حدد مسؤولون وأطباء بالقطاع الصحي، ثلاثة إجراءات للوقاية من الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد في ظل عودة الأنشطة وممارسة الأعمال، وهي تقليل فترة التجمعات إلى أقل وقتٍ ممكن والتباعد الجسدي ولبس الكمامة. ووصفوا في تصريحات لـ «الاتحاد»، هذه الإجراءات الثلاثة، بأنها «الوصفة الأكثر تأثيراً ونجاحاً» في منع الإصابة بمرض (كوفيد ـ 19)، في ظل عدم وجود لقاح وتطعيم ضد المرضى حتى الآن. فيما كشفت أحدث الدراسات العالمية المتعلقة بفيروس «كورونا»، أن ترك مسافة مترين بين الأشخاص يقي بنسبة 97% من العدوى بالفيروس، مع ضرورة أن تكون فترة التواصل المباشر مع الأشخاص أقل من 15 دقيقة تفادياً لزيادة فرص العدوى. وشدد مسؤولون صحيون بالدولة، على أن هذه الإجراءات يجب الأخذ بها وعدم التهاون في تطبيقها، مشيرين إلى أن دولة الإمارات والعديد من دول العالم الكبرى، قطعت شوطاً كبيراً في التجارب السريرية لاكتشاف لقاح، وهو ما يمكن أن يحدث خلال الأشهر القليلة المقبلة، وعليه يجب الاستمرار في الإجراءات الوقائية. وقال الدكتور عادل سجواني، عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كورنا» المستجد، اختصاصي طب الأسرة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع: «في حالة عدم وجود لقاح لعلاج مرض (كوفيد ـ 19)، الحل الوحيد هو اتباع الإجراءات الاحترازية». وأضاف: «هناك الكثير من التدابير الوقائية، أبرزها التباعد الجسدي، ولبس الكمامة، وتقليل فترة التواصل الاجتماعي في حالة التجمع». ولفت سجواني إلى أن دراسة طبية صدرت في شهر يونيو الماضي، عن مركز الطب المبني على البراهين ببريطانيا، أظهرت أن ترك مسافة مترين بين الأشخاص يقي بنسبة 97% من العدوى بفيروس كورونا، في حالة وجود تواصل مع شخص مصاب المرض وغير معروف للآخرين، وتزداد نسبة الأمان في حالة لبس الكمامة. وذكر أن، الدراسة نفسها أكدت أنه في حالة وجود تباعد جسدي ولبس الكمامة، ولكن استمر التواصل الاجتماعي بين الأشخاص أكثر من 15 دقيقة تزداد فرص العدوى والإصابة، مؤكداً ضرورة أن تكون اللقاءات قصيرة جداً مع لبس الكمامة والتباعد الجسدي. وأشار سجواني، إلى أن هناك دولاً كثيرة على رأسها دولة الإمارات تعمل حالياً على اكتشاف لقاح لهذا المرضى، وقد قطعت هذه التجارب والمحاولات مسافة كبيرة، وهناك أمل للبشرية؛ ولذلك علينا عدم التهاون في إجراءات الحماية حتى يتم بالفعل اكتشاف لقاح وعلاج. شروط التجمعات من جانبه، قال الدكتور حيدر اليوسف، المدير العام لمجموعة الفطيم للرعاية الصحية: «التجمعات ستكون موجودة، ولكن من المهم أن تكون في أضيق الحدود والتقليل منها قدر المستطاع، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ويجب التأكد أيضاً من التزام الأطفال بهذه التدابير في حالة التجمعات العائلية أو غيرها». ونبه اليوسف، إلى أن بعض الناس بدأوا يتخلوا عن العديد من الإجراءات الوقائية المتعلقة بفيروس «كورونا»، وخاصة في التجمعات العائلية، مثل السلام والتقبيل، وهذا مخالف للإجراءات المطلوبة لحماية المجتمع والأفراد من هذا المرض. حماية المكتسبات من جهته، قال الدكتور عثمان البكري، الرئيس الطبي ونائب المدير التنفيذي لمجموعة «أتش ام اس» العالمية: «يمكنك أن تعيش حياتك بأمان واطمئنان، بأن تجعل من نفسك مع الآخرين، مثالاً يحتذى به، وتصبح القدوة في مجتمع صحي آمن». وأضاف: «علينا جميعاً الالتزام بالإجراءات الصحية واللوائح التي تقرها الدولة للحفاظ على صحة الجميع ومن هنا تكتب النجاة للجميع ولا يستطيع المرض أن ينتشر، ويزداد انحساراً إذا التزم الجميع». ولفت البكري، إلى أنه إذا لم يلتزم الجميع ويتعاونوا معاً، نكون في موقف لا نحسد عليه، ويبدأ المرض في العودة والانتشار مرة أخرى، وتكون انتكاسة كبيرة لذلك لابد من الالتزام والانصياع لما تقوله وزارة الصحة ووقاية المجتمع حتى نحافظ على أنفسنا ومجتمعنا من هذا الوباء العالمي. وأكد أن العديد من دول العالم تحذو حذو الإمارات في طرق مكافحة وعلاج مرض «كوفيد 19»؛ وذلك لأن إنجازات ومكتسبات الإمارات حقيقية ومؤثرة، وأصبحت حقيقةً واتخذها العالم كله مثالاً يحتذى به لمواجهة فيروس كورونا. ودعا البكري إلى المحافظة