كورونا يجعل من الأطفال وسيلة لانتشاره | | صحيفة العرب

  • 8/4/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

توصل الباحثون إلى اكتشاف جديد يمكن أن يقوض ما توصلت إليه الدراسات السابقة بخصوص علاقة الأطفال بفايروس كورونا المستجد. وتشير أحدث الدراسات إلى أن الأطفال الأقل من 5 سنوات يمكن أن يكونوا ناقلين فاعلين لفايروس كورونا في المجتمعات التي يعيشون فيها، ذلك أن الفايروس موجود لديهم بكميات عالية. واشنطن- كشفت دراسة حديثة أن أنوف الأطفال دون سنّ الخامسة تحتوي على مواد وراثية من فايروس كورونا المستجد أكثر بـ10 إلى 100 مرة مما لدى الأطفال الأكبر سنا أو من البالغين. وأوضح معدّو الدراسة التي نشرتها مجلة “جاما بيدياتريكس” الطبية أن هذا الأمر يعني أن الأطفال من هذه الفئة العمرية يمكن أن يكونوا ناقلين فاعلين لفايروس كورونا المستجد في المجتمعات التي يعيشون فيها، وهو استنتاج يتناقض مع الأدبيات الطبية السائدة حتى اليوم. وتأتي هذه الدراسة التي أعدّها فريق بقيادة الدكتور تايلور هيلد سارجنت من مستشفى آن وروبرت لوري للأطفال، في وقت تدفع إدارة الرئيس دونالد ترامب بقوة لإعادة فتح المدارس والحضانات بهدف إطلاق الحركة الاقتصادية مجددا. وأجرى الباحثون اختبارات مسحة الأنف ما بين 23 مارس و27 أبريل المنقضيين على 145 مريضا من شيكاغو كانت درجة مرضهم معتدلة في غضون أسبوع واحد من ظهور الأعراض. وقُسّم المرضى إلى ثلاث مجموعات ضمت أولاها 46 طفلا دون الخامسة، والثانية 51 طفلا تراوحت أعمارهم بين الخامسة والسابعة عشرة، فيما تشمل الثالثة 48 بالغا بين الثامنة عشرة والخامسة والستين. ولاحظ فريق الباحثين أن الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال دون الخامسة يحتوي على كمية من فايروس سارس – كوف – 2 أكبر بما بين عشرة أضعاف ومئة ضعف من الكمية الموجودة لدى الفئتين الأخريين من المرضى المشمولين بالاختبارات. وأضاف معدّو البحث أن دراسة مخبرية حديثة بيّنت أن تكاثر الفايروس المعدي مرتبط بكمية المواد الوراثية الفايروسية الموجودة لدى الشخص. كذلك سبق أن بيّنت الدراسات أن الأطفال الذين تظهر لديهم شحنة فايروسية عالية من الفايروس المخلوي التنفسي هم أكثر عرضة لنشر المرض. واستنتج معدّو الدراسة التي نشرت مؤخرا أن “الأطفال دون الخامسة يمكن أن يكونوا تاليا ناقلين مهمين لفايروس سارس – كوف – 2 وأن ينشروه في المجتمع ككلّ”. وقال الباحثون، الذين نشروا الدراسة في دورية “جاما” لطب الأطفال، “إن فهم احتمال نقل الأطفال للعدوى سيكون أساسيا في عملية تطوير إرشادات الصحة العامة”. وأضاف الباحثون أن “العادات السلوكية للأطفال الصغار والمسافات القريبة بين الأماكن المخصصة لهم في المدارس ودور الرعاية النهارية تزيد المخاوف من تفشّي سارس – كوف – 2 في صفوفهم مع تخفيف القيود الصحية”. وتتناقض هذه الاستنتاجات مع الاعتقاد السائد راهنا لدى السلطات الصحية بأن الأطفال الصغار لا ينقلون الفايروس إلى غيرهم كما يفعل الأكبر سنا، علما أنهم أصلا أقل عرضة للإصابة به بشكل حاد. غير أن الدراسات في هذا الشأن لا تزال قليلة إلى الآن. وقد أظهرت دراسة حديثة في كوريا الجنوبية أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والتاسعة عشرة نقلوا كوفيد – 19 داخل عائلاتهم بقدر ما فعل البالغون، في حين أن الأطفال دون التاسعة نقلوه بدرجة أقل. كما أظهرت دراسة نشرت مؤخرا وجود كميات كبيرة من الفايروس في الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال، مما أثار تساؤلات جديدة بشأن نقلهم العدوى. وتشير البيانات إلى أن الأطفال ينقلون العدوى بنسب ضئيلة، ولم تجد التقارير المبكرة أدلة قوية على كون الأطفال مساهمين رئيسيين في نشر الفايروس. من جانبه، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الشباب من أنهم ليسوا بمنأى عن خطر الفايروس، في حين أنهم يتعاملون في بعض البلدان باستخفاف حياله، مما يؤدي إلى زيادة معدلات انتقال