تغيرات جسدية ونفسية تجهلها المرأة بعد الولادة

  • 7/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هي من أسعد لحظات حياتك، حينما ينزل طفلك إلى الدنيا وتبدأ أول أصوات صراخه تغزو السكون في غرفة العمليات، لتبدأ فوراً السيدة في كيفية تغيير حياتها بعد قدوم طفلها. وفور الولادة ينصب اهتمام الأم على الطفل والاعتناء به، تفقد الاهتمام بنفسها وتبدأ بالإهمال تدريجياً فور عملية الولادة، وذلك بسبب التقلبات الهرمونية التي تشهدها المرأة خلال هذه المرحلة والتي تؤثر في مزاجها وجسمها ومعنوياتها، كما تعتبر هذه المرحلة من المراحل المهمة والحساسة جداً والتي يستعيد فيها جسم الأم عافيته، ولكن قد تحدث تغيرات ومضاعفات لا تعيرها الأم اهتماماً وذلك من باب عدم المعرفة بها، والانشغال عنها وعدم مراجعة الطبيب، مما يؤدي إلى تراكم هذه التغيرات والتسبب لها بالقلق والتوتر والخجل في وقت تحتاج فيه إلى الكثير من الطاقة للاعتناء بطفلها. تغيرات في الجلد من جهتها قالت الدكتورة منى المروي استشارية جلدية في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي: التغيرات التي تطرأ على المرأة الحامل بعد الولادة هي نتيجة تغيرات في معدل هرمونات الاستروجين والبروجسترون مما يؤدي إلى زيادة التصبغ في الجسم وخصوصا الوجه، ويسمى قناع الحمل، كما يؤدي الحمل إلى ظهور تشققات في جلد البطن وهي تظهر بنسبة 90٪ وتكون في البداية على شكل خطوط حمر وتتغير مع مرور الزمن إلى اللون الأبيض، وعادة ما تظهر على الصدر والبطن، إضافة إلى ظهور حب الشباب في الوجه والظهر وهذا نتيجة حدوث اختلال الهرمونات وزيادة إفرازها وتغير الجلد من الحالة الجافة إلى الحالة الدهنية. وأضافت، ظهور الدوالي على الرجلين الذي يكون باللون الأبيض هو نتيجة احتياج الجنين الى ضخ كمية من الدم إليه من الأم ونتيجة أيضاً وجود تاريخ عائلي للدوالي، وظهور زوائد جلدية في منطقة الرقبة تحت الإبط وتحت الصدر، زيادة تصبغ الوحمات والشامات إن وجدت. العلاج وأوضحت أن العلاج بالنسبة لتصبغات الجلد أولا يجب استخدام واقي الشمس بمعدل 30٪ أو أكثر لمنع زيادة التصبغ ويرجى مراجعة طبيب أخصائي جلدية لمعالجة التصبغات الناتجة من الحمل مثل الكلف والنمش، فهناك العلاج بكريمات التبييض والليزر على حسب الحالة، أما علاج التشققات الناجمة عن الحمل يجب استخدام المرطبات المحتوية على فيتامين E باستمرار في فترة الحمل حيث يمنع الجفاف ويعطي الجلد أكثر ليونة لمنع التشققات، وفي حالة حدوث التشقق فهناك دراسة أثبتت أن استخدام بعض أجهزة الليزر يؤدي إلى تحسين التشقق، أما حب الشباب فلابد من علاجه في فترة الحمل ومنع زيادة حدوثه بعد الولادة باستخدام الكريمات الطبية التي لا تضر الجنين ولا تؤثر في الرضاعة تحت إشراف طبيب جلدية. وحول علاج الدوالي قالت: لا بد من تجنبه فترة الحمل ومنع حدوثه باستخدام التعليمات الآتية، تجنب الوقوف لفترات طويلة، المشي المستمر ليساعد على استرجاع الدم الى القلب، وعند الجلوس لفترات طوال يجب رفع القدمين على كرسي، لبس الجوارب الضاغطة، تجنب زيادة الوزن المفرط. وأضافت، علاج الزوائد الجلدية يتم باستخدام أجهزة الكي الكهربائية أو استخدام الليزر ويجب علاجها من قبل طبيب أخصائي جلدية، كما يجب متابعة الشامات والتغير الحاصل فيها من قبل الطبيب. تغيرات في الثدي وتحدثت الدكتــــورة ليلى إســــماعيل