنقرة لجلب المرتزقة للتصدي للجيش الليبي، بينما تعاني العاصمة من سوء في الأحوال المعيشية.من جهته، أرجع مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب صراع ميليشيات طرابلس لرغبة كل طرف في السيطرة على صنع القرار، مشيرًا إلى نية تركيا إقامة «منطقة خضراء» داخل العاصمة الليبية ما أثار حفيظة وقلق الليبيين؛ إذ تعكس أوهام أردوغان بالاستمرار مدة طويلة في ليبيا ومحاولة تشكيل مجتمع جديد.وأشار إلى أن جنودًا أتراكًا يدربون المرتزقة السوريين في طرابلس التي تستقبل يوميًا مرتزقة عن طريق أنقرة.فيما وصفت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي منع ضباط أتراك دخول جنود إيطاليين لمدينة مصراتة بـ«السخيف وغير المقبول»، وطالبت الحكومة الإيطالية بتقديم إيضاح فوري.يُذكر أن 40 جنديًا إيطاليًا يعملون في المستشفى الميداني العسكري الإيطالي منعوا من دخول مدينة مصراتة بناء على أمر من القوات التركية المسيطرة على مطار الكلية الجوية بمدينة مصراتة الليبية.ويرى الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح أن الموقف التركي ضد الجنود الإيطاليين رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن قاعدة مصراتة هي قاعدة تخضع للسيادة التركية، وكذلك الأراضي الليبية تحت الاحتلال التركي المباشر.وانتقد البحباح ما وصفه بمهزلة «الحل السياسي»، مشددًا على أن من يهرول لهذا الحل في هذه الفترة هو عميل مأجور باحث عن السلطة، مؤكدًا أنه لا يمكن الحديث عن وهْم الحلول السياسية لأنها غير موجودة، لافتًا إلى أن ليبيا دولة محتلة خاضعة لإرادة الأجنبي، وفي مثل هذا الوضع يبقى الحل الوحيد هو مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل حتى التحرير.
مشاركة :