الفايروس. وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي “قلنا ذلك ونقوله مرة أخرى: الشباب يمكن أن يصابوا، والشباب يمكن أن يموتوا، والشباب يمكن أن ينقلوا الفايروس”. ولوحظت عودة ظهور الفايروس في بلدان أوروبية، حيث يذهب الشباب أثناء الإجازة إلى الحانات وينظمون حفلات على الشواطئ. وقالت السلطات الصحية في كندا الأسبوع الماضي إن من هم تحت سن الـ39 عاما يشكلون أغلبية واضحة بين حالات الإصابة الجديدة في البلاد. وتقوض هذه الدراسة ما كشفه اثنان من كبار علماء الأوبئة في بريطانيا، من أن هناك علامات تجريبية تؤكد أن الأطفال لا ينقلون الفايروس التاجي مثل البالغين. وكانت الدكتورة روزاليند إيجو، وهي عضو في لجان توجه النصح للحكومة البريطانية، قد أكدت بشأن أسلوب التعامل مع الأمراض المعدية، أن الدلائل تشير إلى أن الأطفال قد لا ينشرونه بنفس قدر الكبار. وقالت إيجو “نعتقد أن الأطفال أقل احتمالا للإصابة بكوفيد – 19، ولكن هذا ليس مؤكدا حتى الآن، ونحن على يقين أن الأطفال هم الأقل تأثرا بنقل العدوى ولكن ذلك ليس مؤكدا”. من جانبه، قال جون إدموندز، عضو المجلس الاستشاري العلمي البريطاني، والأستاذ في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي “إنه من المدهش، كيف لا يبدو الأطفال أنهم يلعبون دورا كبيرا في نشر الفايروس المستجد”. وأضاف أمام اللجنة العلمية بمجلس اللوردات “من غير المعتاد ألا يكون للأطفال دور يذكر في نقل العدوى لأنهم يلعبون دورا رئيسيا في أغلب الأمراض التنفسية الفايروسية والبكتيرية، لكنهم لا يفعلون في هذه الحالة على ما يبدو”. وأشار إلى أنه ربما كان هناك نبأ غير سار، وهو أن المناعة البشرية المقاومة لفايروس كورونا المستجد قد لا تصمد طويلا. هذا وكان ألاسدير مونرو، وهو باحث في الأمراض المعدية لدى الأطفال في مستشفى جامعة ساوثهامبتون في بريطانيا، قد قلل من مسؤولية الأطفال في معظم الحالات عن نقل العدوى. غير أن علماء آخرين قد فسروا ذلك بأنه وإن كانت الإصابة بالعدوى لدى الأطفال أقل منها لدى البالغين، فإن ذلك بسبب أنهم لم يتعرضوا للفايروس، خاصة مع إغلاق المدارس. كما يقول الباحثون إن الأطفال لا يخضعون للفحوصات بقدر البالغين لأنهم غالبا ما يكونون بأعراض خفيفة أو حتى دون أعراض. من جهة أخرى وكدلالة على المنافسة الشديدة بين الدول، يزداد الإعلان عن توقيع عقود مع شركات الأدوية لضمان الحصول على لقاح لكوفيد – 19 وآخرها بين سانوفي وغلاكسو سميث كلاين والولايات المتحدة، وعقد مع الاتحاد الأوروبي. الأطفال دون الخامسة يمكن أن يكونوا ناقلين مهمين لفايروس "سارس – كوف – 2" وأن ينشروه في مجتمعهم وأعلنت سانوفي الفرنسية في بيان لها أن اللقاح التجريبي الذي يجري تطويره بالاشتراك مع شركة غلاكسو سميث كلاين البريطانية اختير للبرنامج الأميركي “أوبيريشن وارب سبيد” الحكومي الذي يهدف إلى تزويد الأميركيين بإمكانية الحصول على اللقاح في أسرع وقت ممكن، من خلال عدد من الاتفاقيات الموقعة مع مختبرات الأدوية. ووفق تفاصيل العقد ستحصل الشركتان على ما يصل إلى 2.1 مليار دولار أميركي مقابل تسليمهما 100 مليون جرعة من اللقاح ككمية أولية. وقالت سانوفي إن التعاون “سيساعد في تمويل أنشطة تطوير وزيادة القدرة التصنيعية لشركتي سانوفي وغلاكسو سميث كلاين في الولايات المتحدة لإنتاج اللقاح”. وأوضح المختبر الفرنسي الذي سيحصل على القسم الأكبر من التمويل من حكومة الولايات المتحدة، أن واشنطن سيكون لديها أيضًا خيار الحصول على 500 مليون جرعة إضافية على المدى الطويل. من جانبها، أعلنت المفوضية الأوروبية، أنّها حجزت باسم الدول الأعضاء الـ27، 300 مليون جرعة من لقاح سانوفي التجريبي ضد كوفيد – 19. ووفقاً لبروكسل، فإنّ العقد مع سانوفي “سيوفّر الفرصة لكل الدول الأعضاء لشراء اللقاح”. فقد أتاحت المفاوضات بين المفوضية وسانوفي التوصل إلى اتفاق يضع إطاراً لشراء 300 مليون جرعة في حال تمّ إنتاج لقاح “مأمون وفعال”.

مشاركة :