طبــــيبة استشارية في مدينة خليفة الطبية في أبوظبي عن التــــغيرات التي تظهر في الثديين، وقالت: تظهر زيادة ملحوظة في الحــــــجم، وتغير في الشكل، تضيق حجم القفص الصدري وبالتالي تقـــل كــــمية الهـــــواء التي تستطيع المرأة أخذها في كل شهـــــيق، بسبب قلة حــــــجم الهــــــواء الذي يدخل كل مرة، وطبعا بمجرد الولادة ورجـــــــوع حــــجم القفـــــص الصدري إلى طبيـــــعته، ترجــــــع قدرة الرئة على التمدد كما كانت وتخــــتفي هذه التغيرات، لكن السيدات الحوامل اللواتي يعانين مــــرض الربو قد يقوم هـــرمون البروجستــــرون على تحفيز الحويصلات ونموها خلال فترة الـــــحمل، كما أن التغيرات الهرمونية تكون أيضاً مــــــسؤولة عن الغشــــاء المبطـــــن في القـــــــــــنوات المؤديـــــة إلى الحـــــويصلات وهذه التغيرات كلها ضرورية لأجل تحضير الثـــــدي للقـــــيام بمـــــهمة إفراز الـــحليب والتي هي ضرورية لتزويد المولود بالغذاء. وأضــــــــافت، طالما هناك عملـــــية تحـــــريض بعــــــــد الولادة لإفراز الحليب بسبب الرضاعة، بعد توقف عملية الرضاعة يحدث تراجع تدريجياً في النمو، إلى أن يحدث هنــــــاك ضمور في الحويصلات التي تكاثرت من قبل وذلك بسبب نقص هــــــــرمون البرولاكتن وبسبب توقف الرضاعة، ولكن تبقى القدرة الكامنة لخــــــــلايا الثدي على إفراز الحليب حتى بعد توقف عــــــملية الرضاعة عند حـدوث أي تحـــــــريض للحــــــلمة، طبــــعا بســــــبب ضمور الخــــــلايا قد تلاحـــــظ المرأة وجود ترهل في الثدي وذلك عندما كان حجم الثدي كبيراً كان الجلد مشدوداً ولكن بعد ضمور الخلايا أصبح هناك ترهل في الجلد وهذا يحدث عند معظم السيدات بعد الرضاعة. بطء حركة الأمعاء وأشارت إلى أن التغيرات التي تحدث في الجهاز الهضمي للمرأة أثناء الحمل وبعد الولادة تكون بسبب التغيرات الهرمونية وتحديداً البروجسترون حيث يؤدي الى حدوث بطء في حركة الأمعاء والمعدة، وأيضا إلى الارتخاء الصمام الموجود بين المعدة والمريء، وعليه تشعر الحامل بوجود حموضة وذلك بسبب ارتداد الحموضة من المعدة إلى المريء، وطبعا هذا المفعول قد يكون مضاعفاً في حالة زيادة حجم الجنين ودفعه إلى أعلى، كما قد تشعر الأم الحامل أيضا بالإمساك وتكون معرضة له بشكل أكبر بسبب بطء الأمعاء، وقد يتضاعف في حال تعاطي الأم للحديد والذي يؤدي للإمساك، ومن التغيرات التي قد تحدث أيضا ظهور مشكلة تتعلق بالكبد، وهي عدم قدرة الكبد على إفراز الصبغة الكبدية، فأحيانا أثناء الحمل تحدث هذه المشكلة مع ارتفاع في أنزيمات الكبد، قد يعرضان المرأة الحامل إلى مخاطر كبيرة. وعلقت أن بعد عملية الولادة بقليل تبدأ عودة العضلات في الجهاز الهضمي إلى نشاطها وعليه تشعر الأم بالجوع والعطش وذلك بسبب الطاقة التي بذلتها أثناء عملية الولادة، أيضا يتوقع التخلص من الإمساك بعد أسبوع من الولادة حيث ترجع نشاط عضلات الأمعاء والمعدة إلى طبيعتها تدريجيا، لكن بمجرد الولادة ورجوع الهرمونات الى الحالة الطبيعية الأعراض التي تعرضت لها الحامل والتي تم ذكرها سابقا تعود تماما إلى طبيعتها، حيث لا تترك التغيرات أي آثار في الجهاز الهضمي للمرأة بعد الولادة. السلس البولي وحول المثانة والتغيرات التي تحدث فيها قالت: تحدث التغيرات على مرحلتين: المرحلة الأولى وهي الشهور الثلاثة الأولى من الحمل خلال هذه