على هذه المكتسبات، عن طريق التزام الجميع بكل ما تفرضه الدولة من لوائح وتوصيات للمحافظة على صحة الجميع وأن تظل نسبة التعافي عالية وتنخفض نسبة الإصابة لو التزم الجميع حتى نصل جميعاً إلى بر الأمان والتغلب على هذه الجائحة الخطرة. وقال البكري: «إن هذه المرحلة هي من تحدد المصير، أما أن نصل إلى بر الأمان ونعود لحياتنا الطبيعية ونحافظ على النجاحات التي تحققت جراء الالتزام بما قدمته الدولة أو نستسلم ونخسر كل مكتسباتنا التي حققناها». وأضاف: «أعتقد أننا جميعنا لا نقبل ذلك إطلاقاً، فالمحافظة على المكتسبات يجب أن تكون هي شعاع النور الذي نستمد منه الأمل حتى نستمر وننهض ونفتخر بها على الصعيدين الوطني والعالمي». 230 حالـــــــة شفــــــاء جديدة مـن فيـروس كورونــا المستجـــد أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع إجراء 63.792 فحصاً جديداً خلال الساعات الـ 24 الماضية على فئات مختلفة في المجتمع باستخدام أفضل وأحدث تقنيات الفحص الطبي، وذلك تماشياً مع خطتها لتوسيع وزيادة نطاق الفحوص في الدولة؛ بهدف الاكتشاف المبكر وحصر الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» والمخالطين لهم وعزلهم. وساهم تكثيف إجراءات التقصي والفحص في الدولة، وتوسيع نطاق الفحوص على مستوى الدولة في الكشف عن 239 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد من جنسيات مختلفة، وجميعها حالات مستقرة وتخضع للرعاية الصحية اللازمة، وبذلك يبلغ مجموع الحالات المسجلة 62.300 حالة. كما أعلنت الوزارة شفاء 230 حالة جديدة لمصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» وتعافيها التام من أعراض المرض بعد تلقيها الرعاية الصحية اللازمة منذ دخولها المستشفى، وبذلك يكون مجموع حالات الشفاء 56.245، وأعلنت الوزارة أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة خلال الساعات الـ 24 الماضية. «عيـــــادات متنقلــة» لرعاية كبار المواطنين والمرضى المزمنين فـــي أبوظبي أعلن مركز أبوظبي للصحة العامة، بإشراف من دائرة الصحة أبوظبي، تسيير العيادات المتنقلة بالتنسيق مع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة لتقديم الرعاية الطبية، وإجراء الفحوص الدورية والمخبرية لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، حرصاً على ضمان متابعة حالتهم الصحية للحفاظ على صحتهم وسلامتهم. وكانت دائرة الصحة أبوظبي مع مركز أبوظبي للصحة العامة، قد أطلقت كمرحلة أولى برنامج «الرعاية الصحية لكبار المواطنين والمقيمين والذين يعانون الأمراض المزمنة»؛ بهدف ضمان استمرار الخطط العلاجية للفئات الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة بفيروس «كوفيد 19»، بمن فيهم كبار السن وذوو الأمراض المزمنة، والحفاظ على صحة وسلامة المجتمع ككل في ظل مواجهة انتشار فيروس «كوفيد - 19». وقالت الدكتورة أمنيات الهاجري، مدير إدارة صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة: «إننا نتطلع خلال المرحلة القادمة من البرنامج بالتعاون مع عددٍ من مقدمي الخدمات الصحية المتميزين، إلى إدراج جميع الحالات من كبار المواطنين والمقيمين، وكذلك المصابين بالأمراض المزمنة، والتأكد من حصولهم على التوعية اللازمة بالإجراءات الاحترازية لكوفيد - 19، وتحديد احتياجاتهم لخدمات الرعاية الصحية بما فيها الصحة النفسية، وتقديمها لهم بالطريقة الأنسب لاحتياجاتهم سواء عن طريق المكالمات الهاتفية أو الاتصالات المرئية أو الزيارات المنزلية عبر العيادات المتنقلة أو تنسيق الزيارات الضرورية للمستشفى للاحتياجات التي لا تغطيها الوسائل الأخرى». وأضافت الهاجري: «ينصب تركيزنا خلال المرحلة القادمة على ضمان حصول الفئات الأكثر عرضة لمخاطر مضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد 19 على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها وضمان سلامتهم، حيث تأثر عدد من المرضى بما شهده العالم مؤخراً بعد انتشار فيروس كوفيد 19، في حين نعمل على سد الفجوة، وضمان حصول هذه الفئة على الخدمات التي يحتاجون إليها استناداً إلى البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تتميز بها أبوظبي».
مشاركة :