المرحلة يكون الرحم موجوداً أسفل البطن وأثناء زيادة وزن الجنين تدريجيا يؤدي إلى حدوث ضغط على المثانة وعليه تشعر المرأة بالرغبة في التبول بكثرة حتى وان كانت كمية البول قليلة، أما المرحلة ما قبل الولادة وهي خلال الشهور الثلاثة الأخيرة يتم تحضير تدريجياً هبوط الرأس إلى الحوض مرة أخرى وهذا بدوره يتسبب مرة أخرى بضغط في المثانة مما يشعر المرأة برغبة في التبول بشكل مستمر ولفترات قصيرة. وأضافت، أحيانا تشعر المرأة بعدم السيطرة على البول وهذا بسبب ارتخاء الصمامات المحيطة بالمثانة، وهذا يؤدي إلى الإصابة بما يدعى السلس البولي وقد يحدث أثناء القيام بردات فعل تلقائية كالضحك، العطس، السعال، وهذه الأعراض قد تستمر إلى ما بعد الولادة ولكن بمجرد رجوع الهرمونات إلى حالتها الطبيعية تتوقف هذه الأعراض، وخلال هذه الفترة ننصح الحامل أو المرأة بعد الولادة بممارسة بعض التمارين المساعدة كتمارين الكيجيل التي تساعد العضلات على استعادة قدرتها، خاصة عضلات الحوض التي تعرضت إلى الكثير من الشد خلال فترة الحمل والصمامات إلى الارتخاء بسبب الهرمونات، ويتوقع التحسن من السلس البولي بعد 3 شهور من الولادة. وأوضحت أن خلال عملية الحمل وبسبب هرمون البروجسترون يحدث توسع في الحالب وتوسع في حوض الكلى وهذه التغيرات قد تستمر من 3 الى 4 شهور بعد الولادة، وخلال عملية الولادة قد يحدث احتقان في منطقة مجرى وفتحة البول والمثانة، وخصوصا أثناء عملية خروج الرأس حيث وضعه يكون تحت المثانة مباشرة مما يؤدي إلى ضعف الإحساس بالسوائل فالكثير من الأمهات بعد الولادة لا يشعرن بضرورة التبول رغم وجود الكثير من البول في المثانة، وهذا التغير قد يؤدي إلى عملية حصر البول بسبب فقدان المرأة الحامل الشعور بامتلاء المثانة خاصة إذا تم إعطاء المرأة الحامل تخدير أسفل الظهر أثناء الولادة، والأعراض المصحوبة بحصر البول، حدوث التهابات بولية أو تعرضها الى نزيف ما بعد الولادة، إضافة إلى أن هناك عاملاً آخر يؤدي إلى حدوث تغير في المثانة وقد يزيد من حدة المشكلة بعد الولادة وهو تعرض المرأة لعملية القص أثناء الولادة، والتي قد تؤدي إلى قص بعض العضلات أثناء الولادة التي لها دور في التحكم بالبول تأثر الرحم والمهبل وأشارت الدكتورة ليلى إلى أن التغيرات التي تحدث في الرحم بعد الولادة هي عودته الى حجمه ما قبل الحمل وهذه العملية تبدأ مباشرة بعد عملية ولادة الخلاصة، نتيجة لتقلص عضلات الرحم، وهذا التقلص يساعد على وقف النزيف من المنطقة التي كانت فيها الخلاصة، كما أن حجم الرحم بعد الولادة يصبح كحجم حبة الجريب فروت ليصل وزنه إلى 1 ك، غ، وبعدها يمكن أن يصل الرحم إلى مستوى السرة، حيث ينزل مستواه بمعدل 1 سنتيمتر يومياً ليصل إلى مكانه الطبيعي بعد 14 يوماً ويكون قد استعاد موقعه الأساسي في الحوض، وهذا الرجوع يصاحبه تغير في لون وكمية الإفرازات. أما بالنسبة إلى المهبل قالت: خلال عملية الولادة يتعرض المهبل إلى الشد الكثير وذلك للسماح للطفل بالخروج، إلا أنه بعد عملية الولادة يكون جدار المهبل محتقناً وتكون هناك جروح بسيطة بسبب العملية نفسها، وتظهر تغيرات الجدار المبطن للمهبل إلى وضعه الطبيعي بشكل ملحوظ خلال الأسبوع 3- 4 بعد الولادة ولكن يلزمه من 6-10 أسابيع للرجوع إلى حالته الطبيعية تماماً، ولاستعادة حجمه وشكله الطبيعي إلى ما قبل الولادة، ومع ذلك لا يرجع شكل أو حجم المهبل إلى وضعه الطبيعي إلى ما قبل الولادة. وأضافت، أما التغيرات الأخرى التي تلاحظها الأم في المهبل خاصة في فترة الرضاعة هي جفاف المهبل، حيث إن هرمون الرضاعة يعيق إلى حد ما رجوع هرمون الاستروجين إلى تركيزه الطبيعي، أما عضلات الحوض فبعد الولادة تصبح رفيعة خاصة في المرحلة الثانية من عملية الولادة وذلك بسبب تعرضها للضغط أثناء خروج الجنين، كما تكون هذه المنطقة قد تعرضت إلى كدمات مما يؤدي إلى حدوث احتقان. ونصحت الدكتورة ليلى بضرورة تجنب أي موقف يعرّض الأم والطفل إلى الخطر، زيارة الطبيب بشكل مستمر، اتباع نمط غذاء صحي والابتعاد عن كل ما يضر بصحة الأم والطفل، الإكثار من البروتين والسوائل ،حيث تساعد السوائل على التخفيف من حدة الإمساك، التركيز على الكالسيوم والمتواجد في الحليب ومشتقاته، تجنب الضغوط النفسية، تناول الحديد الذي يعد ضرورياً خاصة أثناء الحمل، الابتعاد عن المسكنات كالاسبيرين والبروفين مع ضرورة استشارة الطبيب بخصوص تناول الأدوية، تجنب انتعال الكعب العالي والذي يؤدي الى حدوث تغير في فقرات العمود الفقري وعضلات الحوض. الشعور بالحزن و الكآبة من جهته تحدث الدكتور طارق شحرور استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي عن التغيرات التي تحدث للمرأة بعد الحمل والتي على الأغلب ناجمة عن التغير الكبير الذي يحدث في هرمونات الحمل، إذ يحدث هبوط شديد في بعض الهرمونات بعد الولادة، ويظن أن هذا وراء التغيرات النفسية التي تحدث بعد الولادة مباشرة، وقال: 60-80٪ من النساء يصبن باضطراب نفسي عابر جدا يطلق عليه Postpartum Blues أو الحزن العابر ما بعد الولادة وهو عبارة عن شعور المرأة بحزن خفيف يستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام، يصبح البكاء فيه أسهل من العادة، يحدث اضطراب في النوم، وعدم الشعور بفرحة الولادة، إلا أن هذا الاضطراب يزول وبشكل عفوي دون أي نتائج عكسية. وأضاف، لا يحتاج إلى علاج لأنه اضطراب عابر وخفيف ولا يدوم طويلاً، ويحدث في أول أو ثاني يوم من الولادة، أما الكآبة بشكل كامل فهي تحدث لـ 10- 15٪ من النساء بعد الولادة، والكآبة بعد الولادة لا تحدث مباشرة بعد الولادة، إذ تبدأ بعد 15 يوماً بعد الولادة، أو بين 15 اليوم أو 6 أشهر، وهو مرض غير عابر مزعج تشعر فيه الأم بكآبة شديدة، أعراضه تتمثل في حدوث اضطراب في النوم، والأكل، تقل قدرة الأم على الحركة ويقل نشاطها، النظرة إلى المستقبل بشكل متشائم، وتراودها أفكار سيئة. وأوضح أن المرض هذا له نوع من الوصمة، حيث يتوقع الناس أن على المرأة أن تكون سعيدة بقدوم مولودها، وهذا شيء صحيح، إلا أن إصابتها بالكآبة يكون مفاجأة و شيئاً غير متوقع للأهل، يجعلهم يلقون اللوم على الأم في الحالة التي فيها وهذا يشعرها بالذنب، إضافة إلى أن علاقتها بوليدها قد تتأثر أثناء الكآبة، وقدرتها على إعطائه العطف والحنان تقل، حتى يحدث عندها قلق شديد على المولود مما يجعلها تستيقظ من النوم بشكل متكرر لتفقد وليدها، مع مراقبة حركات صدره لتتأكد من أنه على قيد الحياة. أهمية الدعم الأسري وأشار إلى أنه ليست هناك أسباب واضحة للكآبة، ولكن أكثر الأسباب التي ممكن أن تكون لها علاقة بهذه الحالة، هو هرمون الحمل والهبوط الحاد الذي يحدث بـ 20 أو 30 أضعاف المعدل الطبيعي أثناء الحمل، كما أن هناك الكثير من الدراسات التي تقوم على الوقاية من الكآبة والتي تؤكد ضرورة تواجد الدعم الاجتماعي للمرأة والدعم الأسري حيث يعمل على التخفيف من إمكانية حدوث اكتئاب ما بعد الولادة، وهذا يفسر لدرجة معينة لماذا نحن في مجتمعاتنا تكون هذه الحالات أقل من المجتمعات الغربية وقد تكون هذه أحد التفسيرات، وهناك تفسير آخر يقوم على أن الكثير من النساء بعد الولادة يتم فقد التواصل معهن وبما أن الكآبة تصيب النساء كما تحدثنا سابقا بعد 15 يوماً، فهذا يجعلهم بعيدين عن التواصل الطبي مع المختص أو المستشفى. ذهان النفاس وحول الأمراض النفسية الأخرى قال: هناك اضطراب نادر حدوثه ويصيب واحدة من بين كل ألف حالة وضع، يطلق عليه ذهان ما بعد الولادة (النفاس) وهو اضطراب شديد جداً، فيه تفقد المرأة ارتباطها بالواقع، تصبح لديها أوهام وتصرفات مضطربة، سببه غير معروف وليس وراثياً أو مربوطاً بتاريخ مرضي سابقاً، إلا أن السبب المتوقع يعود إلى أنها اضطرابات هرمونية، وأعراضها تكون واضحة جدا، تتمثل في اضطراب في السلوك، الصراخ من غير سبب، التكلم بسرعة وبصوت عال، عدم القدرة على النوم نهائياً، عدم القدرة على الجلوس في مكان، وعدم الاسترخاء بشكل كامل، الانعزال الاجتماعي، وقد تعاني الارتباك و الوسواس تجاه سلامة طفلها الصحية، كذلك تبدأ بالتعبير والتصريح عن أشياء غير عقلانية وغير منطقية. وأضاف، أحياناً تؤثر تصرفاتها في الطفل، لذلك يجب أن تكون هناك عناية شديدة بالأم، مما قد يضطر إلى إبقائها في المستشفى، وهناك بعض المستشفيات التي تقدم خدمة استقبال المرأة والطفل في نفس الوقت حتى لا يتأثر ارتباطها بالمولود، وذلك بإشراف الفريق المعالج، وفي مجتمعاتنا أغلب الأحيان يقوم الأهل بالعناية بالطفل أثناء تواجد الأم في المستشفى. وأشار إلى أن احتمالية إصابة الأم بهذا الاضطراب مرة أخرى كبيرة جداً، حيث ترتفع احتمالية الإصابة بشكل كبير في حال حدوثه سابقاً، إلا أن فترة العلاج تكون قصيرة عدة أسابيع، مع ضرورة بقاء الأم في المستشفى، والتحسن في هذا الاضطراب كبير جدا، وينصح الدكتور في حال شعور الأم بأنها غير مرتاحة أو غير مستمتعة بحياتها التوجه إلى الطبيب العام للفحص، مع ضرورة توفر الدعم الأسري، ومساعدة الأم في الاهتمام بالطفل، والذي يتوفر في مجتمعاتنا بشكل كبير، والعلاج النفسي مثل علاج أي مرض ثان، نسعى دائما فيه لتوفير الرعاية الأمثل للأم والطفل والعائلة التي تمثل اللبنة الأساسية في الصحة النفسية لأي مجتمع. العلاج وأكد أن العلاج في حالات اكتئاب ما بعد الولادة يكون عن طريق العلاج الدوائي مع مراعاة الرضاعة بالنسبة للأم، حيث من الممكن أن يعطى العلاج أثناء الرضاعة ولكن بحذر شديد، إضافة إلى العلاج النفسي عن طريق جلسات مع المختص، وقد تستمر فترة الكآبة في حال عدم علاجها من 3 شهور إلى 6 شهور أو إلى 12 شهراً، وهي جدا مزعجة إذ إنها تؤثر في قدرة الأم على الارتباط بمولودها، حيث لها نتائج سيئة على المرأة وقدرة المولود على الارتباط بالأم، فالأم هي الشخص الأساسي في الحياة، والطفل قد لا تكون لديه مشكلة في عدم الشعور بالحنان والعطف في أول 6 شهور بعد الولادة وإنما تكون المشكلة لدى الأم في عدم الإحساس بالقدرة على العطاء، لكن الطفل بعد 6 أشهر يبدأ بالتأثر وإذا لم يستطع الارتباط بالأم بعد هذه الفترة، فهذا يؤثر في قدرته على الارتباط بالحياة بشكل عام، والأم، والأهل، والأصدقاء والزوجة مستقبلاً بشكل خاص.

مشاركة :